تحدثت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيليّة عن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تل أبيب وإمكانية تأثيرها على مجريات الانتخابات العامة للكنيست (البرلمان) في نوفمبر المقبل.
وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء المؤقت يائير لابيد سيكون في استقبال الرئيس بايدن الأسبوع المقبل، لكن بايدن سيلتقي أيضا بزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، لإظهار عدم انحياز الولايات المتحدة لأي طرف.
وأشارت الصحيفة أن كل من لبيد ونتنياهو سيسعيان للاستفادة من زيارة بايدن للتأثير على جماهيرهم المحلية.
وقال البروفيسور إيتان غلبوع، الخبير في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في جامعة بار إيلان، إن "الزيارة هي رسالة بحد ذاتها"، حيث يمكن أن تحصل زيارة إسرائيل على دعم من الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل"، حسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن التحديات الداخلية التي يواجهها الرئيس بايدن تبدو "أكثر إلحاحا" من حاجته للتدخل في السياسة الإسرائيلية.
وأشارت إلى احتمالية أن يكون لدى الرئيس الأمريكي "تفضيل واضح" لمن يريد أن يراه قائدا لإسرائيل، لكن من غير المرجح أن يلعب بايدن دورا نشطًا للغاية في محاولة التأثير على عملية التصويت.
وزعم غلبوع أن بايدن "مهتم بعدم عودة نتنياهو إلى السلطة، ويفضل الحكومات التي لا يتزعمها حزب الليكود"، مشيرا أن بايدن يعتبر حكومات اليسار والوسط "مريحة أكثر" للاستراتيجية والسياسة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض ينظر إلى أي حكومة يقودها نتنياهو على أنها "مصدر محتمل للصداع"، حيث يحتفظ بايدن بذكريات سيئة في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية عند زيارته للمنطقة عام 2010، عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما.
ونقلت الصحيفة تصريحات للقنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك والخبير في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، ألون بينكاس، قال فيها إن تجربة إدارة بايدن مع نتنياهو "سلبية"، وإن أي ائتلاف محتمل سيشكله نتنياهو سيمثل "مشكلة" للولايات المتحدة، وسيخلق حالة من عدم الاستقرار، ويجبر الأمريكيين على مزيد من المشاركة (في الشؤون الاسرائيلية)، وهو أمر لا يهتمون به".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن نتنياهو وبايدن يشتركان في تاريخ من الخلافات السياسية، إلا أن الإدارة الأمريكية ستكون "حذرة" في الانحياز إلى أي طرف.
وأوضح بينكاس: "من المهم جدا بالنسبة للأمريكيين ألا يعاد انتخاب نتنياهو، لكنهم لن يفعلوا الكثير لمنع ذلك. لقد فشلت مثل هذه التدخلات في الماضي".
وأشار غلبوع أن الزيارة قد تكون في صالح لبيد، خصوصا وأنها ستضفي الشرعية على عمله كرئيس مؤقت للوزراء.
ونوهت الصحيفة أن الرئيس بايدن كان من أوائل القادة الذين هنأوا لبيد على توليه منصبه الأسبوع الماضي، لكن عندما تولى الرئيس بايدن منصبه في يناير 2021، استغرق الأمر شهرا حتى أجرى مكالمة مع نتنياهو، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء حينها، وهذا ما يعتبره المحللون علامة على "نفوره" من نتنياهو.
وترى الصحيفة أن زيارة بايدن قد تمنح لبيد فرصة للعب على المسرح العالمي، إلا أن الإدارة الأمريكية ستحرص على ألا يكون هناك تأييد "صريح" لصالح لبيد أو أصوات معارضة لنتنياهو.
وستجري الانتخابات، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، لتكون الخامسة في غضون أقل من 4 سنوات.
وتعكس ازدياد وتيرة الانتخابات، المأزق السياسي في إسرائيل حيث لا أحزاب كبيرة قادرة على تشكيل حكومات تحظى بثقة الكنيست.
[email protected]
أضف تعليق