بعد ان فجع النقب عصر الاحد الماضي بحادث طرق مأساوي راحت ضحيته الشابة اسيل ماجد الاسد الشوي رحمها الله، وذلك عشية عيد الفطر، تعالت اصوات اهالي قرية اللقية بالمطالبة بمدخل امن للقرية الوحيدة في الجنوب التي تفتقر لهذا المدخل رافعين شعار "كفى استهتارا بحياة المواطنين الأبرياء"، حيث ان الحادث الدامي لم يكن الاول على هذا المفرق ولن يكون الاخير ان لم يتم التدخل بالسرعة القصوى اللازمة للحفاظ على حياة السائقين والعابرين في هذا الطريق.

ملتزمة بالقواعد

سامي الشوي الزوج المكلوم على زوجته الشابة التي كانت مثالا للطموح والمثابرة والالتزام بشهادة كل من عرفها قال:" كانت في زيارة لاهلها في اللقية وكانت تصلي العصر، تركت سجادة الصلاة مفرودة في مكانها وخرجت بسيارتها لتقلني من محطة القطار في لهافيم، لا ادري بالضبط ما الذي حصل معها ولكنها كانت في طريقها للقاء ربها_ رحمها الله_، اعرف اسيل جيدا فهي دقيقة جدا وملتزمة جدا بالقواعد والانظمة، وهذه ليست المرة الاولى التي تقود فيها السيارة في هذا المكان رغم انها حصلت على رخصة القيادة حديثا في بداية شهر رمضان، الا انني كنت معها عدة ومرات ولاحظت التزامها بالقوانين وتأنيها في القيادة، لكن ما أؤكده هو ان هذا المفرق شديد الخطورة، قد تكون توترت او استعجلها احدهم باطلاق الزامور من سيارة في الخلف وربما اسرعت او كانت السيارة التي صدتها مسرعة، كل هذا لا استطيع ان احدده، لكنه كان مجرد سبب وكانت ستحصل الوفاة لان هذا امر الله، ما اريد ان انبه له ان القضية بالنسبة لي كزوج ولعائلتها لم تنته هنا، نحن نستعد لرفع قضية هذا المفرق الى اعلى المستويات حتى يكون هنالك حل جذري، شركة نتيفي يسرائيل مسؤولة عن هذا الشارع وبالتالي سنتوجه لها ولكافة الجهات المختصة والوزارات المعنية حتى لا نخسر ضحايا اخرين، اتأمل ان تكون اسيل رحمها الله هي الضحية الاخيرة على هذا المفرق بل وفي المجتمع العربي ككل، يهمني جدا ان نستمر بالحديث عن هذا الامر وان نرفع مستوى الوعي لدى الجمهور فيما يتعلق بقوانين المرور، نحن نتعلم عندما نحاول الحصول على رخصة قيادة عبارة مهمة وهي كن حكيما ولا تكن صادقا، في الطريق سيكون الكثير من المفاجآت، واحيانا لا نرى ان الجمهور وبالذات الشباب مهتمون بقواعد السير جيدا لذلك نرى حوادث مرابطة بالسرعة والتهور، فما بالك اذا كانت الطريق اصلا تشكل خطرا بحد ذاتها فكيف سيكون الحال؟! سأعمل على كتابة رسالة شديدة اللهجة قريبا الى الجهات المختصة للاهتمام بهذا المفرق، انا خسرت زوجتي التي لم يمضي على ارتباطي بها سوى سنة وعشرة شهور، وكانت على وشك انجاز اول احلامها بالشهادة الجامعية وتطمح للوصول الى درجة الدكتوراة، خدمت مجتمعها بكل امانة ومحبة واخلاص، لا داعي لأن نخسر شخصا اخر".

تحذير سابق

وسبق ان حذر المرشد ومدرب السياقة الاستاذ نمر ابو شارب من خطورة مفرق اللقية من خلال منشورات على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ العام 2019، الا انه وللاسف لم تلق هذه التحذيرات اذانا صاغية، يقول الاستاذ نمر :"بالنسبة لمدخل اللقية بإختصار بعد توجيه حركة السير لشارع 6 اصبح هذا القسم من الشارع شبه داخلي يعني يخدم اهل اللقية لكن الغريب كثرت الحوادث و السبب ان الغالبية من السائقين يتوقع ان من يأتي من الجهة الغربية او الشرقية يود الدخول للقرية، لكن قسم كبير لا يدخل القرية خصوصا القادمين من الجهة الغربية، والسبب ان تطبيق waze يعطيهم المرور من شارع 31 وقسم كبير و بشهادات أمامي لا يكمل مع شارع 6 حتى لا يدخل المحول بالقرب من محول شوكت، الالتفاف هناك صعب واشعر بدوران هكذا يقول البعض والشاحنات بسبب الحمولة تفضل المرور من شارع 31 بالقرب من اللقية، على المفترق نفسه العلامات على الشارع ممحية وموضوعة بشكل غير صحيح بدون خط توقف، السائق يقف تقريبا في وسط المفترق بسبب العلامات الغير واضحة، الحل باسرع وقت تغيير العلامات على الشارع وعمل دوار في اسرع وقت، إذا اقترحوا رامزور إشارة ضوئية ممنوع الموافقة فقط دوار يمنع الحادث. أخيرا لأهل اللقية لا يحك ظهرك غير ضفرك ابعثوا رسائل مستعجلة لوزارة المواصلات وشركة نتيفي يسرائيل נתיבי ישראל والوزيرة اغرقوهم بالمكاتيب حتى يصحوا لا توفروا جهد ممكن مظاهرة أمام المكاتب الحكومية في القدس" .

