في 1932، أقام رجل الأعمال الفلسطيني حنا سلامة فيلا في حي “الطالبية”، لتصبح منذ 1948 جزءا من القدس الغربية، وكان سلامه في حينه وكيلا لشركة السيارات الأمريكية “جنرال موتورز” في مناطق الانتداب البريطاني والأردن.

وإثر حرب 1948، اضطر سلامة وعائلته للانتقال إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وتم اعتبار الفيلا “أملاك غائبين”، شأنها شأن باقي الممتلكات الفلسطينية بالقدس الغربية.

فيما كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، أن رئيس حكومة تصريف الاعمال الاسرائيلية يائير لابيد سيسكن في فيلا حنا سلامة الدي هجّر منه سنة 1948 في القدس المحتلة، وفعلا، انتقل لبيد يوم الجمعة الماضي للسكن في هذه الفيلا.

من جهته كتب الروائي الفلسطيني حسين ياسين على صفحته في "فيسبوك" عن موضوع الفيلا ومالكها، وتاريخ حي الطالبية الذي يعتبر أحد أرقى الأحياء في فلسطين قبل سنة النكبة، وعن انعكاس ما مر به البيت على روايته "ضحى - ثلاث نساء في القدس".

قتل وورث

وفي حديث خاص "لـبُكرا"، قال الروائي الفلسطيني حسين ياسين، أصف ما مر به هذا البيت وشعبنا الفلسطيني بمقولة تناخية تقول "أقتلت ثم ورثت - הרצחת וגם ירשת"، التي يعبّر عنها بشكل جلّي رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد بسكونه في فيلا الفلسطيني حنا سلامة، وكل رؤساء وزراء إسرائيل عدا " بن غوريون".

حتى أن أثاث الفيلا التي يسكنها لابيد، هو ذاته أثاث مالك الفيلا الأول حنا سلامة، الذي استورده من أوروبا، وهذه صورة واضحة لسياسة الإحلال التي مارستها إسرائيل وما زالت تمارسها مع الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته.

وعن رواية ضحى وبذرة الفكرة التي تطورت فيما بعد لتصبح رواية، يقول الروائي حسين ياسين، أنه عندما قرر أن يكتب رواية "ضحى" زار الأحياء البرجوازية الفلسطينية، والتي استولت عليها إسرائيل بذريعة قانون "أملاك الغائبين" وتحديدا حي الطالبية بالقدس الذي يوجد به فيلا حنا سلامة التي يسكنها اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي لبيد.

يردف ياسين أنه دخل كل بيوت وفيلات حي الطالبية عدا عن التي يوجد عليها حراسة أمنية مشددة لأهمية من يسكنها من قادة إسرائيليين، فيما اندهش بجمال وهندسة هذه البيوت وطابعها العربي الفخم، وهذا ما دفعه ليسأل أين هم أصحاب هذه البيوت، وكيف كانت حياة أصحابها التي سكنوها وكيف صارت بعد أن وهجّروا منها.

وتابع ياسين عن رواية "ضحى - ثلاث نساء في القدس" والتي تشمل ثلاث قصص منفصلة، جميعها تصب في معنى اغتصاب الأرض وتهجير صاحبها، وحنين صاحب الأرض لوطنه، ووقاحة المحتل في كلامه عن الكارثة التي حلّت بأصحاب الأرض.

وبطل الفصل الأول في الرواية هو شاب فلسطيني ذهب ليكمل تعليمه في الاتحاد السوڤيتي، عاش فيها اختلاف حياة المجتمعات الغربية عن الشرقية، وطبيعة المدينة التي عاش فيها، حيث جابها وتجول بها وتضاريسها التي سحرته، وأحب فتاة اسمها "تانيا" التي لم تتكلل قصة حبهما بالزواج والارتباط الرسمي، لطلبها والدتها مهر لا يقوى على توفيره وهو "الوطن".

والفصل الثاني من الرواية الذي تحدث عن فتاة مقدسية اسمها "ضحى" وهي فتاة متمردة ومحبة للحياة والعلم، تشردت في أقطار البلدان العربية، بين الأردن والعراق والخليج جارت عليها الدنيا وعملت في البغاء، لكنها هربت بعد فترة إلى لبنان، حيث التقت بشاعر فلسطيني أحبته وأعاد إحياء القدس والبلاد في جوفها، لكن لم تتهنى معه حتى أتاها شبح الحرب الاهلية في اللبنانية وطالته رصاص أردته قتيلا.. وانتهى بها المطاف في تونس قتيلة على يد أحد زوارها لمهنتها القديمة، الذي عند معرفتها بأنه حاسبها بعملات دولار مزيفة، صارحته بمرضها "السفلس" المعدي، فأرداها قتيلة.

وعن الفصل الثالث، فهي قصة لألفي ألماني مسيحي، سكنوا البلاد في عند الامبراطورية العثمانية، وبنوا 7 قرى، في القدس وحيفا والرملة وغيرها، بدافع ديني ولاستقبال المسيح المخلص الذي سيأتي آخر الزمان حسب اعتقادهم، ومع بداية الاستعمار البريطاني، هجرتهم سلطات الاستعمار من البلاد.

من هو حسين ياسين 

نبذة عن الروائي حسين ياسين، وهو ابن مدينة عرابة البطوف، ولد عام 1943، وحصل عام 1973 و1976 على شهادتين في الاقتصاد وتدقيق الحسابات من جامعة لنينغراد وجامعة حيفا، وعلى شهادة في التأمين من كلية تل أبيب عام 1993، عمل في المحاسبة وفي شركة تأمين في رام الله وفي مركز أبحاث فلسطيني، وتقاعد عام 2010، صدرت له ثلاث روايات: "مصابيح الدجى" (2006) و"ضحى" (2012) و"علي: قصة رجل مستقيم" (2017). يعيش بين القدس والناصرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]