يواصل ابناء عائلة الدبسان  نضالهم من داخل وخارج خيام الاحتجاج التي قاموا ببنائها نهاية الاسبوع الماضي، احتجاجا على عدم ايجاد سلطة توطين البدو في الجنوب مكانا ثابتا لابناء العائلة للسكن فيه، وحلا للضائقة السكنية الخانقة التي يعيشون فيها في هذه المنطقة في اللقية.


صباح يوم أمس الخميس، خرج اطفال عائلة الدبسان برفقة ذويهم في تظاهرة احتجاجية امام مكاتب سلطة توطين البدو في الجنوب في بئر السبع، بهدف الضغط لإيجاد حل للأزمة السكنية الخانقة، والتي أدت إلى موجة من العنف والهجرة الداخلية للعائلة الى منطقة أم علق التي بنيت فيها خيام الاحتجاج.
المتظاهرون من أطفال عائلة الدبسان لا يتعلمون منذ مطلع العام الدراسي، وقاموا بالمشاركة في الاحتجاج ورفعوا لافتات تطالب بالحق في السكن والأمان، واللذين هما من أبسط الحقوق المشروعة لأي مواطن في أي دولة في العالم، الا انهم محرومون منها منذ سبعين عاما وحتى اليوم.
يقول علي الدبسان احد ابناء العائلة المتواجدين منذ اليوم الاول في خيام الاحتجاج :" المشكلة بدأت منذ حوالي سبعين عاما، احضرتنا السلطة ووضعتنا في هذا المكان الذي نسكن فيه حتى اليوم في اللقية، فبعد سبعين عاما من الحياة في ضائقة خانقة قررنا ان نأخذ المسؤولية للحل على عاتقنا وبأيدينا".
راجح الدبسان احد ابناء العائلة قال معقبا على الاحتجاج والتظاهرة :" انتهت كل الطرق لم يتبق اي باب في الحكومة لم نطرقه، وتحدثنا الى سلطة توطين البدو، ولكنها لا تقوم بواجبها كما يجب".

ابناء عائلة الدبسان يؤكدون ان معاناتهم ازدادت في الاونة الاخيرة خاصة بعد الشجار الذي نشب بينهم وبين اصحاب الارض التي يسكنون فيها، والذين طالبوهم بالخروج منها.

يتابع راجح قائلا :" نحن نطالب بحياة كريمة وبأرض خاصة لنا تسكن فيها العائلة، وان نعيش بأمن وامان ويذهب اولادنا الى المدرسة بأمان، وأن نحصل على قسائم بناء حتى لو كانت مؤقتة بعيدا عن المشاكل والخطر الذي نعيش فيه اليوم".
سلطة توطين البدو قالت بأنها اقترحت على العائلة السكن في قرية مرعيت قرب كسيفة، او الانتقال الى مدينة رهط، رئيس سلطة التوطين يائير معيان صرح للاعلام الاسرائيلي بلهجة لا تخلوا من التهديد قائلا :" عرضوا امامهم الامكانيات، هذه الامكانيات التي نستطيع تقديمها للعائلة، العائلة غير معنية بهذه الحلول، وليس لدينا حلول اخرى، ونحن نقترح عليهم قبول الحلول التي تقترحها الدولة، وفي حال لم يقبلوا فإنهم في الحقيقة سيواجهون مشكلة" .

