باتت لا تمر ليلة واحدة على منطقة جنين وقراها ومخيمها، دون أن نرى اقتحام أو اشتباكات أو اعتقال من قِبل جيش الاحتلال.
وازدادت وتيرة هذه الاقتحامات بعد موجة العمليات الأخيرة، وتحديدا عمليتي بني براك وديزنغوف، والتي شهدنا على اثرهن اعتداء جيش الاحتلال على أهالي منفذا العمليتين.
فيما شهدت مدينة جنين ومخيمها تحديدا، حالة تأهب قصوى من قِبل الشبان، تحسبا لأي اقتحام من قِبل جيش الاحتلال لاختطاف أو اغتيال والد أو أحد أفراد عائلة منفذ عملية "ديرنغوف" والمطلوبين في المخيم، وهو فعلا ما حصل منذ يومان حيث حاول الجيش اغتيال والدة وأخ منفذ عملية "ديزنغوف".
وفي حديث مراسلنا مع فئة من الشباب/ات الناشط/ات حول توقعاتهم للأيام القادمة في منطقة جنين واذا ما سيكون تصعيد، وحول توسع رقعة الاشتباك خارج جنين لتشمل أنحاء فلسطين التاريخية، قالت الصحافية نجد حسام: " احتمالية التصعيد في جنين خلال الأيام القادمة واردة بشكل كبير، الاقتحامات للمدينة يومية وحتى في وضح النهار، الاعتقالات والقتل من باب محاولة "الردع والتخويف" زادت بشكل كبير خاصة مع بداية شهر رمضان والأحداث حالياً لا تقل في حدتها وخطورتها عن أحداث رمضان 2021 والتي انتهت بتصعيد مع الاحتلال في كافة أنحاء فلسطين".
وفي سياق توسع رقعة الاشتباك قالت حسام: " مساء أمس خرجت أغلب المحافظات ولبت نداء جنين، الشعب لا يكتفي في الادانة او الشجب للحدث، قبل يومين الاحتلال أعلن عن "عقوبات وتضييقات" على مدينة جنين، فسارع الشعب بعدة مبادرات تدعو للتوجه لجنين ودعم أهلها وسكانها واقتصادها، وأذكر مجددا أحداث رمضان 2021 التي أكدنا فيها انه مهما حاول الاحتلال تقسيمنا، نعود ونلتحم ونسطر صمود جديد في كافة أنحاء فلسطين من البحر للنهر".
تصعيد
ومن جهته قال طالب اللغة العربية والإعلام في الجامعة العربية الأمريكية فتحي أبو بكر: " التصعيد بشكل أكبر من الأحداث الحالية محتمل في حال دخول كتائب شهداء الأقصى للمعركة، لأنها هي مفتاح قلب الاوضاع، أما بشكل عام سيكون هناك تصاعد للأحداث بشكل تدريجي كما هو واضح، أما انفجار الأوضاع وتصعيد عالي المستوى يعتمد على الظروف الموضوعية والتي من الممكن في أي لحظة أن تنفجر".
وتابع أبو بكر: "الظروف الموضوعية مثل أحداث المسجد الأقصى أو عدم تقدم في صفقة الأسرى او تزايد ماكنة الإجرام بشكل كبير داخل مخيم جنين".
وفي جانب توسع رقعة الاشتباك، قال أبو بكر: " بخصوص التصعيد من المقاومة في غزة، فهذا يعتمد على حجم إجرام الاحتلال في الضفة، المقاومة في غزة معنية بأن يكون التصعيد من الضفة وفي الضفة لأنها تعرف أن فاتورة الدم والجهد الذي ستبذلها كبيرة في حال دخلت جولة تصعيد مع الاحتلال، في ظل تحضيرها للمعركة القادمة "معركة التحرير" لذلك المقاومة لن تصعّد إلا اذا وصلت الامور إلى حد يجب فيه تدخل المقاومة، مثل عملية عسكرية قاسية على المخيم، هناك ستدخل المقاومة في غزة جولة تصعيد مع الاحتلال وإن احتاج الامر ستدخل حرباً في غنى عنها".
اكثر من حصار
ومن جانبه قال العضو في الحركة الطلابية بجامعة بيرزيت وليد حزارنة: " أتوقع أن يكتفي الاحتلال بالحصار الذي فرضه على جنين مع الابقاء على عمليات المداهمة والتصفية من قبل وحداته الخاصة وهذا السيناريو الغالب".
وتابع حزارنة: " توجه الاحتلال نحو التصعيد وشن حملة عسكرية شاملة على جنين تهدف الى حصار المقاومين في مكان واحد اي المخيم واعادة سيناريو حرب المخيم 2002، ولكن هذا السيناريو ليس بالبعيد حدوثه لكن المغامرة فيه ستؤدي لنتائج سيعتبرها الاحتلال كارثية".
[email protected]
أضف تعليق