أعلن الجيش الاسرائيلي اليوم عن نتائج تحقيق موسع قام فيه عن اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين، وقال أن النتائج تظهر بأن الاحتمالية الأكبر بأن شيرين قُتلت برصاص أحد الجنود عن طريق الخطأ اثناء اطلاقه النار على مسلحين فلسطينيين.
وجاء في بيان الجيش، حرفيًا، ما يلي: "بعد سلسلة التحقيقات التي أجراها فريق مهني متخصص، لا يمكن تحديد، بصورة جازمة، من كان وراء مقتل شيرين أبو عاقلة، رغم وجود احتمال كبير في أن تكون الصحفية قد قتلت بنيران خاطئة لجيش الدفاع أثناء إطلاق النار على من تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين خلال معركة تعرضت فيها القوات الاسرائيلية الى وابل من الرصاص الكثيف والعشوائي بشكل عرض حياة الجنود للخطر. إلى جانب هذا كله، من الجدير ذكره مع التأكيد والتوضيح، أن نيران جنود جيش الدفاع صوبت تجاه المخربين الذين أطلقوا النار على قواتنا. واحتمال آخر، لا يزال قائمًا، أن تكون أبو عاقلة قد قتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين.
عرض قائد المنطقة الوسطى اللواء يهودا فوكس على رئيس الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي مؤخرًا الاستنتاجات النهائية للتحقيق في
حوادث إطلاق النار التي أدت إلى مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.
في 11 مايو - أيار 2022، وفي إطار عملية "كاسر الأمواج" نفذت قوات جيش الدفاع حملة اعتقالات في محافظة جنين لإحباط ومنع عمليات . في الأسابيع التي سبقت العملية قتل 19 إسرائيليًا نتيجة عمليات عدائية، من بينهم 11 مواطنًا على يد مخربين خرجوا من منطقة جنين. العملية تمت في منطقة سكنية مكتظة، تم خلالها إطلاق نيران كثيفة وعشوائية من قبل مخربين فلسطينيين تجاه جنود جيش الدفاع، بما في ذلك في الوقت والمكان الذين تواجدت فيهما شيرين ابو عاقلة، رافقها إلقاء عبوات ناسفة أصابت آليات عسكرية وسقطت بالقرب من المقاتلين، وقبل انتهاء العملية أصيبت الصحفية شيرين أبو عاقلة.
منذ الحادثة المؤسفة، يقوم جيش الدفاع بالتحقيق لمعرفة ملابسات مقتل أبو عاقلة. وبناءً على ذلك، عين رئيس هيئة الأركان العامة فريقًا مخصصًا برئاسة العقيد ميني ليبرتي، لمعرفة ملابسات الحادثة. يذكر أن الفريق المتخصص تألف من قادة في جيش الدفاع إلى جانب شخصيات متخصصة في المجالات المعنية.
عرضت الاستنتاجات الأولية من التحقيقات المرحلية على رئيس الأركان في الأيام التي تلت الحادثة، وقد أشارت إلى أنه لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار التي أصابت ابو عاقلة، ما حدا برئيس الأركان إلى المطالبة بمواصلة التحقيق باستخدام جميع الأدوات وكشف الحقيقة. من أجل ذلك انضم إلى التحقيق فريقًا مهنيًا من المنظومة التكنولوجية للعمليات الخاصة برئاسة ضابط برتبة عقيد.
وفي إطار التحقيقات، تم استجواب قوة الجيش التي كانت حاضرة في الحادث، كما تم إجراء تحليل دقيق لمسار الأحداث، مع تحليل وفحص الصوت من مكان الحادث مباشرة، ضف إلى تحليل مفصل لمنطقة المساحة وخاصة مساحة إطلاق النار، والتي تضمنت محاكاة مفصلة لما حصل حينها في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء فحوصات للطب الشرعي وباليستية من مكان الحادث. كما قام المحققون بفحص معلومات إضافية تم نشرها عن الحادثة، بما فيها معلومات عرضت من قبل وسائل إعلامية دولية، بما فيها توثيق مصور وصوتي.
وفي أعقاب مطالبات متكررة، تم نقل الرصاصة للفحص. في 2.7.2022 خضعت الرصاصة التي أصيبت بها أبو عاقلة لفحص باليستي في مختبر الطب الشرعي من قبل هيئات مهنية إسرائيلية حضرها ممثلون أمريكيون مختصون من قبل منسق الأمن الأمريكي (جنرال رفيع المستوى) بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية - USSC. في الفحص تحدد، أنه ونظرًا لوضع الرصاصة ونوعية العلامات التي كانت عليها فهناك صعوبة حقيقية بعملية التشخيص حيث لم يستطع الجزم فيما اذا أطلقت أو لم تطلق الرصاصة من سلاح لجيش الدفاع.
