اثار مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة ردود فعل غاضبة، لدى عموم ابناء الشعب الفلسطيني، ولدى الأسرة الصحافية والإعلامية المحلية والعالمية.

واجرى موقع بكرا لقاءً مع الصحافي جدعون ليفي حول موقفه من حادثة مقتل شيرين ابو عاقلة. وعقب بقوله: "لا شك أن صدمة حادثة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة في مكانها، لكنها جاءت متأخرة وكانت مُجاملة بعض الشيء. فدمُ صحفية معروفة، شجاعة ومُتمرسة ليس أكثر أهمية من دم طالبة ثانوية فلسطينية قتلها جنود إسرائيليون حين كانت في طريقها للمدرسة. كان هذا ما حدث لحنان خضور ابنة الـ 19 ربيعا، حاول حينها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي زرع بذور الشك بهوية مُرتكبي الجريمة قائلا: "الحادثة قيد التحقيق". وكالعادة لم يُسفر ولن يُسفر هذا التحقيق عن شيء، فمصير صبية فلسطينية شابة لا يهم الضمير الإسرائيلي الميت. أستكون هناك جريمة واحدة يتحمل الجيش الإسرائيلي مسؤوليتها؟ واحدة على الأقل؟"

وتابع بقوله: "تبدو حادثة قتل أبو عاقلة ظاهريا، شاذة عن القاعدة لأنها صحفية معروفة عالميا. لكن، قام جنود الجيش الإسرائيلي بالاعتداء الإسبوع الماضي على الصحفي باسل العذرا الذي لم يهتم لأمره أحد. فأي عقاب يا سادة ينتظر من قتل أبو عاقلة؟ فَجّرَ مبنى وكالة الأنباء إي-في خلال حملة الجدار الواقي العسكرية؟ قتل 13 صحفيا فلسطينيا خلال عملية الجرف الواقي العسكرية؟ استهدفَ الطواقم الطبية؟ أدَفعَ أحدً ثمن قتل رزان النّجار ابنه الـ21 عاما التي أرداها الجنود الإسرائيليون قتيلة؟ بالطبع لا، فها هي دولة إسرائيل تتستر على جرائمها بل وتمنح جنودها حصانة واعجابا منقطع النظير".
 

إن كانت الرصاصة إسرائيلية بل وإن وُجد قاتل أبو عاقلة، فسيعتبرُ بطلا لا غبار عليه

واستطرد: "إن كانت الرصاصة إسرائيلية بل وإن وُجد قاتل أبو عاقلة، فسيعتبرُ بطلا لا غبار عليه. لذا فإن كُتب على الفلسطينيين الموت على يد الجنود الإسرائيليين، فليحملوا إذن جواز سفر أمريكي كأبو عاقلة. فربما تذمر مكتب وزارة الخارجية الأميركي قليلا جراء مقتل مواطنيه على يد حلفائه".

ونوه خلال حديثه: "لم يتم وحتى اللحظة الكشف عن هُوية قتلةِ أبو عاقلة، الأمر الذي يعتبر إنجازا إسرائيليا دعائيا. فقد نجحت إسرائيل بزرع بذور الشك التي تمسك بها الإسرائيليون بشدة. كان هذا بالضبط ما فعلته السلطات الإسرائيلية عقب قتل محمد الدرة في غزة، لكنها فشلت فشلا ذريعا حيث لم يصدق روايتها أحد. وعليه سادة وبحسب الحقائق التي أوردتها وواقع الحال، فإن قتلة حنان خضور هم بلا شك قتلة أبو عاقلة. فمن لم يُعاقب على قتل خضور، أكمل مسيرة القتل مع شيرين".
 

ألا نَعي كُلنا أن الجيش الإسرائيلي يفعل ما يحلو له؟

وأوضح ايضا: "لكن بدأت هذه الجريمة قبل عملية إطلاق النار نفسها، نعم فقد بدأت حين اقتحم الجنود الإسرائيليون المدن، القرى، المخيمات، البيوت الفلسطينية بل وغرف نوم الفلسطينيين تحت ذريعة البحث عن "مطلوبين". أي مطلوبين يا سادة؟ ألا نَعي كُلنا أن الجيش الإسرائيلي يفعل ما يحلو له؟ بل ويعتبر كل اعتراض على ممارساته "شَغبا"!"

واختتم بقوله: "كانت أبو عاقلة بطلة وصحفية شجاعة، بل أشجع من كل الصحفيين الإسرائيليين مُجتمعين. فقد كانت جاهزة لتأدية واجبها الصحفي في جنين وفي كل مكان، لتكشف عن مظالم الاحتلال في كل مكان بينما وقف غالبية الصحفيين الإسرائيليين على الحياد. انحنوا لأبو عاقلة، بل وتوقفوا عن بث أكاذيب الجيش والحكومة حتى يثبت عكس ذلك بالدليل القاطع. وعليه أوجه أصابع الاتهام من على هذه المنصة للجيش الإسرائيلي فهو مَن يقف وراء جريمة قتل أبو عاقلة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]