نتيفي يسرائيل

من جانبه قال رئيس مجلس اللقية المحلي السيد احمد الاسد في منشور مفصل عبر الصفحة الرسمية للمجلس المحلي على فيسبوك :"اولاً من الواجب التوضيح على أن الطريق 31 تحت المسؤولية الكاملة لشركة نتيفي يسرائيل، بالرغم من ذلك ، بذل المجلس جهودًا كبيرة خلال العامين الماضيين لإنشاء ميدان (دوار) رئيسي كبير على مدخل البلدة ، من أجل تحسين البنية التحتية للطرق وبهدف إبطاء السائقين والحفاظ على قواعد القيادة الآمنة.تمت الموافقة على طلب المجلس لتخطيط وتنفيذ الميدان الرئيسي ، كما تمكن المجلس من رصد ميزانية للمشروع من قبل سلطة البدو.

وأوضح قسم الهندسة ، أن "المفترق القائم الحالي عند مدخل اللقية هو بمقاييس ومعايير متوافقة مع قواعد السلامة على تقاطعات الطرق الرئيسية ومداخل البلدات ، ومفترق الطرق يعتبر واسع ويتيح القيادة الآمنة ، ولا يوجد أي عامل في البنية التحتية قد يكون سبباً مباشراً في حدوث حادث طرق، لذلك للأسف في معظم الحالات تكون الأسباب بشرية وليست البنية التحتية".

من إدارة المجلس جاء ايضاً ، "أن هنالك مشروعًا آخراً قيد التنفيذ بالفعل لإنشاء مدخل آخر للقية، يربط الطريق 31 بحاره 11 ، حيث يتم تأهيل وتطوير طريق الوصل شارع رقم 8. كل ذلك بهدف تطوير شبكة طرق آمنه وسليمة والحفاظ على رفاهية السائقين والسكان بشكل عام. وأكدت إدارة المجلس أن أنشطة التخطيط والتطوير مستمرة في السلطة المحلية، ولكن ما يسبب في بعض الأحيان تأخير او افشال أنشطة تطوير الطرق هو معارضة بعض العائلات التي لديها مطالبة بملكية الأرض، والتي لا تسمح للمجلس بشق طرق أو توسيع طرق داخل الأراضي الواقعة تحت ملكيتهم.

نلخص ونقول الطريق 31 ومدخل البلدة يخضعان لمسؤولية نتيفي يسرائيل وليست تحت مسؤولية المجلس المحلي اللقية ، ولكن هناك مطالبة من قبل المجلس لإنشاء ميدان (دوار) جديد، حيث تمت الموافقة على المطلب وسيتم تنفيذ المشروع في غضون شهرين. بالإضافة إلى ذلك ، سيقوم المجلس بإنشاء مدخل رئيسي آخر وسيعمل على تطوير 4 ميادين أخرى داخل القرية، التي من شأنها تحسين تدفق حركة السير وتحسين ظروف السلامة والأمان على الطرق بشكل كبير. ويطالب المجلس جميع السائقين بالحفاظ على قواعد القيادة الحذرة والآمنة بكل الطرق وفي كل مكان ، حفاظاً على حياتهم وحياة مستخدمي الطرق".

وقفة إحتجاجية 

اهالي اللقية وبعد الفاجعة التي حلت على بلدتهم عشية العيد قاموا بوقفة احتجاجية مطالبين بحل جذري للمفرق، وتعالت نداءاتهم بضرورة التدخل السريع لحماية الارواح، يقول سليمان البدور احد السكان في القرية:"بداية نسأل الله الرحمة والمغفرة والجنّة لأختنا التي لاقت حتفها على مدخل قريتنا اللقيّة. من زمن بعيد وإثر كلّ حادث نطالب بإيجاد حل لوقف النّزيف في شوارعنا، لذلك كانت وقفة احتجاجيّة شبابيّة أخرى في أعقاب الحادث الأخير المؤلم احتجاجا على الاستهتار بحياة الداخلين إلى اللقيّة والخارجين منها، فالكلّ يعاني من هذا الشّارع الذي يشكّل خطرا على الجميع. لقد سئمنا من الوعود الكثيرة بانشاء دوار إلى متى ستبقى حياتنا مهددة بالخطر؟ إنّنا نتوجّه إلى الجهات المسؤولة للعمل بجديّة لإنشاء دوّار يحفظ حياتنا، يجب ترميم الشّارع وتعبيده في أسرع وقت ممكن، دون انتظار لضحيّة أخرى، لا سمح الله، وفي ذات الوقت نطلب من جميع السّائقين أخذ الحيطة والحذر خلال السّياقة، نأمل ونطمع ونطمح أن نجد أذانا صاغية، وعقولا واعية، وقلوبا رحيمة، نتمنّى أن تصل رسالتنا إلى المسؤولين وأصحاب القرار".

الكثير من الضغوطات تمارس الان على المجلس المحلي للقرية ومثلها ستمارس على شركة نتيفي يسرائيل والوزارات المختصة، ولكن الامر يبقى معلقا باستمرارية الضغط حتى لا يتحول مفرق اللقية الى مفرق الموت اذا بقي دون حل جذري وسريع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]