استضافت جاليري المركز الثقافي على اسم محمود درويش التّابع لبلديّة الناصرة، الفنانة الموهوبة شمس هواري زُعبي بمعرضها المميّز والذي أُطلق عليه اسم “After Party". حضر الافتتاح جمهور نوعي، ورحّبت بالحضور مركّزة البرامج الثّقافيّة السيّدة عريب زعبي وألقت فيها كلمة تخللها إضاءات عن المعرض وما يحمله من معاني.

الفنانة شمس هواري زعبي محاضرة باللقب الأوّل وطالبة لقب ثاني - مساق فنان معلم بكلية اورانيم شاركت بمعارض جماعية عديدة بالبلاد، وتميّزت بأعمالها وفنّها الابداعي.

وقالت الفنّانة القديرة منار زُعبي متحدّثة عن المعرض:"يحمل الاسم الذي اختارته شمس هواري زعبي لمعرضها الأول After Party دلالات كثيرة ومثيرة ظاهرها وباطنها .

بعض هذه الدلالات ‏يكمن في الاسم نفسه ‏والبعض الاخر ‏افصحت عنه شمس بواسطة استعمالات بصرية تابعة لحياتها حياتنا اليومية وتاريخ تنضح ذاكرته بالكثير من القصص والرموز . في الدلالة الاولى والتي تبلغ من الاسم نفسه نرى اشارة واضحة الى لحظة "الما بعد " هذه اللحظة التي تشتغل اذاهننا وقلوبنا ونحن نترقبها ونجهل الى اي أفق ستلوج بنا .

لحظة تتحول "بلحظة" لمؤثرة ومفصلية في حياتنا اذا تلقيها رأساً على عقب وتؤسس الى ما سوف تكون من بعدها .‏تبدو الرموز التي نراها أمامنا للوهلة الأولى عادية وبسيطة ولكنها في الحقيقة مركبة وتحمل في ‏طياتها الكثير منالشحنات الشعورية ‏الممتدة من جدول تجربة وجودية وإنسانية وثقافية وسياسية واجتماعية ووجداينة .

‏يحتوي معرض شمس هواري زعبي على مجموعتين من الأعمال التي عملت عليها بالتوازي.‏في إحداها تأخذ الماعز السوداء التي مانع الاحتلال تربيتها ليتمكن من تغيير جغرافيا ‏المكان املا منه الاستحواذ على الذاكرة العصية ‏عليه ، مكاناً أساسياً بلوحات مركبة من قطعة قماش جمعتها وطلتها بالغراء في محاولة لجمع الشطايا وامل بصراع الفقدان . في المجموعة الثانية نرى بقايا بيت وقد زينت شبابيكه يوماً ورداً حية بألوانها البهية وطيف صور عائلية لم تعد بعد .

تستخدم شمس في فنها بقايا القماش بصورته الاولية غيرالمنمقة ، قصاصات قماش مليئة بالبقع التي هي اثر لفعل الزمن الخارج عن سيطرة الفنانة بجزء منها، في حين تضيف هي بدورها اليها بقع بمواد طبيعية كالفاكهة والزيت والقهوة والبهارات ، وكانها طفلة تلعب " بالحارة " وللتو اتسخت ملابسها دون انتباه من " شقاوة زاد عيارها عن حده " . نرى فيها رسومات تعتمد صور من البومها الشخصي من الماضي الجميل وصور من التاريخ الفلسطيني لتؤكد الترابط العميق( collective)بين الشخصي والجمعي كما وتستخدم مادة الكلور التي يمكن جوهر فعلها بحياتنا اليومية محو البقع والتنظيف "والتطهير " من اوساخ غير مرغوب بها اتى بها الزمن . تتلاعب شمس في رسومها بين فعل " التوسيخ" "والتطهير" وتبني امامنا مجموعة من الرسومات التي يصعب نسيها الى جائر معين في الفن التشكيلي المعاصر ولكن نجد جذوره في الفن الحديث ومع بعد الحديث من بدايات القرن الماضي عندما خرج القانون عن اطار المألوف واستعمالات اقلام الرصاص . الجرافيت والفحم ، والاوان المائية والزيتية والاكرل ما الى ذلك من المواد التي رافقت الفن التشكيلي منذ عصور مضت ، لقد مكن هذا الخروج عن الاطار وفتح الطريق امام مواد يومية ، من تقريب الفن الى الحياة في محاولة لاعادة صياغة العلاقة بينهما .

أمامنا لغة فنية مميزة من بداية الطريق ويجعلنا نسأل الكثير من after party يكشف الأسئلة عن الفن وفضاءاته الرحبة وما بمقدوره ان يكون"

وقد توافد الكثير من الزوّار لزيارة المعرض الذي لاقى اعجابًا منقطع النظير حيث عبّر الكثيرون عن اعجابهم بهذا المستوى الابداعي من الفن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]