انطلق العام الدراسي 2022/2023 في المدارس ورياض الاطفال والبساتين والحضانات في كافة انحاء البلاد،  بعد عطلة استمرت لشهرين متتاليين، الا انه كان من المفروض ان تكون المدارس على اتم الاستعداد لاستقبال الطلاب والطلاب الجدد على وجه التحديد، الا ان الوضع في النقب شابه بعض التشويشات، حيث ان بعض المدارس لم تكن على جهوزية كاملة لاستقبال الطلاب فيها، حيث ان هنالك بعض الاشكاليات تتعلق بالمواصلات او الطرق الوعرة او المياه او الصفوف المتنقلة والصفوف القديمة و المهترئة.

رهط

 البداية كانت في مدينة رهط حيث كان قد تم الاعلان عن خوض اضراب مفتوح لطلاب المدارس في حارتي الفردوس والاخاء، وذلك احتجاجا على الصفوف المتنقلة المهترئة والقديمة جدا، والتي يبلغ عمرها حوالي اربعين عاما في عنقود بساتين الاخاء، وكانت لجنة اولياء الامور قد صرحت بانها لن تقبل بافتتاح العام الدراسي والعدول عن الاضراب الا بالحصول على تعهد خطي من وزاره التعليم لبناء بساتين جديدة، وهذا ما تم بالفعل، حيث حصل اولياء الامور على تعهد خطي يقضي ببناء عنقود بساتين جديده لمدارس الاخاء، وبناء عليه باشر الطلاب تعليمهم في اليوم الاول، كالمعتاد بعد ان اعلنت لجنة اولياء الامور قرارها العدول عن الاضراب بناء على التعهد الذي حصلوا علي.

في مدرسة البيان في مدينة رهط اعلن السيد يونس ابو مديغم، انه لن يسمح لطالب واحد بالدخول الى المدرسة وذلك لاسباب عدة، وقال يونس ابو مديغم:" الطابق الثاني متضرر جدا والطابق الاول  يتسع لحوالي سبع غرف صفية، تنوي البلدية ادخال الطلاب من طابقين في طابق واحد اي حوالي 60 طالبا في الغرفة الصفية الواحدة، وهذا لن نسمح به ابدا، المدرسة احترق فيها الطابق الثاني بفعل فاعل في بداية العطلة الصيفية، وكان هنالك فترة كافية جدا كان بإمكان البلدية استغلالها لاصلاح الوضع والضرر القائم في الطابق الثاني، والذي لا يصلح للدراسة حاليا، ولكن يبدو ان هنالك تاخيرا ما حصل بسبب انتظار التامين ليقوم بتغطية تكاليف تصليح المدرسة، هذا الامر لا يجب ان يكون على حساب الاولاد، كما انه لا يوجد عزل ما بين العمال في الطابق الثاني والطلاب في الطابق الاول، ايضا الطلاب لا يستطيعون التعلم في غرف صفية تحتوي على 60 طالبا في كل غرفة، على البلدية ان تقوم باحضار ستة الى سبعة كرفانات لتعليم الطلاب بمعدل 30 طالبا في الغرفة الصفية، بالاضافة الى الغرف القائمة في الطابق الاول، ولكن بعد الحصول  موافقة بالسماح بدخول الطلاب الى المدرسة في الوضع الحالي، و فصل الطلاب تماما عن الطابق الثاني والعمال الموجودين فيه وحمايتهم، انا بتواصل مع السيد فيصل الهزيل ولكن حتى هذه اللحظة لم يكن هنالك اي وعد جدي بعلاج الوضع القائم، وحتى هذه اللحظة الطلاب في اضراب مفتوح ولن نسمح بدخولهم الى المدرسة في ظل هذه الظروف الا اذا تم معالجة الامر جذريا".

اضراب 

من جانب اخر اعلن اولياء امور الطلاب في مدرسة الزهراء للتربية الخاصة وفي روضة الفاروق للتربية الخاصة الاضراب، احتجاجا على الظروف القائمة في المدرسة، واتلاف بعض المعدات الخاصة بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وعملية نقل جزء من الصفوف او تقسيمها لمصالح ضيقة كما يقول الاهالي الذين هددوا بالتوجه الى مراقب الدولة والوزارة من خلال محامين مختصين لوضع حد لهذه القضية.

 من جهه اخرى مدارس اخرى عديدة في مدينه رهط استعدت على اكمل وجه لاستقبال الطلاب بالزينة و الورود والنظافة الشاملة والعامة، بالاضافة الى تجديدات واصلاحات في داخل المدارس والحدائق والساحات، هذا الامر يثلج صدور الاهالي كثيرا، ولكنهم يتمنون ان تكون حالة عامة لكافة المدارس في المدينة.

