بالتزامن مع إقتراب موعد الإنتخابات البرلمانيّة، المزمع عقدها بتاريخ 1.11.22، اطلق موقع "بكرا" برنامج "بكرا انتخابات" والذي يسلط الضوء على آخر المستجدات في الشارع العربي قبيل التوجه إلى صناديق الإقتراع.
والتقى موقع "بكرا"، عبر الزميل سامي العلي، بعددٍ من القيادات والناشطين، عرب ويهود، في محاولةٍ لتحليل الواقع السياسيّ والإجتماعيّ كما والتوصل إلى الأسباب التي أدت الشارع العربي إلى العزوف عن التصويت، علمًا أنّ نسبة التصويت من المتوقع أنّ تنخفض بشكل ملحوظ.
ومن ضمن اللقاءات، التقى موقع "بكرا" مع د. محمد خلايلة، المحاضر في كلية اورانيم ومدير مؤسسة قضايا، حيث تطرّق إلى استطلاعات الرأي العام مؤكدًا أنها تحولت إلى عامل مهم جدًا في كافة النظم الديموقراطية، مشيرًا أنها تشكل فيصلا في تركيبة الأحزاب وطروحاتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية.
واشار إلى أنّ الإستطلاعات المهنية والتي تحمل مصداقية منوطة بمعهد الإستطلاعات والعينة التمثيلية التي يتم إجراء الإستطلاع عليها، مع التشديد أنّ الساحة السياسية متغيرة، وهي عبارة عن رمال تتحرك طوال الوقت، الأمر الذي يغير بالإستطلاعات، فيمكن لإستطلاع أن يكون صحيحًا لوقت معين وغير صحيح لوقت آخر حصل فيه تغيّر سياسيّ.
وعن استطلاعات القنوات العبرية قال أنّ بعضها يستند إلى مراكز استطلاع عبرية تعتمد عينات قديمة لم تحتلن وفق التطورات والتحولات التكنولوجية، كما وطريقة صياغة الاسئلة التي توجه من قبل باحث يهودي تفتقر إلى حساسية المجتمع العربي، فترجمة حرفية للسؤال تحدث تحولا للإستطلاع، ناهيك على أنّ بعض الإستطلاعات تكون موجه، رغب منفذها اشتقاق نتائج حددها مسبقًا.
ودعى د. خلايلة إلى التعامل مع مراكز استطلاعات عربية، مشيرًا انها اثبتت جدارة حقيقية على أرض الواقع وتنبأت بنتائج قارب الواقع بشكل كبير.
المقاطعون
وعن انخفاض نسبة التصويت، قال د. خلايلة علينا بدءً تفكيك كلمة "المقاطعة"، مشيرًا أنه لا يوجد في إسرائيل تيار مقاطعة ايدلوجي منظم، وكلمة مقاطعة تحتوي 3 فئات من المقاطعين- اللامبالون (15% من ابناء المجتمع)، وهي شخصيات لا تملك تداخل في العمل السياسي ولا يهمها اذا ما كان هنالك حزب عربي أو لا- شخصيات معزولة عن الحزب العام. الممتنعون (25% من ابناء مجتمعنا)، وهي شريحة صوتت سابقًا، وحاليًا تطعن في شرعية العمل البرلماني، سابقًا صوتت لمشروع "القائمة المشتركة" على قناعة أنها ممكن ان تؤثر على موازنين القوى في إسرائيل وهي أكبر نسبة من ابناء مجتمعنا، وتبحث بشكل دائم عن بيت سياسي. المقاطعون ايدلوجيًا (20%)، وهي مجموعات من ابناء الحركة الإسلامية الشمالية، ابناء البلد، وهوامش التجمع الوطني الديموقراطيّ.
*نسبة التصويت قد تصل إلى 37%*
وإلى التشخيص اضاف مؤكدًا أنه فعلا نسبة التصويت تنخفض، وهي حقيقية، وعليها أن تقلق الأحزاب السياسية المشاركة في الإنتخابات، كما وانها آخذة في الإنخفاض، وتصل إلى 37%-39%، وهي النسبة الأدنى منذ عام 2001- في حينه كانت انتخابات لرئاسة الحكومة بين خيارين ايهود براك وارئيل شارون وتأثرت نسبة التصويت بهبة القدس والأقصى.
وتطرق إلى الوضع الحالي وخاصة عدم تركيب القائمة المشتركة مشيرًا أنه طبيعي أن يكون نقاش على الرؤى والطروحات، وهي نقاشات شرعية ينتج عنها صيغة رؤيا سياسية ملائمة للجميع، لكن المأخذ بدأ النقاش الآن على الرغم من أنه كان امام المشتركة عام كامل يمكنها العمل على ذلك، بين مركباتها وداخليًا في كل حزب، وهذا أدى إلى ازمة مع جمهور الناخبين.
وشدد أنّ على الأحزاب دراسة بيتية، فالحزب ليست حالة عابرة للزمن، انما هو كالأنسان يشيخ ويكبر وينكفىء، مثال حزب العمل، وعلى احزابنا دراسة بيتية تقيمية لعملها ونشاطها وخطابها أمام جمهورها.
وأوضح أنّ ظاهرة تراجع الأحزاب ظاهرة عالمية، نتأثر به، ولكن ايضًا هنالك خلل تنظيمي يجب التعامل معه، مضيفًا أنّ "حالة التراجع بالأحزاب العربية هي ازمة سياسية وازمة فكرية، تحويل الحزب لمشروع انتخابي يفقد الأحزاب دورها الأساسي بطرح حلولا واملا وتمثيلا حقيقيًا، الأحزاب يجب أن تعيد صياغة اولوياتها وبحث دورها المجتمعي".
وعن إمكانية اعادة الثقة للناخب العربي قال د. خلايلة أن الأمر صعب جدًا، فالشارع يطالب بالوحدة، وللحقيقة خلافنا رؤيويّ وعلى استراتيجية العمل، لكن الوصول إلى معادلة مقنعة للجميع هو أمر ممكن جدًا، مشددًا انه مع ذلك وفي حال عدم التوصل إلى "وحدة" ممكن رفع نسب التصويت من خلال قيادات الأحزاب والحملات، مما يعني نشر حملات لا تحمل التكفير والتخوين وتغيير الاحزاب من خلال منحها مواقع وفرص للإندماج للجيل الشاب.
[email protected]
أضف تعليق