يدور في الأيام الأخيرة، نقاش  فلسطيني بالضفة الغربية، بين مؤيد ومعارض، حول السفر عبر مطار "رامون" الإسرائيلي، دون اللجوء إلى الأردن، في حين تؤكد السلطة رفضها للفكرة بشكل قاطع.

وكانت سلطة الموانئ والمطارات الإسرائيلية قد أعلنت بداية أغسطس/آب الجاري، أنها ستسمح بتسيير رحلات خاصة لنقل ركاب فلسطينيين من مطار رامون اعتبارا من الـ22 من هذا الشهر.

لكنها عادت وأعلنت، الأحد الماضي، تأجيل برنامج الرحلات لأسباب غير معروفة، فيما تم يوم الإثنين تسيير رحلة تضم 24 فلسطينيا من هذا المطار، إلى قبرص الرومية، بتنظيم من شركة طيران إسرائيلية.

ويواجه الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة معاناة كبيرة في عملية سفرهم للخارج، نظرا لعدم وجود مطار فلسطيني، وبسبب القيود الإسرائيلية الكبيرة.

وحاليا، يضطر الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية، الراغبون بالسفر إلى الخارج، إلى استخدام مطار الملك علياء الدولي، في العاصمة الأردنية عمّان، بعد أن يجتازوا المعبر الواصل بين الضفة والأردن.


 إسرائيل تشكل أبشع نظام فصل عنصري واحتلالي في العصر الحديث

وفي حديث خاص لـ"بُـكرا"، عقّب المحلل السياسي والمحاضر في الجامعة العربية الأمريكية أ. فارس الديك حول فتح مطار "رامون" أمام الفلسطينيين قائلا: " لا شك أن إسرائيل تشكل أبشع نظام فصل عنصري واحتلالي في العصر الحديث، وأن خطوة فتح المجال أمام الفلسطينيين للسفر عبر مطار "رامون" تجني عدة فوائد لهم، أولا، تحسين صورة الاحتلال وإتمام سيناريو قائم على أن إسرائيل تتصارع مع الفلسطينيين على بعض الأمور وليس على مبدأ الاحتلال، ثانيا، نقطة اقتصادية، حيث تطمح إسرائيل بإعادة تشغيل مطار "رامون" بعد فشل المطار باستقطاب الإسرائيليين، ثالثا، وترتكز هذه النقطة حول إفشال وجود أب مطار فلسطيني مستقل، والحديث كان يدور عن مطار فلسطيني بمنطقة القدس وتحديدا قلنديا، رابعا، ضرب الأسافين وتخريب العلاقات بين الأشقاء الفلسطينيين والاردنيين".

وعن رفض السلطة الفلسطينية السفر عبر "رامون" قال الديك: " طبعا السلطة الفلسطينية تتبنى وجهة نظر منع السفر عبر "رامون" وكان تصريحات لمسؤولين بالسلطة بالتوعد لمن يسافر من هذا المطار، ولكن هناك تساؤلات عديدة لدى الفلسطينيين بأن هل السفر عبر "رامون" أكثر بشاعة من فكرة التنسيق الأمني؟ أو من السماح للجنود الإسرائيليين بالدخول لمناطق سيطرة السلطة الفلسطينية واغتيال واعتقال المقاومين، وهل السفر عبر مطار "بن غوريون" مختلف عن "رامون".. تساؤلات عديدة يطرحها الشارع، إلا أني أرى أن على الشعب الفلسطيني إفشال فكرة السفر عبر مطار "رامون" من باب كسر ما تطمح له إسرائيل".

 سياسة أمنية اسرائيلية
وعن ادعاء بأن إسرائيل تريد التخفيف عن الفلسطينيين، قال الديك: " كل خطوات التسهيل الظاهرة التي تقوم بها إسرائيل، مثل، فتح المعابر، وإعطاء تصاريح العمل للفلسطينيين من غزة أو الضفة للعمل داخل الخط الأخضر، وغيرها من التسهيلات..تأتي ضمن سياسة أمنية اسرائيلية، وهذه التسهيلات هدفها خلق حالة من تخفيف المقاومة أو منعها ضمن نظرية المنفعة، إضافة إلى ذلك خلق تباين مفاهيمي بين الفلسطينيين أنفسهم، حيث يكون جزء يدافع عن فكرة التسهيلات ولتحسين الوضع الاقتصادي، وجزء آخر يدافع عن الحرية والوطن والتحرر، هذا ما تطمح له إسرائيل دائما ضمن سياستها".