تل عراد

ننتقل الى قرية تل عراد والتي عانت على مدار السنوات الماضية وما زال الطلاب عن حتى هذه اللحظة يعانون من قضيهطة نقل المياه لمدارسهم بواسطة صهاريج معرضة للتلوث بشكل كبير، وكان الاهالي قد اعلنوا مرارا وتكرارا في السنوات السابقة الاضراب المفتوح احتجاجا على هذا الوضع ولكن لم يتم معالجة هذا الخلل، وحتى اليوم تنقل المياه الى المدرسة بالصهاريج، الا ان الاهالي قرروا ان يباشر الطلاب دوامهم ودراستهم هذا العام بشكل جيد تفاديا للخسارة العلمية، فيما عدا مجموعة من الطلاب من الذين تم تسجيلهم في مدرسة العهد الاهلية للتميز، وهم طلاب مميزون ومن المفترض ان يقوموا بالتوجه الى المدرسة يوميا من خلال مواصلات امنتها المدرسة، التي تتلقى مسبقا دفعات سنوية لانضمام الطلاب اليها تقدر ب 3000 شيكل للطالب الواحد، الا انهم تفاجؤوا اليوم بان المسؤولين عن المواصلات يرفضون التوجه لقريتهم لنقلهم منها الى المدرسة، ولا يوجد حلول جذرية، السيد علي النباري من قرية تل عراد قال بان :" هذا الامر للاسف لم يلق اذانا صاغية هذا اليوم من خلال التوجه الى رئيس رابطة العهد بالاضافة الى مدير المدرسة و لكننا بانتظار ان يتم معالجة هذا الامر جذريا، حيث توجهت لهم بعدة اتصالات مباشرة و برسائل ايضا ولم اتلق ردا حتى هذه اللحظة"، فيما شهدت مدرسة العهد الاهلية في قرية اللقية اضرابا تاما من قبل جميع الطلاب لذات السبب.

ابو تلول 

الى مدرسه ابو تلول حيث قرر الاهالي من عشيرة ابو سبيلة عدم ارسال اولادهم الى مدرسة ابو تلول بسبب وعورة الطريق وسوء حالتها، وشترطت العائلة على مجلس اقليمي واحة الصحراء اصلاح الطريق بشكل جيد حتى تعدل عن قرارها وتسمح باستئناف ابنائها الدراسة كما يجب، حيث كانت قد فقدت العائلة طفلا صغيرا خلال العام الماضي خلال نقل الحافلات للطلاب من و الى مدارسهم، وذلك بسبب وعوره الطريق وكثرة الحفر فيها، يقول السيد حسين ابو سبيلة احد اولياء الامور:" تواصلنا مع مجلس واحة الصحراء مرارا وتكرارا منذ سنوات وطالبنا باصلاح الطريق، لا نريد ان نفقد اطفالا جدد مرة اخرى يكفي ما فقدنا، يحتاج الاولاد الى طريق جيدة للانتقال للمدرسة البعيدة عن القرية، بامكان المجلس بناء مدرسة في قرية ابو سبيلة، ولكنهم اختاروا الطريقة الاسهل وهي توجيه الطلاب الى مدارس اخرى والمواصلات التي تعيق وصولهم احيانا بسبب وعورة الطريق، لذلك من الافضل ان يبقى الاولاد في البيوت  شهرين او ثلاثة شهور حتى يجري اتمام هذا العمل وانجاز هذا الطريق بشكل جيد او بناء مدرسة، القرار الان بيد المجلس ولديهم الميزانيات الكافية لذلك، لكن لن نسمح بفقدان طفل اخر مرة اخرى هذه المأساة لن تتكرر".

واحة الصحراء 

 نبقى مع مجلس واحة الصحراء ايضا حيث تتبع لهذا المجلس مجموعة بساتين ورياض اطفال تابعة لقرية وادي النعم، الا انها تعاني من ظروف سيئة للغاية، الطلاب تنقصهم المستلزمات الخاصة بروضة الاطفال، الرمل، النظافة العامة، رش المبيدات ضد الزواحف الضارة والحشرات، وغيرها من الامور، بعض الرسائل تم توجيهها من خلال المديرة المسؤولة عن هذه البساتين للجهات المختصة في المجلس الى انه لم يحرك ساكنا، ويتضح ان البساتين وعددها ثمانية حصلت كل منها على ميزانية خلال السنة الماضية فقط 1000 شيكل، محمد الدنفيري احد اولياء الامور من قرية وادي النعم المتابع لهذه القضية يقول:" للاسف ابتلينا بهذا المجلس الذي لا يقدم اي ميزانيات ولا يقدم اي حل لاشكالية رياض الاطفال والبساتين في قرية وادي النعم، نحن لا نريد ان نعلن الاضراب لان اولادنا خسروا كثيرا، ولكننا نحاول الضغط على المجلس وان نحصل على نتائج مرضية".

