نقلت وسائل إعلام إسرائيلية إفادة قدّمها جندي في قوات الاحتلال الإسرائيلي يصف فيها الصدمة التي عاشها خلال مشاركته في اجتياح الاحتلال للبنان عام 1982.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تفاصيل إفادة قدّمها جندي في قوات الاحتلال إلى المحكمة قبل حوالى عقدٍ في إطار دعواه ضد شعبة التأهيل في وزارة الأمن الإسرائيلية، بطلب الاعتراف به بأنه مصاب بصدمة معركة، حيث أكد أنّ الأولاد الذين أطلق عليهم النار حينها يلاحقوه خلال نومه.
وقالت الصحيفة: "أولاد شاؤول (اسم وهمي) لم يولَدوا له. إنه لا يعرف أسماءهم، ماذا أحبوا أن يأكلوا، أو ماذا كانت أحلامهم. إنه يعلم فقط متى ماتوا وكيف. حدث هذا في حرب لبنان الأولى. كان جندياً في الجيش الإسرائيلي، وهم كانوا ما أُسموا حينها "أولاد الآر بي جي"، الذين كانوا يكمنون لقوافل الجيش ويباغتونها. الجنود كانوا يردّون بالنار".
وتابعت: "أشعر أنّ أولاد الآر بي جي الذين أطلقت عليهم النار يعودون إليّ، وصف شاؤول. إنهم يعودون طوال الوقت، خلال النوم أيضاً".
وأوضحت الصحيفة أنّ شاؤول كان يبلغ 50 عاماً حين قدّم إفادته، فيما "قامت الوزارة بردّ مزاعمه، وأوضحت أنّ الأحداث الموصوفة وقعت منذ مدة بعيدة، وسرى عليها التقادم"، مضيفةً أنه "عندما أطلق النار، عمل وفق الإجراءات. كل هذه التبريرات لم تساعد شاؤول، الذي ما يزال مضطراً للعيش مع حقيقة أنه أطلق النار على أطفال، فيما كان يعتقد في الأصل أنه سيقاتل جنوداً يرتدون بزّات".
وأشارت إلى أنّ "صدمة شاؤول ليست صدمته الوحيدة فقط. إنها إلى جانب عشراتٍ كثيرة من جنود الجيش الإسرائيلي الذين قدّموا على مر السنين مطالبات إلى وزارة الأمن للاعتراف بهم بأنها يعانون من أعراض ما بعد الصدمة".
وتابعت الصحيفة: "بمفاهيم كثيرة، كانت هذه الحرب التي غُيّرت بعدها المقاربة للمصابين بصدمة معركة ورسا الاعتراف بضررٍ بعيد المدى. لكن اليوم أيضاً، لا يزال هناك غير قليلٍ من قدامى حرب لبنان الأولى، غالبيتهم في الستينات من أعمارهم، الذين ما زالوا يبحثون عن اعتراف. واحداً تلو الآخر يأتون إلى المحاكم كي تفرض على وزارة الأمن الاعتراف بهم كمعاقين للجيش الإسرائيلي بسبب الضرر النفسي الذي يجرّونه منذ 40 سنة. شاؤول نجح الأمر معه، آخرون فشلوا".
[email protected]
أضف تعليق