وعن أهداف الاحتلال من تفعيل مطار "رامون" لفلسطيني الضفة، قال الصحافي عمرو مناصرة من جنين: " للاحتلال عدة أهداف من تفعيل المطار أولها تطبيع العلاقة بين الفلسطينين و الاسرائيلين ثانياً هدف اقتصادي من خلال تفعيل المطار الذي يعتبر شبح بسبب عدم الاقبال عليه، ثالثاً والاهم حتى لا يكون مرمى أهداف المقاومة بسبب تواجد الفلسطينين فيه".

وبخصوص الادعاء الذي يقال بأن إسرائيل تريد التخفيف عن الفلسطينيين قال مناصرة: " تفعيل مطار رامون بحجة التسهيل على الفلسطينين كلام هراء و عارٍ عن الصحة تماماً، لأن الاحتلال لم ولن يقدم بحياته تسهيل للفلسطيني، المحتل الذي يقتل و يغتال ويقحتم البيوت ويعقتل يومياً لا يمكن أن يقدم تسهيل للفلسطيني".

وعن الخيار الآخر، قال مناصرة: " ما دام هناك وسيلة بديلة عن المحتل فهي الزامية علينا، السفر عبر الاردن هي الوسيلة المتوفرة لنا وهي التي يجب أن نتنقل من خلالها فقط، لأن الاحتلال يريد اغراقنا بالوحل التطبيعي الذي يخطط".

واختتم مناصرة حديثه: " الاحتلال هو احتلال مهما حاول تلميع صورته و كيانه، يبقى بصورته الحقيقية المعروفة للجميع".

ومن ناحيتها وحول موضوع الراحة التي سيوفرها مطار "رامون" مقارنة بالسفر عبر الأردن قالت الصحافية نجد حسام من رام الله: " لو تكلمنا بالحقائق فإن مطار رامون يمكن أن يوفر تعب ومشقة كبيرة على فلسطينيي الضفة مقارنة بتكاليف وعناء السفر عن طريق الأردن، لكننا ليس بمقدورنا التغاضي عن انه الاحتلال الإسرائيلي وأنه السبب الأول والرئيسي في كل المعاناة التي نعيشها سواء في موضع السفر أو غيره".

وبخصوص الادعاء الذي يقال بأن إسرائيل تريد التخفيف عن الفلسطينيين قالت حسام: " برأيي الهدف ليس التخفيف عن الفلسطينيين، هدفهم الأساسي مصالحهم وبالأخص الاقتصادية في تسيير المطار كونه أعداد المسافرين عن طريقه قليلة بالمقارنة مع الأعداد التي تسافر عن طريق مطار اللد".

واختتمت حسام حديثها: " بالتأكيد لا أقبل بالحل الذي يريده الاحتلال والذي يتيحه لنا كفلسطينيين في الوقت الذي يريده، لكن ممكن قضية مطار رامون أن تشكل ضغط على الجانب الاردني لتحسين ظروف ومعاناة السفر الذي بمر بها الفلسطيني عبر الجانب الأردني".

إجراءات جديدة.. عطاء بقيمة 150 مليون دينار لتطوير جسر الملك حسين

ويبدو أن الأمر حقق نتائجه، إذ أكد وزير النقل المهندس وجيه عزايزة تسخير الأردن كل إمكاناته لتسهيل سفر الأشقاء الفلسطينيين وضمان راحتهم في حلهم وترحالهم.

وقال، خلال اجتماع وزاري عقد اليوم الأربعاء، بحضور وزير الداخلية مازن الفراية مع وزير النقل والمواصلات الفلسطيني عاصم سالم، وعقد لبحث تسهيل إجراءات سفر الفلسطينيين عبر المعابر المختلفة، إن الأردن حريص على تسهيل إجراءات سفر الفلسطينيين عبر جسر الملك حسين ومطار الملكة علياء الدولي.

وكشف عزايزة عن مساع حكومية للإسراع بطرح عطاء قريب لتطوير المقر الدائم لجسر الملك حسين بقيمة 150 مليون دينار أردني، بهدف تسهيل حركة السفر وتبديد المعيقات.

وأكد عزايزة موقف الأردن الثابت والواضح من مطار تمناع، موضحا أن المملكة قدمت اعتراضا رسميا على تشغيله لدى منظمة الطيران الدولية الإيكاو عام 2019، واسفر عن إلغاء الرحلات الجوية الدولية من المطار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]