 عدم الخروج من ام علق
حاليا ابناء عائلة الدبسان يصرون على عدم الخروج من ام علق موقع خيام الاحتجاج الخاصة بهم، حتى تقوم الجهات المختصة بتخصيص مكان سكن ثابت لهم، ويطالبون المواطنين العرب بالوقوف الى جانبهم لنيل حق السكن لابنائهم.
يقول علي الدبسان :" يقولون انه في موقعنا الذي نحن فيه ستكون حارة، ونحن نريد ان نسكن في هذه المنطقة، الحكومة تقول بعد عام او عامين ستكون حارة، انتظرنا سبعين عاما ولا بأس بانتظار عشر سنوات اخرى لن يحدث لنا شيء".
وكانت لجنة التوجيه لعرب قد اصدرت بيانا استنكرت فيه تقاعس السلطة في حل الضائقة السكنية لعائلة الدبسان، الامر الذي يأتي ضمن سياسة التهجير الممنهجة التي يتم اتخاذها ضد العرب في النقب،وخلال اجتماعات عدة مع العائلة في خيمة الاعتصام صدر القرار بالتظاهرة اليوم، والتي كانت ناجحة الى حد كبير، ومن ثم عقد اجتماع في خيمة الاحتجاج في ام علق مساء اليوم، تم فيه اتخاذ بعض القرارات والتي من ضمنها القيام باستصدار ترخيص للخيمة الاحتجاجية خاصة بعد ان داهمتها الشرطة عدة مرات بحجة البناء غير المرخص في ارض تابعة للدولة، اما القرار الثاني للاهالي خلال الاجتماع فهو ان تكون تظاهرة اخرى الخميس القادم امام مكاتب سلطة التوطين في بئر السبع، والاستمرار بالاحتجاج ودعوة رؤساء المجالس للمشاركة في الاحتجاج، بالاضافة الى دعوة اعضاء الكنيست والتوجه لعدالة لاخذ الملف في الاتجاه القضائي.
جمعة الزبارقة مركز لجنة التوجيه لعرب النقب قال:" هذه الرسالة هي ان الناس يريدون حلا للسكن والعيش الكريم في هذه البلاد، هم ليسوا مهاجرين ولم يأتوا على ظهر سفينة او طائرة، هم يريدون العيش فقط بكرامة في ارض تملكها الدولة وليس في ارض يملكها افراد من عائلات اخرى الامر الذي يؤدي الى خلافات قد تصل الى العنف والقتل فيما بعد".
اما رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها عطية الاعسم فقد اكتفى بالقول ان :" الدولة صادرت تقريبا جميع الاراضي العربية في النقب ولم يبقى منها سوى حوالي 3% فقط، الدولة تحل مشكلة الارض والمسكن، وهؤلاء الناس يعانون من هذه المشكلة منذ سنوات طويلة".
وحول ما صدر عن رئيس سلطة توطين البدو من حلول اقترحتها السلطة على العائلة يقول راجح الدبسان:" يائير معيان ادعى كذبا وزورا وبهتانا انه اعطانا منطقة امنة في مرعيت، مرعيت لها اهل يملكونها، اعلنوا وصرحوا عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بانهم يحذرون اي انسان من السكن في ارضهم، لذلك نحن لا نستطيع الانتقال من مشكلة صغيرة الى مشكلة اكبر".
اما بالنسبة للحل الاخر الذي اقترحته سلطة توطين البدو فهو نقل العائلو الى رهط، ولكن بشرط ان يكون كل تسعة مستحقين لقسائم بناء شركاء في قسمة واحدة وان يكون البناء بشكل عامودي، وان يقوم كل من التسعة بدفع ثمن القسيمة نفسه كانها ملكية خاصة له دون الاخرين، بمعنى ان يدفع ثمن القسيمة تسع مرات، وبغض النظر عن هذا الحل المجحف والذي لا تقبله العائلة برمته، فهنالك عائق اخر هو ان الارض التي تنوي السلطة نقلهم اليها تقع ضمن ملكية عائلات اخرى من رهط ولن تسمح لاحد بالسكن فيها، لا سيما وان اهالي رهط اصلا يعانون ازمة سكنية خانقة وغير مسبوقة ودون الحصول على حلول من سلطة التوطين.
يستمر احتجاج ابناء عائلة الدبسان، ويبقى اطفالهم نائمين في الخيام في العراء، على امل ان يلقى احتجاجهم دعما كافيا من المواطنين العرب، والاهم ان يحصلوا على حلول مرضية لازمتهم المتفاقمة منذ سنوات طويلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]