يواجه طلاب الجامعات الأوكرانية إشكالية معقدة في ظل الحرب المستمرة هناك.

وفي حديث لـ"بكرا" مع د. د.بلال عباس مسؤول رابطة عرب 48، قال أن 60% من الطلاب كانوا يتعلمون في مدينة خاركوف والتي تعد ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والتي هي تحت القصف الدائم, والوضع فيها سيء وخطير، وكان امام الطالب ثلاثة حلول على أرض الواقع، حيث أن الحل الأول والذي يشمل حلين سويا وهما الدراسة عبر الانترنت والمعروف بمصلح "اونلاين",أي ان الطالب يحدد مصير التعليم ان كان من الأراضي الأوكرانية او حتى في مكان اخر انما يقتصر التعليم عبر شبكات الانترنت وعن بعد.والمصطلح الاخر "اوفلاين" وهو ان يذهب الطالب الى الجامعة وبدأ التعليم بشكل طبيعي وكانه لا يوجد حرب ,وقال عباس: " لا اعتقد ان هذا الخيار منطقي وليس من الصواب اتخاذ مخاطرة كتلك التي قد تكون ذات مصير مجهول وغير أمن".

وأضاف ان الطالب العربي في إسرائيل يواجه مشاكل مع وزارة الصحة وذلك لانه مسجل لديهم بانه يتواجد داخل البلاد فكيف يمكن أن يعتبر أنه يقضي سنوات تعليمية؟

وتابع عباس انه توجه للطلبة بشكل شخصي وعبر مجموعات الدردشة بأن ينصحهم بتكملة التعليم "اونلاين" ولكن من خارج البلاد من أجل اثبات عدم وجود الطلاب في البلاد وانما خارجها.

واكمل في ما يخص الحل الاخر والذي يعرف "transfer" أي يقوم الطالب بطلب أوراقة الرسمية من الجامعة الأوكرانية مثل أوراق اثبات طالب وكشف للعلامات بشرط ان تكون مختومة من الجامعة ومصادق عليها من قبل الوزارة, وبالتالي يستطيع الطالب تقديم هذه الوثائق مجددا لجامعات خارج الحدود الأوكرانية.

مما لا شك فيه هنالك خسارة للطالب في مثل هذه المرحلة وذلك لاختلاق نظم التعليم في الجامعات, حيث من المرجح ان يتم إعادة فصل أو فصلين من جديد، بالرغم من السلبية في هذا الاقتراح الا انها الطريقة المضمونة بشكل اكبر.

وتابع عباس حوالي 60-70% من الطلاب "الترانسفير" يواجهون مشاكل خصوصا الذين يتواجدون في المناطق التي يتم القصف عليها وذلك لصعوبة اخراج الوثائق بشكل سريع، وبدوره قال عباس انه مسؤول عن هذا القسم ويقوم بإخراج هذه الأوراق، هنالك فريق مخصص لهذا الموضوع ومن ثم مصادقتها في كييف.

جامعات تستغل الطلبة ماليا

هنالك بعض من الجامعات تسعى لكسب المال من أجل اخراج أوراق كشف العلامات حيث قد تصل الى 100-200 دولار أمريكي، وقد شبه هذا الامر على انه رشوة واستغلال لظروف الحرب.

ويقول عباس أن مصادقة الوثائق في مدينة كييف قد يكلف الطالب مبلغا إضافي يصل من 100-150 دولار، وبحسب ما ومصفها عباس فهي جامعات استغلالية، على سبيل المثال جامعة ميد تقوم باخذ هذا المبلغ واحيانا قد يصل المجموع الى 300 دولار.

الامر المقلق أن هنالك جامعات استغلت هذا الوضع السيئ للطلبة وتعمدت ان تأخذ رشوة كبيرة واجبار الطالب على دفع مبالغ تصل الى 900 دولار، كما ان هنالك مندوبين يطلبون ثمن هذه الورقة 1200-1500 وان صح التعبير أصبحت تجارة الجامعات بما يعادله من السمسرة.

وفي ما يخص الحل الثالث والأخير وهو الأهم من بين جميع الخطط التي وضعت والذي قام باقتراحه عباس بشكل شخصي، بمقترح "الموبيلتي" والذي بحسبة يبقى الطالب تحت وصاية الجامعة الأوكرانية، بالمقابل يتم التعاقد مع جامعات خارج أوكرانيا ويتم الاتفاق معها على تعليم الطلبة المبعوثين من أوكرانيا من خلال التعليم الوجاهي.

حيث يقوم الطالب بدفع الأقساط في الجامعة التي تم الاتفاق عليها في جورجيا أو غيرها من البلدان، والاهم من ذلك ان الطالب يكمل مسيرته التعليمية كما بدأها في أوكرانيا ولا يتطر ان يخسر سنوات تعليمية.

كما ان بعض مفاوضات حثيثة مع أعضاء الكنيست وبعد رفضهم لهذا البرنامج الا ان كان من المستحب تجربة هذا النظام لمدة سنتين للتأكد من نجاعته، حيث ان الطالب الذي يتخرج وفق برنامج الموبيلتي يحصل على شهادته الاصلية التي تعود لاوكرانيا .

وبعد تحقيق نجاح البرنامج الذي حقق أقل نسب تكاليف مقارنة مع الحلول التي تم طرحها، فان عباس في صدد التحضير لحفل تخرج طلاب أوكرانيا قريبا، كما ان غدا سيتم التوجه للأراضي الاوكرانية لجلب الشهادات .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]