كشف مركز " طاوب" للأبحاث الإسرائيلي المختص بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية في تقريره السنوي، عن معطيات عديدة عن اليهود والعرب تشمل أربعة أخبار مهمة ومثيرة، ومنها نسبة الطلاق في مجتمعنا العربي، مقارنة بالمجتمع اليهودي.

وأفاد البحث بارتفاع حاد بنسبة الطلاق لدى العرب، وتوقع مركز "طاوب" أن تكون نسبة طلاق لدى الأزواج العربية في العام القادم أكبر من نسبة الطلاق لدى الأزواج اليهودية في البلاد.

وفي حديثه لـبُكرا، قال قاضي محكمة الاستئناف الشرعية ومدير المحاكم الشرعية في البلاد، د. إياد زحالقة: " ظاهرة الطلاق آخذه بالازدياد في السنوات الأخيرة لأسباب عديدة، أولا، أن مجتمعنا يتغير، من مجتمع تقليدي محافظ، إلى مجتمع منفتح ويزداد انفتاحا بوتيرة سريعة وعشوائية، حيث أدت موجة الانفتاح العشوائية لعدم استوعاب ما يحدث، الأمر الذي أدى للتغيير في السلوك والمفاهيم والعادات العامة والخاصة في العائلة".

وتابع د. زحالقة: " ثانيا، مسألة الفردانية، التي أخذت بالانتشار خصوصا بين أرباب المنازل، فلا يمكن أن يعيش الأب/الأم بأسلوب فرداني منفصل عن العائلة، وأن يضع كل جهده وطاقته واستثماره في عمله ونجاحه الشخصي، الفردانية تؤثر بشكل سلبي ومباشر على استقرار الحياة الزوجية واستقرار العائلة، ما يؤدي إلى النفور ومن ثم الطلاق".

وأردف د. زحالقة: " ثالثا، الصعوبات الاقتصادية، مجتمعنا ككل يمر بأزمة اقتصادية، وتحولنا في العقدين الاخيرين لمجتمع استهلاكي من الدرجة الأولى، نستهلك ونشتري فوق قدرتنا وطاقتنا، ما يؤدي للعديد من المشاكل داخل العائلة، وحتى مشاكل خارجية تؤثر على العائلة بالارتباط بالسوق السوداء، العامل المادي والاقتصادي وتنظيمه يعتبر حجر أساسي في تفاهم واستمرارية العائلة".

وأكمل د. زحالقة: " رابعا، مشروع الزواج هو مشروع حياة وأكثر المشاريع أهمية، ما يحتاج الفحص والتحقق والترتيب، وفهم الآخر بكل ما فيه ولهذا يوجد فترة خطوبة، ليكون مشروع ناجح، لكننا وللأسف نتزوج بشكل عفوي دون أي ترتيب حقيقي لتكوين أسرة صحية، يتفاجئ الزوج/ة بعد الزواج بأنه هذا ليس الشخص الذي عرفته في فترة الخطوبة، وللأسف تتدحرج كرة الثلج على المشاكل وسوء التفاهم ويصل الأمر بالنهاية للطلاق".

حلول ممكنة 

وبخصوص حلول هذه الظاهرة قال د. زحالقة: " للأهل دور مهم وأساسي بالشرح لابنائهم ضروريات ومسؤوليات وخصوصيات الزواج والعائلة، وكيفية بناء مشروع حياة كهذا".

وتابع د. زحالقة: " والمجتمع يجب أن يأخذ دوره الحقيقي في تأهيل وتثقيف الأجيال الشابة، مؤشر ازدياد حالات الطلاق يبين لنا حجم الأزمة التي نعيشها، وهي أزمة كبيرة وتحتاج منا جهود جبارة لنعيد بناء مجتمع ذو قيم تتسق مع ديننا وعاداتنا".

واختتم د. زحالقة حديثه: " يجب أن نهيئ أنفسنا وأن نبني الشبان والشابات على أسس قادرة على المقاومة والاستمرارية وخلق المسؤولية، حتى يكون أب وتكون أم قادرون على تربية الاولاد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]