قبل سبعة أعوام استفاق الفلسطينيون على مجزرة بشعة نفذها مستوطنون بحق عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب مدينة نابلس، إذ أقدموا على حرق عائلة بأكملها، فيما نجا الطفل أحمد ليظل شاهدا على واحدة من أبشع جرائم اسرائيل.
نجم عن الحريق استشهاد ثلاثة من أفراد العائلة، وهم سعد دوابشة وزوجته ريهام، وابنهما الرضيع علي، فيما أصيب أحمد الذي كان حينها يبلغ من العمر 4 سنوات بجراح خطيرة نتيجة الحروق البالغة التي تعرض لها وغطت أكثر من 80% من أنحاء جسده.
وحول الجريمة وفي ذكراها السابعة يقول نصر دوابشة، عم الطفل أحمد لـ"شبكة قُدس"، إن الأخير كلما كبر زادت جروحه معه، ولا زال يتذكر والديه بنوع من الحسرة والفقد، وحينما يدور حديث عن اعتداء للمستوطنين في القرية أو على أطرافها يعود بذاكرته إلى تلك الليلة، فيفقد الشعور بالأمن، وينتابه خوف شديد.
لا إعتقالات
ويشير إلى أن إسرائيل لم يعتقل أحدا من المستوطنين رغم ادعائه التحقيق في الأحداث التي جرت، إلا بعد 4 شهور من وقوعها، ولاحقا بدأ بإطلاق سراح المجرمين المتورطين فيها وعددهم 17 مستوطنا، وبقيت العائلة مصرة على ملاحقة القتلة رغم كم التهديدات التي تعرضت له على مرأى ومسمع شرطة الاحتلال وقضاته.
ويكشف أن اسرائيل تلاعب في محاكمة المجرمين، ففي حين قضت المحكمة في اللد المحتلة بتعويض العائلة، بعد خمس سنوات تخللتها 300 جلسة، إلا أنها قبلت بادعاء المستوطنين أن القاتل لا يملك شيئا وبالتالي لا يمكنه تعويض العائلة لكن هناك إصرار على متابعة الملف للنهاية.
ويكشف أن العائلة رفضت ترميم المنزل وإعادة بنائه حتى يبقى شاهداً على جرائم الاحتلال وقطعان المستوطنين ويجري العمل على فكرة تحويله إلى متحف، وتم تجهيز جميع التصاميم اللازمة، وبقي التمويل ووافقت الحكومة الفلسطينية فأصدرت بإحدى جلساتها قراراً بإنشاء متحف الشهيد علي دوابشة وتمويله ولكن لم يتم رصد المبالغ اللازمة فبقي المنزل كما هو.
[email protected]
أضف تعليق