سلط تقرير صحفي إسرائيلي، الضوء على التداعيات السياسية لتفكك "القائمة المشتركة"، عقب انفصال حزب "التجمع الوطني" عنها.

وذكر تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية يوم السبت، أن "تفكك القائمة المشتركة يمكن اعتباره الحدث الأبرز في إسرائيل والأهم فيما يتعلق بانتخابات الكنيست المقررة في شهر نوفمبر المقبل".

الكتل السياسية

وأوضح التقرير أن ”الآثار المتتالية لهذه الخطوة قد تدفع إحدى الكتل السياسية الإسرائيلية لتجاوز عتبة 61 مقعداً“، مستدركاً: ”لكن ليس من الواضح بعد أي منها المستفيدة من انقسام القائمة المشتركة“.

وأضاف أنه ”قبل الانشقاق كانت القائمة المشتركة خليطا من الحزب الشيوعي الاشتراكي الذي يقوده أيمن عودة، والحزب العربي القومي الذي يقوده سامي أبو شحادة، والحزب الذي يقع في أيديولوجيا ما بين الحزبين ويقوده أحمد الطيبي“.

ولفت التقرير إلى أن ”حزب التجمع كان هو الفصيل من بين الأحزاب الثلاثة الذي أصر على التعهد مسبقاً بألا توصي القائمة المشتركة بأي مرشح لمنصب رئيس الوزراء أو تتعاون مع أي ائتلاف بعد انتخابات الكنيست“.

وبحسب التقرير العبري، فإن ”عضويْ الكنيست المنحل أيمن عودة وأحمد الطيبي لم يستبعدا أيا من هذه الخيارات، خاصة أنهما يفكران في التعاون مع رئيس الوزراء يائير لابيد حال كانت الظروف مناسبة، ويعملان على كسب ثقة الجمهورين العربي واليهودي“.

سيناريوهات متوقعة

ويرصد التقرير عدة سيناريوهات لمرحلة ما بعد تفكك ”القائمة المشتركة“ أولها أن ينتهي الأمر لصالح زعيم حزب ”يوجد مستقبل“ يائير لابيد“، لافتًا إلى أن 64% من الجمهور العربي يؤيد الدخول في ائتلاف حكومي.

وأضاف أنه ”قد يؤدي انسحاب حزب التجمع من ”القائمة المشتركة“ إلى سير عودة والطيبي على خطى زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس والانضمام إلى كتلة لابيد“، مشيرًا إلى أن رغبة الأحزاب بتحقيق إنجازات للمجتمع العربي قد تدفع نحو ذلك.

ووفق التقرير ، فإن ”حزب التجمع لن يتمكن من تجاوز نسبة الحسم في انتخابات الكنيست المقبلة“، مؤكدًا أن ”دعم الأحزاب العربية ليائير لابيد سيؤدي إلى منحه النصر من الناحية النظرية“.

انتصار نتنياهو

سيناريو آخر يطرحه التقرير العبري، يتمثل في أن يمنح تفكك ”القائمة المشتركة“ زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو النصر، وذلك عبر وصوله إلى 61 مقعداً في الكنيست المقبلة، مما يعزز فرصه بتشكيل الحكومة.

وأشار التقرير إلى أن ”إقبال العرب في إسرائيل على التصويت في يوم انتخابات الكنيست سيحدث فرقاً في النتائج“، مبينًا أنه ”من المتوقع حالياً أن يكون التصويت العربي في أدنى مستوياته على الإطلاق“.

ونوه التقرير إلى أن ”الناخبين العرب يشكلون 17% من الناخبين الإسرائيليين، ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة فإن ما لا يزيد عن 45% قالوا إنهم سيصوتون بالانتخابات المقبلة“، مستدركاً: ”لكن ووفق تقديرات المحللين السياسيين فإن هذه النسبة ستنخفض بسبب تفكك القائمة المشتركة“.

ويرى التقرير العبري أن ”الناخبين العرب في إسرائيل عادة ما يصوتون لصالح أحد الأحزاب العربية أو أحزاب اليسار، مما يعني أن زيادة إقبالهم على التصويت تحقق لكتلة يسار الوسط التي يقودها لابيد المزيد من الأرباح، وعكس ذلك سيكون لصالح نتنياهو“.

وأضاف التقرير أن ”غياب المصوتين لصالح حزب التجمع عن المشاركة في انتخابات الكنيست يعطي فرصاً أكبر لفوز نتنياهو على لابيد“.

وبحسب التقرير، فإن ”لابيد قد يتجه للتعاون مع الأحزاب العربية التي يقودها عودة والطيبي في حال بدأوا باستخدام لهجة أكثر تصالحية، خاصة أنهم فضوا الشراكة مع الحزب الأكثر تطرفاً في القائمة المشتركة“.

استطلاع رأي

وأظهر استطلاع أجرته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية ”كان“، السبت، حصول كتلة نتنياهو على 60 مقعداً في الكنيست المقبل، الأمر الذي يمكنه من تشكيل الحكومة، في حين حصلت كتلة لابيد على 56 مقعداً، و4 مقاعد لقائمة عودة والطيبي.

وبحسب الاستطلاع، فإن حزب ”الليكود“ بقيادة نتنياهو حصل على 33 مقعداً، مقابل 24 مقعداً لحزب ”يوجد مستقبل“ بقيادة لابيد، في حين حصل ”المعسكر الوطني“، الذي يقوده غانتس على 12 مقعداً، ومثلها لحزب ”الصهيونية الدينية“.

ووفق الاستطلاع، حصل حزب ”شاس“ على 8 مقاعد، وحزب العمل 6 مقاعد، و“ميرتس“ 5 مقاعد، ومثلها لحزب ”يسرائيل بيتنا“، و4 مقاعد للقائمة العربية الموحدة، التي يتزعمها منصور عباس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]