تنفيذا لقرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الاخيرة ال 31 ، والتي أكدت على توحيد المرجعيات في مدينة القدس في اطار دائرة شؤون القدس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، التقت المرجعيات الوطنية الرسمية العاملة في القدس حيث ترأس المهندس عدنان الحسيني رئيس دائرة شؤون القدس اجتماعا حضرة كل من : سماحة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية ، فادي الهدمي وزير شؤون القدس ، اللواء بلال النتشة امين عام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس وعبد الله صيام نائب محافظ محافظة القدس .

وضع الحسيني في بداية اللقاء المجتمعين بصورة قرارات المجلس المركزي واهمية ذلك وسط المعاناة التي تكابدها المدينة المقدسة واهلها والاجراءات الاسرائيلية التهويدية العنصرية التعسفية ، وخطورة وحساسية المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية ، والاستهداف غير المسبوق للقيادة والشعب الفلسطيني ، ومحاولات طمس الهوية العربية الاسلامية المسيحية للقدس واستهداف المقدسات وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك، ما يدعو الى ضرورة توحيد الجهود وانجاحها في كافة القطاعات حماية للقدس واهلها .

فيما أشار سماحة المفتي الشيخ محمد حسين الى ان كافة المؤشرات تفيد ان التقسيم الزماني قد فرض في المسجد الاقصى ، والعمل جاري الان على فرض التقسيم المكاني وهو ما يتضح من جولات المستوطنين المتطرفين وتقييد عمل دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس داخل المسجد ومنعها من الاقتراب من المنطقة الواقعة ما بين سطح المصلى المرواني ومصلى باب الرحمة ، فيما يسمح للمستوطنين المتطرفين بالوصول والتجوال في هذه المنطقة واداء الطقوس التلمودية .

وأكد وزير شؤون القدس فادي الهدمي على خطورة الاوضاع في المسجد الاقصى المبارك حيث وصلت محاولات التقسيم الزماني والمكاني الى مراحل متقدمة ، مشددا على ضرورة المتابعة الحثيثة للجهود الكبيرة التي تقوم بها القيادة الفلسطينية بهذا الشأن ، ومؤكدا على اهمية استمرار التنسيق مع المملكة الاردنية الهاشمية صاحبة الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس .

فيما اكد اللواء بلال النتشة على ضرورة توحيد المرجعيات من خلال التنسيق الكامل المتكامل ما بين كافة الجهات الرسمية العاملة في القدس للوقوف امام مسؤولياتها ومواجهة التحديات التي تعصف بالمدينة على مختلف المستويات والصعد وذلك انسجاما وتنفيذا لقرار المجلس المركزي الفلسطيني المشار اليه اعلاه .

وحذر نائب محافظ محافظة القدس عبد الله صيام من الاستهداف الذي تتعرض له القيادة الفلسطينية والحصار المالي والاقتطاعات التي يجري سرقتها من الحكومة الاسرائيلية تحت ذرائع واهية ، والتي تستهدف القيادة بشكل مباشر والضغط على الشعب الفلسطيني واحداث حالة من الفوضى والفلتان داخل المجتمع الفلسطيني .

وفي الوقت الذي اكدت فيه المرجعيات ان منظمة التحرير الفلسطينية المظلة الشرعية الوحيدة لكافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في المدينة المقدسة ، وفي ضوء حالة الطوارىء التي تعيشها الاراضي الفلسطينية عامة ومدينة القدس على وجه الخصوص قررت المرجعيات انها في حالة اجتماع دائم لمواجهة اي طارىء، حذرت من مخططات الاستهداف الاحتلالية للمقدسات الاسلامية والمسيحية وعلى راسها المسجد الاقصى المبارك ومشاريع التهويد الهادفة الى بسط السيطرة على المسجد وما حوله ، ومن اهمها مشروع القطار الهوائي الذي ينتهي عند منطقة باب الرحمة ، والعمل الدؤوب الذي تقوم به لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد والغاء " الاستاتيكو" المعمول به ، مشيرة الى الوصاية الهاشمية الاردنية على المقدسات وعدم تعارضها والسيادة الفلسطينية .

كما حذرت المرجعيات من محاولات استهداف القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية من خلال الحصار السياسي والمالي الذي تفرضه سلطات الاحتلال بذرائع واهية والهادفة الى تركيع القيادة لتمسكها بالثوابت الفلسطينية والقضايا النضالية وعلى رأسها قضية الاسرى والقدس .

وقررت المرجعيات توسيع دائرة عملها لتشمل كافة المرجعيات السياسية والقوى والاطر الوطنية والمؤسسات غير الرسمية والفعاليات الشعبية والشخصيات الوطنية ، وصولا الى برنامج عمل وطني نضالي متفق عليه ، يقوم على السعي الجاد لتوفير مقومات الدعم بكافة اشكاله وتعزيز الصمود في القدس وفي مقدمة ذلك احتضان الطاقات النضالية الشابة المرابطة والتي تواجه الاحتلال واجراءاته التعسفية الوحشية ، ما من شأن ذلك ايضا ان يعمل على التخفيف من تداعيات العمليات الانتقامية لسلطات الاحتلال بحق ابناء المدينة المقدسة، ضمن برنامج استباقي مضاد ، يحاصر الاستهداف الاسرائيلي للقدس ومقدساتها واهلها ، والتنسيق الدائم مع المملكة الاردنية الهاشمية صاحبة الوصاية على المقدسات والامتين العربية والاسلامية والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته حماية للمدينة المقدسة وحفاظا على الوضع التاريخي العربي الاسلامي المسيحي للمدينة المقدسة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]