يتوجه الرئيس الأميركي  جو بايدن الأسبوع القادم، ضمن جولته المقررة في الشرق الأوسط إلى السعودية، وسينطلق مباشرة من الأراضي الإسرائيلية الى الرياض، وهذه اللمرة الأولى لرئيس أميركي يخطو هذه الخطوة، ما يثير تساؤلات عما إذا كانت هذه الخطوة مقدمة للتطبيع بين المملكة وإسرائيل بعد أشهر من الحديث عن هذه المسألة.

وحول مستقبل العلاقات بين السعودية واسرائيل، وهل حقًا ستكون هناك رحلات مباشرة بين السعودية واسرائيل، والإعلان عن علاقات دبلوماسية رسمية بين الدولتين، تحدث موقع بكرا مع "شموئيل شاي"، رئيس المنتدى المشترك للمصالح بين الإمارات واسرائيل.

ارسلوا الإمارات في البداية لفحص رد فعل العالم العربي والتيارات المختلفة في دول الخليج

وقال خلال حديثه: "العلاقات بين السعودية واسرائيل جيدة بشكلٍ كبير، حتى ما قبل عام الـ 2019، يجب ان نعرف أن اتفاقيات السلام التي أُعلن عنها بين اسرائيل والإمارات والبحرين، كانت بموافقة واعتراف السعودية، وهم ارسلوا الإمارات في البداية،  للاطلاع على رد فعل العالم العربي والتيارات المختلفة في دول الخليج. العلاقات بين السعودية واسرائيل متقاربة جدًا، وكنا نأمل ان تنضم السعودية لاتفاقيات السلام، خلال فترة الرئيس الأمريكيّ دونالد ترمب، لكن بسبب عدم الاستقرار السياسي في اسرائيل، وعدم وجود حكومة لفترة طويلة، ادى الى عرقلة هذه الإجراءات وتجميدها".

وأضاف: "نعرف ان الرئيس الأمريكيّ بايدن ومنذ استلامه السلطة، لم يكن يرغب بتقديم عمليات السلام في دول الخليج، وايضًا ابدى عداءه للنظام السعودي في احيانٍ كثيرة، ورغم هذا فالعلاقات بين السعودية وبين اسرائيل كانت دافئة جدًا، لكن بسبب المعارضة الأمريكية لم يكن هناك تقدم في هذه العلاقات، وحين بدأت الحرب في اوكرانيا وتغيرت المصالح الإقليمية، كانت احدى شروط ولي العهد السعودي تجاه الإدارة الأمريكية، بما يتعلق بموضوع دعم أوروبا في موضوع الطاقة والغاز والنفط، هو اعتراف وشراكة كاملة بشأن تنفيذ اتفاقيات السلام في اطار اتفاقيات ابراهيم، ولم يكن هناك خيار آخر لدى بايدن واضطر للموافقة".

وتابع: "نرى ان الإدارة الأمريكية تعمل لأجل مصالحها الشخصية، وليس لديها مصالح اقليمية في الشرق الأوسط، وكانت احاديث ان الرئيس بايدن أهمل الشرق الأوسط، وأبقى هذه المنطقة مفتوحة".

العلاقات بين اسرائيل والسعودية متقاربة جدًا، ومنذ زمنٍ طويل يمكن للإسرائيليين ان يسافروا الى السعودية

وأوضح: "العلاقات بين اسرائيل والسعودية متقاربة جدًا، ومنذ زمنٍ طويل يمكن للإسرائيليين ان يسافروا الى السعودية، بدون فيزا وبجواز سفرٍ اسرائيليّ، دون اي مشاكل، وأرسلت بنفسي اشخاصًا الى هناك بجواز سفر اسرائيلي، لذا فالعلاقات دافئة جدًا".

وحول موضوع السفر بين السعودية واسرائيل بشكلٍ مباشر، قال ان الموضوع هو مسألة تقنية فقط لا غير، "وأنا اؤمن ان الأمر سيتم بصورة سريعة، والسعودية ترغب بفتح هذا المجال، والعمل على دخول مباشر لرجال اعمال وشركات اسرائيلية وسياحة اسرائيلية الى اراضيها، وبالنسبة للسعودية يمكن لهذا الأمر ان ينفذ خلال اسبوع، لأن النظام هناك هو ملكيّ، واذا أمر الملك فإن الأمر سينفذ خلال 24 ساعة، لكني على قناعة ان الأمر سيتم بسرعة، كما حدث مع البحرين والإمارات".

بايدن قال انه مستعد للاعتراف بالنشاط السعودي وتمكين اتفاقيات ابراهيم، وغض النظر عن قضية العداء للسعودية في اعقاب مقتل خاشقجي

وحول امكانية الإعلان عن اتفاقية السلام بين الدولتين، قال: "اتفاق السلام بين السعودية واسرائيل سينفذ بشكل مؤكد، وإحدى شروط السعودية بشأن دعم امريكا، حول زيادة انتاج النفط والغاز لأوروبا، في اطار الائتلاف بين العالم ضد روسيا، هو اعتراف ودعم كامل ضمن اتفاقيات ابراهيم، والسعودية وكما نعرف من الماضي لم تتجاوب مع طلبات بايدن بشأن زيادة انتاج النفط والغاز، حتى جاء بايدن وقال انه مستعد للاعتراف بالنشاط السعودي وتمكين اتفاقيات ابراهيم، وغض النظر عن قضية العداء للسعودية في اعقاب مقتل الصحافي خاشقجي. السعودية وخاصة بن سلمان اوضح ان كل مسألة الاعتراف بالعلاقات بين السعودية وبين اسرائيل، لا يمكن ان تتقدم  بشأن الاعتراف الأمريكيّ". 

ونوه ايضًا: "كما طفا على السطح كل موضوع الدعم العسكري الأمريكي للسعودية في موضوع اسلحة f 35 وصواريخ باتريوت وامور اخرى، وهو امر مهم للسعودية في نشاطها امام ايران والحوثيين، لذا لم يكن امام بايدن خيار آخر، اذ فقط دول الخليج يمكنها ان تعطي الحل لمشكلة الغاز والنفط في اوروبا، واضطر للموافقة على هذا، اعتقد ان سفر بايدن المباشر من اسرائيل الى السعودية، سيمهد للإعلان عن علاقات رسمية بين البلدين، شرط ان لا تسقط الحكومة هنا، وتعرقل اتمام هذا الأمر".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]