وفقًا لكافة النتائج، تبين أنه لا يمكن تحديد، بشكل جازم، على يد مَن قتلت شيرين أبو عاقلة، الا أنه يبدو أن هناك احتمالًا أكبر أن تكون شيرين قد أصيبت عن طريق الخطأ بنيران جيش الدفاع التي وجهت نحو من تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين، خلال معركة تم فيها إطلاق وابل من الرصاص الكثيف والعشوائي، تجاه قوات جيش الدفاع، مشكلًا خطرًا على حياتهم. إلى جانب هذا كله، من الجدير ذكره مع التأكيد والتوضيح، أن نيران جنود جيش الدفاع صوبت تجاه المخربين الذين أطلقوا النار على قواتنا. واحتمال آخر، لا يزال قائمًا، أن تكون أبو عاقلة قد قتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين صوبت نحو المكان الذي تواجدت فيه.
أيضًا، وفي إطار التحقيق، أسوة بكل تحقيق عسكري من هذا النوع، تم فحص آليات وقواعد إطلاق النار وتنفيذه، ولم يرد أي خرق لها.
قبل رئيس الأركان استنتاجات التحقيق، وخلص إلى أن التحقيق الذي تم إجراؤه كان عميقًا وشاملًا، وأن فرق التحقيق حاولت فعل كل ما بوسعها وبأدق التفاصيل للوصول إلى الحقيقة. بالإضافة إلى ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان، وفقًا لنتائج التحقيق، أنه لم يتم تشخيص أبو عاقلة كصحفية، وبالتالي لم يكن هناك إطلاق نار متعمد من قبل مقاتلي جيش الدفاع لاستهداف الصحافية.
مع انتهاء التحقيق، تم نقل كافة المعطيات إلى فحص النيابة العامة العسكرية، حيث تم عرض تحليل مفصل للبيانات التي تم جمعها، وإعطاء استجابة للأسئلة التوضيحية التي وجهت إلى فريق التحقيق. بعد دراسة وفحص شامل للحادثة، واستنادًا إلى كافة المعطيات المتوفرة، وجدت المدعية العسكرية العامة أنه ووفقًا لظروف الحادثة، لا يوجد اشتباه في ارتكاب مخالفة جنائية يبرر فتح تحقيق جنائي لدى الشرطة العسكرية.
يعرب الجيش عن أسفه لمقتل الصحفية. حرية الصحافة والحفاظ على أمن الصحافيين هما من صلب القيم وحجر الأساس للديمقراطية الإسرائيلية وجيش الدفاع ملزم وملتزم بها.
وادعى رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال آفيف كوخافي: :"مقتل شيرين أبو عاقلة هو حدث مؤسف. وقعت الحادثة أثناء نشاط عسكري لإحباط الإرهاب الفلسطيني الذي يريد المساس بمواطني دولة إسرائيل. تواجدت المراسلة في ساحة مهددة بالخطر، وفي ذروة معركة استمرت إلى ما يقارب الساعة، خلالها عمد مسلحون فلسطينيون إلى إطلاق النار بشكل مكثف تجاه جنود جيش الدفاع، معرضين حياتهم للخطر، إطلاق نار عشوائي وفي كل الاتجاهات. يعمل جيش الدفاع في مناطق معقدة في يهودا والسامرة يوميًا، مثبتًا مستوى عال من المهنية والأخلاقية، مع العمل على عدم المس بالأبرياء. يبذل جيش الدفاع جهودًا جبارة من أجل ذلك، وضمنها فسح المجال لتغطية إعلامية وحرية الصحافة. يختبئ المخربون الفلسطينيون في قلب الأحياء السكنية، وفي أحيان كثيرة ينشطون برعاية السكان الفلسطينيين ويعرضونهم إلى الخطر بشكل مستمر. وهذا يعد تحد لقوات جيش الدفاع، لكن واجبنا المهني والأخلاقي هو النيل من الإرهاب وإحباطه في كل مكان، وواجبنا أيضًا تحقيق أهدافنا - الدفاع عن دولة إسرائيل ومواطنيها. // إلى هنا ما جاء في بيان الجيش الاسرائيلي
[email protected]
أضف تعليق