أكد محللون سياسون أنّ العدوان الاسرائيلي على غزة يأتي في سياق التنافس المحموم لانتخابات الكنيست الـ25، التي ستجري في الأول من تشرين الثاني المقبل، وفي محاولة من رئيس الوزراء يائير لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس، من أجل البحث عن صورة انتصار تسبق التوجه نحو حسم الصندوق.

سلاح ذو حدين 

وفي حديث مراسلنا مع المحلل السياسي محمد دراوشة، قال: تطور الأزمة في غزة والحرب التي اعلنتها حكومة لبيد هي سلاح ذو حدين في المعركة الانتخابية، فمن ناحية هو يستفيد الكثير من ادارته لحملة عسكرية وترفع من قيمته امام مصوتي المركز-يمين، الذين يرغب لابيد بالحصول على جزء من اصواتهم، بالذات وان غالبيتهم يميلون في العادة للتصويت ودعم بنيامين نتنياهو. لابيد يُضعف بهذه الخطوة سيطرة نتنياهو على عقولهم، وكأنه هو الوحيد القادر على اتخاذ قرارات أمنية صارمة، وما يبحث عنه لابيد هو نقل عضوين او ثلاثه اعضاء من كتلة اليمين الى طرفه وطرف حليفه بيني غانتس.

وأضاف قائلًا: من ناحية ثانية، تُضعف هذه الحرب علاقته مع المواطنين العرب، حيث تهبط نسبة رغبة العرب في التصويت في الانتخابات المقبلة، لانهم لا يستطيعون التمييز بين حكم اليمين او حكم اليسار، مما يرفع نسبة اللامبالاة في التصويت. وكذلك تُضعف هذه الحرب استعدادية الاحزاب العربية للتوصية عليه بعد الانتخابات لتشكيل الحكومة بسبب الإحراج النابع من دعم حكومة موالية لسياسة حربية.

وتابع بالحديث؛ على ما يبدو ان لابيد يُفضل كسب اصوات من اليمين في هذه المرحلة، ومحاولة المصالحة مع العرب في مرحلة متأخرة أكثر، ولكن اذا توحَّل لابيد في حرب أوسع، وأدت الى خسائر نوعية في الجانب الاسرائيلي، فستكون هذه الحرب اعلان نهاية لابيد كمرشح لرئاسةالحكومة، واعادة القوة لكتلة نتنياهو التي ستزداد قوتها في الانتخابات المقبلة. كل شيء مربوط بكيفية تطور هذه المعركة في الاسبوع القريب.

زيادة تمثيلنا في البرلمان 

من جانبه قال المحلل السياسي د. ثابت ابو راس، لـ "بكرا": لا شك ان الحرب العاشره على غزة منذ عام 1956 لها انعكاساتها على مجمل الشعب الفلسطيني بمن فيهم فلسطينيي الداخل. الامرالطبيعي هو التضامن مع شعبنا الفلسطيني في غزة واستنكار الاعتداء عليه المرة تلو المره وكان حصار غزة منذ 15 عاما لا يكفي. التضامن من جهة واحده والالم على الضحايا والدمار لا يتوقف عند حاجز ايرز؟ الاف العائلات الفلسطينية في الداخل لها اقارب في قطاع غزة فمن الطبيعي ان نتاثر بما يحذث هناك.

وأضاف قائلًا: الحرب هذه الايام بادرت اليها اسرائيل وهدفها الكسب الانتخابي، المواطنين العرب يستطيعون تحجيم هذا المكسب، هذه الحرب اثبتت اننا لانستطيع فصل اليومي عن القومي او الخطاب المدني الحقوقي عن خطابنا القومي. ومن جهة ثانية فان خطاب المقاطعه لا يجدي، المطلوب منا كمواطنين ريادة تمثيلنا في الكنيست ومحاولة فرض خطاب يضع قضية السلام مع شعبنا في المقدمه، ما اخشاه ان تساهم الحرب الجديدهالى ارتفاع نسبة المقاطعين في الانتخابات القريبة القادمة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]