في حي البيان في مدينة رهط اقدمت قوات الشرطة الاسرائيلية على اتمام عملية مداهمة وتفتيش يوم الجمعة الماضي 13ايار، قامت خلالها بالقاء قنابل الهلع بشكل عشوائي حتى داخل ساحات البيوت في ساعات الفجر الاولى، في الوقت الذي كانت فيه تداهم بعض البيوت وتحطم كل ما تصل اليه ايديها بحجة التفتيش، وخلال هذه العملية المفاجئة للسكان خاصة في هذا التوقيت تم اعتقال الشابين عبد البحيري وعطا البريقي ولكن بعد ان اوسعتهما ضربا ومن ثم تم صعقهما بالكهرباء ونقلهما للاعتقال.

والدة عبد البحيري السيدة منى البحيري كانت من ضمن الاهالي الذين استيقظوا مذهولين خائفين بسبب اصوات الجنود وقنابلهم التي اقتحمت ساحات البيوت، ابنها عبد الله المعتقل حاليا بعد ههذ العملية ايضا استيقظ من نومه لنفس السبب ووقف يتابع ما يجري من نافذة منزله في الطابق الثاني، تقول ام عبد الله:" ابني عبد الله يبلغ من العمر 22عاما متزوج واب لطفلة وزوجته حامل في الشهر السابع من الحمل، هو محكوم بالحبس المنزلي مع قيد الكتروني في قدمه، بمعنى انه لا يمكنه مغادرة المنزل نهائيا تحت اي ظرف دون علم الشرطة، ما جرى انه سمع الشرطة ووقف يشاهدهم من نافذة منزله ويبدو انه كان يصور عملية المداهمة بهاتفه، بشكل مفاجيء لاحظه احد رجال الشرطة وقال له لا تصور وادخل الى بيتك، اغلق عبد الله النافذة وبعد قليل عاد ليقف ويشاهد ويصور ما يجري، مرة اخرى صرخ فيه الشرطي قلت لك لا تصور، لحظات فقط وانطلقت الشرطة الى منزل ابني وضربوا بالعصي كل من قابلهم في الطريق انا واخواته ووالده المريض، منعونا من الصعود للاعلى ولم نسمع بعد صعودهم سوى اصوات القنابل والصراخ، صراخ زوجته وطفلته الصغيرة اللتين صدمتا من شدة الضرب الذي تعرض له عبد الله، ضربوه في كافة انحاء جسده ضربا مميتا حتى في الوجه والرأس، ومن ثم اوثقوا قيده بقيود بلاستيكية وقاموا بصعقه بالكهرباء ومن شدة الصعقات تقطعت قيوده، سحلوه على ادراج البيت والقوه في سيارة الشرطة وغادروا، واعتقلوا الشاب عطا البريقي بنفس الاسلوب تقريبا مع الصعق بالكهرباء وتوجهوا الى محطة الشرطة".

جريمة التصوير التي تراها قوات الشرطة جريمة شديدة الخطورة ولا تغتفر ادت بعبد الله البحيري الى نقله بسيارة الاسعاف للعلاج في مستشفى سوروكا بعد وقت قليل من اعتقاله، لم يتمكن احد من اللحاق به حتى اتصل المحامي بذويه لابلاغهم باحضار السجائر له والحضور لرؤيته، ويبدو انه كان يعلم انه بحالة صحية مزرية واراد لذويه ان يوثقوا حالته، لم نتمكن من الخصول على تعقيب المحامي ولكن الام تابعت تقول:" بقيت زوجة اني تصرخ لساعتين متواصلتين وحدها من هول الصدمة، الان ومنذ الحادث تجلس على كرسي لا تتكلم ولا تستطيع الاهتمام بطفلتها وتقول فقط لقد قتلوا زوجي كما قتلوا سند الهربد، بعد ان اتصل بي المحامي اخذت السجائر وتوجهت لمحطة الشرطة ووجدت سيارة الاسعاف على البوابة، سألت السائق لمن السيارة قال لي لنقل عبد الله البحيري، ركبت سيارتي وتوجهت للمستشفى، بداية منعتني الشرطة من الدخول لقسم الطواريء، انتقلت لبوابة اخرى وبدلت ملابسي ودخلت اراقب ما يجري من بعيد، سمعت الطبيب المعالج يقول يوجد كسر في الكتف والقدم، لكن التقرير الذي احضرته الشرطة للمحكمة يقول انه لا يعاني اي مشكلة، يبدو ان الشرطة حاولت اخفاء التقرير الاصلي بطريقة ما لم استطع معرفتها، ولكنني ذكرت ما جرى للمحامي المكلف بالقضية والذي تابع الامر بمهنية، حاولنا الطلب ان يعطوه مسكنا للالم لانه يعاني من الام شديدة في كتفه وقدمه ولا يستطيع السير عليها، الا انه حتى اليوم لم يتلقى اي علاج".

في خضم حديثها استهجنت ام عبد الله سكوت كافة القيادات في رهط والكنيست عن عملية التنكيل بابنها والمعتقل الاخر، وذكرت ان احدا لم يتدخل في هذه القضية لرفع الظلم عنهما، لا سيما وان الضرب الذي تعرضا له كاد يودي بحياتهما، حيث ان عملية الاعتقال هذه كادت تصل لمرحلة الاغتيال.

بدوره قال عضو البلدية سليمان العتايقة:" بعد الاعتداء على شابين من عائلتي البحيري والبريقي، قدمت عوائل المعتقلين شكوى لقسم التحقيقات مع أفراد الشرطة الاسرائيلية (ماحاش)، الذين اعتدوا على المعتقلين في مدينة رهط، إذ استخدمت عناصر الشرطة القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والمسدس الكهربائي أثناء اعتقال الشبان، منتصف الليل، الأمر الذي أسفر عن إصابات في مختلف أنحاء أجساد المعتقلين، إذ تم تحويلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، اعتداء الشرطة على الشبان جاء بادعاء أن الشبان قاموا بالاعتداء على أفراد الشرطة لحظة اعتقالهم، وهذا الادعاء غير صحيح، لأن الشرطة هي التي اعتدت على الشبان بطريقة وحشية، إذ أن الشبان وصلوا المستشفى بسبب الاعتداءات العنيفة عليهم".
وحذر من أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتم بها اعتقال شبان بهذه الطريقة من قبل أفراد الوحدات الخاصة، والذين يأتون بلباس مدني وفي منتصف الليل، ويلقون القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، ويعتدون على الأهالي في حي البيان الذي استشهد فيه الشاب سند الهربد، مطلع العام، جراء ذات الاعتداء وطريقة الاعتقال".
وختم العتايقة بالقول إن "الشرطة بهذه الطريقة العنيفة والاعتقالات عن طريق الوحدات الخاصة ستفاقم الأوضاع، إذ أن الاعتقالات بهذه الطريقة العنيفة تتزايد في رهط وهذا لا يعقل، نحن مواطنون ولا يجب أن يتم اعتقال أولادنا بهذه الطريقة. نطالب الشرطة أن تعاملنا بالطريقة القانونية والمتساوية مع المجتمع اليهودي، فلا يعقل أن تتم معاملتنا بهذه الطريقة العنيفة والوحشية التي أوصلت الشبان إلى المستشفى".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]