جامعة بار إيلان تقيم أول مؤتمر دولي في موضوع اللغة العربية

تنظم جامعة بار إيلان أول مؤتمر دولي في موضوع "اللغة العربية: تطور اللغة الطبيعي لدى الأطفال وعسر اللغة التطوري في سياقي الازدواجية والثنائية اللغوية" بمشاركة باحثين رائدين في البلاد والعالم مثل الإمارات، الولايات المتحدة، كندا، المملكة المتحدة وألمانيا.

سيعقد في جامعة بار إيلان بين 6 و 8 يونيو 2022 المؤتمر الدولي الأول من نوعه في العالم في موضوع " اللغة العربية: تطور اللغة الطبيعي لدى الأطفال وعسر اللغة التطوري في سياقي الازدواجية والثنائية اللغوية"، والذي قامت على تنظيمه البروفيسورة اليانور صايغـ حدّاد والبروفيسورة شارون أرمون لوتيم من قسم اللسانيات والأدب الإنجليزي في جامعة بار إيلان وبدعم من المؤسسة الوطنية للعلوم.

يستضيف المؤتمر أبرز الباحثين في هذا المجال من البلاد والعالم مثل الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا
يسلط المؤتمر الضوء على أنماط التطور الطبيعي للغة العربية لدى الأطفال وعسر اللغة التطوري من أجل فهم دور العوامل اللغوية والذهنية العامة في التطور اللغوي مقابل المميزات اللغوية الخاصة للغة العربية والسياق الاجتماعي الذي تكتسب فيه اللغة في تكوين تلك الأنماط.

هذه الأسئلة لها انعكاسات هامة على التعليم والتقييم كما على تشخيص العسر اللغوي ومعالجته. هذه الأسئلة لها أيضا انعكاسات نظرية هامة حول ماهية اكتساب اللغة ودور الاختلافات البنيوية والاجتماعية بين اللغات المختلفة في تحديد أنماط التطور اللغوي والعوامل التي تتداخل به. توضح البروفيسورة صايغ ـ حدّاد, باحثة في اللسانيات في جامعة بار إيلان, أن "معظم الأبحاث في مجال تطور اللغة وعسر اللغة التطوري تركز على اللغة الإنجليزية وهناك نقص في البحث النفس-لغوي التطوري بين المتحدثين باللغة العربية والتي تتميز بمبان لغوية فريدة ومثيرة للبحث, مثل الاشتقاق المبني على الجذر وهو ميزة فريدة للغات السامية لها أثر هام في التطور المبكر للقدرات الصرفية لدى الأطفال. العربية تُكتسب أيضا في سياق الازدواجية الاجتماعي الفريد وهذا السياق يتداخل في أنماط الاكتساب اللغوي وفي ماهية العسر اللغوي وكيفية تشخيصه.

هذه الميزات وغيرها تضيف للبحث العلمي العالمي زوايا ومقاربات هامة لا يمكن دراستها في لغات اخرى

هذه الميزات وغيرها تضيف للبحث العلمي العالمي زوايا ومقاربات هامة لا يمكن دراستها في لغات اخرى. بالإضافة إلى الأهمية العلمية لهذا المؤتمر، هناك أهمية عملية. تطوير أدوات الكشف عن صعوبات التطور اللغوي وعلاجها لدى الأطفال الناطقين باللغة وهي قضية لا تلقى اهتماما كافيا في المجتمع العربي مع أننا نعرف أن هذه الصوبات في تطور اللغة لدى الأطفال تبدأ بوادرها بالظهور مبكرا (في السنوات الثلاث الأولى) وهي تصيب ما يقارب 7-10% من الأطفال.

خلال الأيام الثلاثة، سيناقش باحثون دوّليون بارزون في مجال أبحاث اللغة العربية مجموعة متنوعة من المواضيع. على سبيل المثال, سيشارك في المؤتمر باحث من جامعة زايد في دبي والذي يبحث في القراءة بالعربية من خلال استعمال وسيلة بحثية تسمى eye tracking أي دراسة حركة بؤبؤ العين لفهم سيرورة القراءة والمعلومات التي يعتمد عليها القارئ عند القراءة بالعربية.

الباحثة جوهان باراديس من كندا تبحث في تطور اللغة العربية لدى المهاجرين السوريين في كندا ودور توقف أو انحسار الانكشاف على اللغة العربية في التحولات المختلفة التي تحدث في التطور اللغوي لدى الأطفال, كما دور الأزمات النفسية trauma والتي سببتها الحرب والهجرة في تطور اللغة لدى الأطفال . الباحث المخضرم في لسانيات العربية وصرفها العباس بن مأمون من أمريكا سوف يحاضر حول موضوع تطور اللغة في السياق المسمى Heritage language أي بين أبناء المهاجرين والذي يدرس دور الانكشاف اللغوي مقابل قدرات لغوية خاصة في اكتساب العربية, والباحثة الشابة المميزة فلسطينية الأصل من المانيا تبحث في العسر اللغوي التطوري بالعربية وفي سياق الثنائية اللغوية ودور القدرات النحوية المختلفة (مبنى الجملة) في الكشف عن العسر اللغوي وفهم ماهيته وما يميزه عن الصعوبات التطورية الطبيعية التي يطورها الأطفال ثنائيي اللغة, وغيرها من المواضيع.