خلال النصف الأول من عام 2022، قفز إنتاج الغاز الإسرائيلي إلى معدلات قياسية، تجاوزت 10.85 مليار متر مكعب.
وارتفع إنتاج إسرائيل من الغاز الطبيعي بنسبة 22%، متماشيًا مع سعي الحكومة لزيادة الصادرات إلى أوروبا، التي تعاني من أسوأ أزمة طاقة منذ عقود، حسب وكالة بلومبرغ.
ووفقًا لوزارة البنية التحتية والطاقة والمياه الإسرائيلية، جاء أغلب زيادة الإنتاج من حقلي تمار وليفياثان بشرق البحر الأبيض المتوسط.
ورغم أن ارتفاع الأسعار العالمية كان له تداعيات ضخمة في إسرائيل، فإن إمدادات الغاز المحلية تفوق احتياجاتها -حاليًا-؛ ما يجعلها في مكانة ملائمة لزيادة الصادرات، وسط تدافع الدول بحثًا عن حلول بديلة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج الغاز الإسرائيلي في 2022
ارتفع إنتاج إسرائيل من الغاز الطبيعي إلى 10.85 مليار متر مكعب على أساس سنوي حتى يونيو/حزيران (2022)، مع زيادة الصادرات إلى الدول المجاورة بنسبة 35%، عند 4.59 مليار متر مكعب، وفقًا لوزارة الطاقة.
بينما قفزت الإتاوات من الغاز والمعادن والموارد بنحو 50%، لتصل إلى 829 مليون شيكل (253 مليون دولار أميركي)، جاء أغلبها من الغاز الطبيعي، بزيادة 48% عن 557 مليون شيكل في النصف الأول من عام 2021.
الغاز الإسرائيلي يعزز فرص التصدير إلى أوروبا بجولة عطاءات جديدة
واستطاعت صناعة الغاز الطبيعي الناشئة في إسرائيل تغيير قواعد اللعبة بالبلاد، إذ حققت عائدات تقارب 10 مليارات شيكل إلى خزائن تل أبيب منذ عام 2004.
الصادرات إلى أوروبا
في غضوت ذلك، تعمل الحكومة على زيادة إنتاج الغاز الإسرائيلي لتعزيز الصادرات إلى الدول الأوروبية.
ويأتي ذلك في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى الابتعاد عن مصادر الطاقة الروسية عقب الحرب الأوكرانية، وتضغط موسكو على هذه الدول بخفض الإمدادات، ما دفع القارة العجوز للبحث عن بدائل قبل فصل الشتاء.
وفي يونيو/حزيران (2022)، وقّعت إسرائيل مذكرة تفاهم مع مصر والاتحاد الأوروبي، تهدف إلى تعزيز إنتاج وتصدير الغاز في المنطقة.
وبموجب الاتفاق، سيُنقل الغاز الإسرائيلي إلى مصر -التي تتلقى الجزء الأكبر من صادرات الغاز الإسرائيلية- ثم يُعاد التصدير إلى أوروبا.
وليس من المتوقع أن تكون التدفقات الأولية ضخمة، لكنها قد تزوّد أوروبا بالغاز الذي تحتاجه، مع زيادة الإنتاج في السنوات المقبلة.
حقل كاريش
وضعت الاكتشافات قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط، إسرائيل على الطريق الصحيح صوب تحقيق استقلال الطاقة، وإعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية بالمنطقة، والمساعدة في الانتقال إلى الطاقة المتجددة.
وخلال الأشهر الأخيرة، واجهت هذه الطموحات بعض الصعوبات، إذ عارض لبنان قرار إسرائيل نقل منصة غاز عائمة إلى حقل كاريش، بالقرب من الحدود البحرية المتنازَع عليها بين البلدين.
وفشلت المحادثات الجارية بقيادة الولايات المتحدة حتى الآن في إيجاد حلّ للأزمة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الشأن، قالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، إن زيادة إنتاج الغاز الإسرائيلي في النصف الأول من عام 2022 ستساعد بلادها على بيع الغاز إلى الاتحاد الأوروبي ضمن إطار الاتفاقية الثلاثية، متوقعة استمرار زيادة الإنتاج فور بدء تشغيل منصة كاريش.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، استعداد جيش بلاده لأيّ هجوم محتمل لحزب الله على حقول الغاز الإسرائيلية.
ومن المقرر أن تبدأ شركة "إنرجيان"، التي تمتلك حقوق حقل كاريش، الإنتاج بحلول نهاية سبتمبر/أيلول (2022)، معربةً عن ثقتها في الضمانات الأمنية للحكومة الإسرائيلية.
منتدى غاز شرق المتوسط
جاء توقيع اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.
ووقّع الاتفاق كل من وزير البترول المصري، طارق الملا، ووزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، ومفوضية الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
ومن المتوقع أن يدعم هذا التعاون دور مصر وإسرائيل بصفتهما لاعبين مهمين في سوق الغاز، حسب تصريحات وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار.
أزمة الطاقة الأوروبية
على صعيد آخر، أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، وزيادة الطلب في الأشهر الأخيرة.
وتقدّر المفوضية الأوروبية أن أسعار الكهرباء بالجملة ارتفعت في الربع الأول من عام 2022 بنسبة 411% في إسبانيا والبرتغال، و343% في اليونان، و336% في فرنسا، و318% في إيطاليا، مقارنة بالمدة نفسها في 2021.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال كبير المحللين في شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، فابيان رونينغن، إن ازمة الطاقة في القارة مخيفة، ومن المتوقع أن تزداد سوءًا مع اقتراب فصل الشتاء.
[email protected]
أضف تعليق