وادي النعم 

 بالنسبه لقرية وادي النعم ايضا قال يوسف الزيادين عضو اللجنة المحلية في القرية:" الوضع في مدارسنا صعب للغايه الطريق المؤدية الى المدارس في قرية وادي النعم طريق سيئة جدا ووعرة وغير مجهزة لنقل الطلاب من و الى مدارسهم البعيدة عن قريتهم، تكتب اللجان في القرية مرارا وتكرارا رسائل خاصة بهذا الوضع تشرح فيه حجم المعاناة لمجلس واحة الصحراء، الا انه للاسف لم يصلح الطريق ويبدو انه لا يرغب باصلاحها حتى هذه اللحظة، وحتى لو قرر المجلس ان يقوم باصلاح هذه الطريق فهو يأتي بمقاول يقوم بعمل غير جبد ومؤقت ليتكرر هذا الاصلاح مرارا وتكرارا على مدار العام ويحصل على مبلغ من المال في كل مرة، الدولة نجحت في امر ما هنا وهو ان جعلت في كل قرية وقرية اشخاصا يعملون في مجال وقطاع المواصلات، وبالتالي تصبح مسؤوليتهم نقل الطلاب من و الى مدارسهم، هؤلاء الاشخاص لديهم هم واحد وهو كم المبلغ الذي سيدخل الى حساباتهم البنكية في نهاية كل شهر بعد ان يقوم بنقل هؤلاء الطلاب، وبالتالي لا مانع لديهم من القيام بمذبحة مقابل الحصول على المناقصة والقيام بنقل الطلاب، طلابنا يعانون ولا احد يفكر في تحصيلاتهم ورفع مستواهم التعليمي او المعاناة التي يمرون بها نتيجة وعورة الطريق، او بعد المسافة او طول الفترة اللازمة لهم للوصول من و الى المدارس".

شقيب السلام

 الى قرية شقيب السلام حيث افتتح العام الدراسي مع بعض الاشكاليات في مدارس قليلة، الا ان المدارس بشكل عام فيها قد حظيت باهتمام واسع، بعض المدارس التي كانت فيها الاشكاليات لم يكن فيها اضراب للطلاب، ولكن تفاجأ الاهالي بعدم تنظيف و تجهيز المدارس لاستقبال الطلاب، حيث نشر عدد من هم صورا لهذه الصفوف والمدارس على وسائل التواصل الاجتماعي وتساءلوا: اين كانت ادارة المدرسة والمجلس طوال الشهرين الماضيين عن تنظيف وتجهيز هذه المدارس لاستقبال هؤلاء الطلاب؟ الذين جاؤوا بفرحة عارمة ليصطدموا بواقع مؤلم، عبارة عن أكوام من النفايات والاوساخ موجودة في داخل صفوفهم ومدارسهم، الحال ذاته ايضا كان في بعض المدارس في قرية تل السبع، حيث قسمت المدارس الى قسمين بعضها مجهزة بشكل كامل و بمجهودات عالية، والبعض الاخر يعاني من ازمة النظافة والاوساخ المتراكمة، بالاضافة الى عدم تجهيز الصفوف والمدرسة بشكل عام بالمستلزمات الكافية لاستقبال الطلاب لاسيما الجدد منهم.  

كسيفة 

في قرية كسيفة ايضا كان هنالك اضراب في المدرسة الجديدة على اسم سلمان قبوعة وذلك بسبب عدم تعيين مدير، حيث ان الوزارة رفضت جميع من تقدم لهذا المنصب بسبب عدم استيفاء الشروط اللازمة، عرعرة النقب ايضا شهدت بعض التشويشات والاضرابات في عدد من المدارس لاسباب مختلفة.

بشكل عام غالبية طلاب النقب توجهوا الى مدارسهم، بغض النظر ان كانت تعاني من نواقص او اخفاقات ام لا، على امل ان يكون القادم اجمل، وان يتم التعامل مع قضية التعليم كقضية مركزية هامة، والاهالي في غالبيتهم اليوم ينظرون الى رفع المستوى التعليمي للابناء ورفع تحصيلاتهم اكثر من النظر الى واقع بعض المدارس المؤلم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]