تعالت دعوات في الصحف العبرية يوم الجمعة، لإغتيال زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، مستغلة عملية الطعن التي وقعت في بلدة إلعاد، وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى إسرائيليين وإصابة أربعة آخرين.
واعتبر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أنه "من الجائز جدا أنه حان الوقت من أجل إدخال يحيى السنوار إلى معادلة الدماء، وجباية الثمن منه".
وادعى كسبيت أن "لعبة حماس المزدوجة قديمة. وللأسف الشديد، فإن جميع حكومات إسرائيل تجاوبت معها. وهدفنا الاستراتيجية هو إبعاد جولات القتال الواحدة عن الأخرى بقدر الإمكان. ولم يتخذ أي رئيس حكومة إسرائيلية قرارا بإسقاط حكم حماس في غزة، وشنّ سور واق 2 (على غرار اجتياح الضفة الغربية عام 2002) بين رفح وخان يونس. وكل ما تبقى في وضع كهذا هو احتواء وعاء الضغط الغزي بأقل ما يمكن من الأضرار، وأقصى حد من الزمن".
وبحسبه، فإن "حماس تنفذ الأمر نفسه طوال الوقت. تعزز قوتها داخل غزة، تحاول تحسين مستوى حياة المواطنين، من خلال بذل جهد من أجل تنفيذ عمليات داخل إسرائيل وإشعال المناطق (أي الضفة الغربية). وإذا أمكن استدراج عرب إسرائيل فهذا حسن، وكذلك إذا أمكن القيام بذلك من دون دفع ثمن".
وأشار كسبيت إلى أن "حكومة بينيت – لبيد لم تغير الاستراتيجية، وإنما التكتيك. فقد شددت ردود الفعل على البالونات الحارقة من جهة، لكنها عوّضت حماس في المجال الاقتصادي، من الجهة الأخرى. وتوقفت حقائب المال، والمساعدات تصل إلى القطاع بطرق أخرى، مع احتمال أقل فتكا. ونجح هذا في الأشهر العشرة الأخيرة. وكان القطاع هادئا بشكل غير مسبوق. وحظي سكان غلاف غزة بسَكينة نسبية طويلة وغير مسبوقة".
وتابع أن "خطاب السنوار الأخير، الذي دعا فيه العرب إلى حمل بندقية، أخذ سكين، فأس والخروج من أجل قتل يهود، تحقق بالطريقة الأكثر وحشية في نهاية يوم الاستقلال في إلعاد. ويحظر ضبط النفس إزاء هذا الحدث. وينبغي أن يعلم السنوار أنه أدخل نفسه إلى رأس قائمة المطلوبين. فقد تجاوز الخطوط ولا توجد طريق للعودة".
واعتبر كسبيت أن "دولة إسرائيل لا يمكنها المرور مر الكرام على ذلك. ورغم أهمية شؤون الائتلاف والمعارضة، إلا أن هذا الحدث يتجاوز السياسة والأحزاب. واللعبة المزدوجة تحولت إلى لعبة دموية، وينبغي أن يضع أحد نهاية لهذا الانفلات.
وإذا كان هذا يعني أن على إسرائيل الذهاب إلى انتخابات، فسنذهب إلى انتخابات. وإذا كان هذا يعني مغادرة القائمة الموحدة للائتلاف، فإن الدولة ستتدبر أمرها بدونها. والآن، ينبغي أن يعلم السنوار أن دماء مواطني إسرائيل ليست مستباحة وأن لا أحد سيحرره مرة أخرى بواسطة صفقة أسرى".
من جانبه، ادعى المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت احرونوت"، شمعون شيفر، أن السنوار "مسؤول عن الحرب التي تخوضها حماس ضدنا من غلاف غزة حتى تل أبيب". وأضاف أنه "يجب الإعلان عن السنوار أنه محكوم عليه بالإعدام. ويحظر الارتداع والادعاء أنه سيأتي بعده أحد آخر ليقود عمليات القتل ضدنا. وحتى لو كان هذا صحيحا، فإن السنوار لا يبقي للجانب الإسرائيلي خيارا".
وبحسب شيفر فإن السنوار يقف خلف عملية إلعاد. "والسنوار يمنح حاضنة دينية تشجع أفرادا ومجموعات على استهدافنا... وعملية إلعاد تحتم على صناع القرار لدينا تغيير رد الفعل تجاه إرهاب الأفراد فورا. ولا يعقل أن يُملي شخص واحد قواعد التصرف في الحيز الذي نعيش فيه. ويحظر السماح بوضع تؤثر فيه أقواله على الرأي العام في الدول المجاورة، ويشجع سكانها على المشاركة في حرب دينية. وحرب كهذه، إذا نشبت، ستنتهي بهزيمة جميع المهاجمين".
واستطرد شيفر أنه "منذ اليوم الذي أعلن فيه عن (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله أنه محكوم عليه بالإعدام، لم يخرج من ملجأه في بيروت. ولا يمكن أن يحظى السنوار بمعاملة أفضل، ويجب أن يتحول إلى الهدف الأول لجهاز الأمن الإسرائيلي، وحان الوقت لتصفيته".
واعتبرت مراسلة صحيفة "يسرائيل هَيوم" العسكرية، ليلاخ شوفال، أن "إسرائيل تتبع في الفترة الأخيرة نهجا تكتيكيا، ولم تبلور استراتيجية كاملة لمواجهة موجة الإرهاب. وكان أمل المسؤولين السياسيين والأمنيين أنه إذا نجحت إسرائيل بأن تتجاوز بهدوء نسبي شهر رمضان، عيد الفصح اليهودي، يوم الاستقلال، فإن ثمة احتمالا لأن يتلاشى ببطء التصعيد الذي بدأ بعملية بئر السبع، منتصف آذار/مارس الماضي".
وكغيرها من المحللين والصحافيين الإسرائيليين، اعتبرت شوفال أن "حماس في قطاع غزة هي مصدر التحريض الأرعن، وهي التي تغذي النيران، وهي التي تشجع المواجهات في المسجد الأقصى والعمليات المسلحة في مراكز المدن والضفة الغربية"، وكأنه لا يوجد احتلال في الضفة الغربية ولم يسقط فيها عشرات الشهداء في الأشهر القليلة الماضية، وكأن نظام الأبارتهايد والقمع الإسرائيلي الوحشي قد توقف.
[email protected]
أضف تعليق