في يوم السبت الموافق 6.8.22 في ساعات الليل، قام جنود باعتقال باحث بتسيلم الميداني في تلال جنوب الخليل، نصر نواجعة، من منزله في بلدة سوسيا. جرى تقييد نواجعة وتغطية وجهه واقتياده إلى معسكر للجيش في مستوطنة "عتنيئيل". هناك، أبقوه لنحو 12 ساعة وهو معصوب العينين ويداه مقيدتان خلف ظهره دون أن يقدموا له الماء أو الطعام، باستثناء قليل من الماء لحظة اعتقاله. طوال فترة الاعتقال، لم تقدم الشرطة أو الجيش أو "الشاباك" أية معلومات لعائلته أو لبتسيلم أو للمحامين عن مكان وجود نواجعة.
في ظهيرة يوم الأحد اقتيد نواجعة إلى مركز "الشاباك" في "غوش عتصيون" حيث جرى التحقيق معه من قِبل ضابط عرّف نفسه بأنه "كابتن ياسين". سأل الضابط نواجعة عن عمله واتهمه بأنه "سبب كل المشاكل في المنطقة". وفي النهاية، طلب الضابط من نواجعة التوقف عن "عمل المشاكل" و"الاحتكاك" مع الجيش.
هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها "الشاباك" ضد نواجعة. ففي آذار 2021 تم استدعاؤه إلى "محادثة" لدى ضابط "الشاباك" الذي عرّف نفسه بأنه "كابتن عيد". في المحادثة التحذيرية تلك قال له الضابط إنه "يهدد الجيش ويُرسل نشطاء بتسيلم لمضايقة الجنود".
عقّب نواجعة على اعتقاله بالقول: "ليس أمراً مفاجئاً أن تقوم إسرائيل بملاحقة من يعمل في توثيق وكشف الظلم الذي تمارسه في المناطق. العنف الذي تمارسه القوات الإسرائيلية ليس أمراً جديداً وإنما هو جزء من عملي اليومي وجزء من روتين حياة جميع الفلسطينيين في المناطق المحتلة. هذا هو سبب تأديتي عملي هذا وسأواصل القيام به".
مدير عام بتسيلم، حجاي إلعاد، قال: "هذا حدث فضائحيّ، لكنه ليس استثنائياً. إسرائيل تبذل كل ما في وسعها للتشويش على عمل منظمات حقوق الإنسان، والفلسطينيين بشكل خاص، في كشف الانتهاكات التي ترتكبها. من يخلق "الاحتكاك" هو الدولة التي تسلب أراضي الفلسطينيين، محكمة العدل العليا التي تُشرعِن ذلك، المستوطنون الذين ينفذون الاعتداءات والجيش الذي يوفر الدعم. لاعتقال موظف بتسيلم والتحقيق معه هدف واضح: المس بعمله ومساعدة الجيش والمستوطنين على مواصلة دوس حقوق الفلسطينيين في تلال جنوب الخليل".
[email protected]
أضف تعليق