على الرغم من انتقادات وزارة المالية وهيئات التخطيط، وافقت الحكومة الاسرائيلية الاحد على اقتراح الوزيرة أييليت شاكيد والوزير زئيف إلكين على إنشاء عير أبوت ، وهي بلدة حضارية جديدة شمال بلدة لهافيم والتي من المتوقع أن تحتوي على حوالي 15000 وحدة سكنية لنحو 80 ألف مستوطن ، ومن المتوقع أن تضم خمس تجمعات جديدة حوالي 10 آلاف وحدة سكنية ومنطقة صناعية على طول شارع بئر السبع - ديمونة المعروف باسم شارع 25.
وذكر بيان صدر عن وزيرة الداخلية أن "هذه القرارات الحكومية غير المسبوقة تشكل خطوة مهمة في تعزيز الاستيطان في النقب ، مع التركيز على منطقة النقب بأكملها وطريق 25 (بئر السبع - ديمونة) اللذين يشكلان منطقة استراتيجية لحماية الأمن بالاضافة الى الأهمية الوطنية "
وكانت قد وافقت الحكومة قبل حوالي أسبوعين على إقامة خمس مستوطنات في "ميبؤوت عراد" ، وقبل شهر ايضا وافقت على إقامة كاسيف ونيتسانا رغم معارضة هيئات التخطيط ووزارة المالية.
حماية البيئة ضد القرار
وانتقدت وزيرة حماية البيئة تمار زاندبرغ القرار قائلة: "هذا القرار يضعف المدن القائمة فقط ويدمر المساحات المفتوحة، هذا خطأ كبير من الناحية الاقتصادية، وكذلك من الناحية الاجتماعية والبيئية والمناخية ويفعل العكس تمامًا، فبدلاً من تعزيز البلدات القائمة ، والاستثمار في البنية التحتية وتقوية السكان فيها ، سيؤدي ذلك إلى إضعاف المدن القائمة " .
اما بالنسبة لاهل النقب فمنهم من يرى ان مثل هذه القرارات اتخذت قبل عشرات السنين ولم يتم تنفيذها على الارض وبقيت صحراء قاحلة بلا عمران، معيقل الهواشلة من المجلس الاقليمي للقر غير المعترف بها في النقب يقول :" قرار عنصري لكن لطالما كانت هنالك قرارات منزهذا النوع ولم تنفذ عشرات السنين نسمع عن كاسيف وعن عومريت الزرنوق وظل الامر حبراً على ورق منطقة صحراوية والفقر ينهشها من كل حدب وصوب و لا اظن ان تقام قرى سمعت ان وزير المالية رافض لهذه القرارات ايضا".
ولكن المتابع لسيرورة الاحداث الاخيرة في النقب بشكل خاص يرى انه من غير المنطقي استبعاد تنفيذ هذا القرار قريبا وحسب الجدول المعد لذلك والذي يتراوح بمدته الزمنية بين 3_4 سنوات، وبالتالي فإن الاعتقاد بعدم التنفيذ قد يشكل عقبة امام الاستعداد للتصدي لهذا المشروع الذي سيلتهم بدوره الدونمات القليلة المتبقية لاهالي النقب، سيما وانه يحاصر بلدات عربية من عدة اتجاهات ويحرمها من امكانية توسيع الخارطة الهيكلية لها، وهي التي تعاني اصلا من ضائقة سمنية خانقة تفتك بالمجتمع برمته بما سببته من عنف وخلافات بين ابناء العائلات الجيران منهم والاقرباء حتى املا في الحصول على بضعة مترات من الارض لبناء مسكن مستقل .
استمرار القرارات السابقة
الدكتور عامر الهزيل الناشط السياسي من رهط عقب على القرار بالقول:" ما اقر في جلسة الحكومة الاحد هو عمليا هو استمرار لقرارات الحكومة من الاسبوع الماضي وما قبله، حيث اقرت اقامة اربع مستوطنات باسم بوابة عراد بالاضافة قبلها الى اقرار اقامة مدينة كاسيف على اراضي الحُمرة وبالقرب من بلدة كسيفة بهدف السيطرة على شارع31 وهذه المرحلة الاولى من السيطرة عليه بين عراد وجنوب الناصفة، المرحلة الثانية ستكون في المستقبل الغير بعيد شمال الناصفة بينها وبين حورة، بالامس القريب قرار الحكومة استهدف السيطرة على شارع 25 الذي يصل عمليا بين بئر السبع وديمونا، وذلك باقرار اقامة عدة مستوطنات منها عومريت لكي تتواصل مع بئر السبع ونباطيم، وعومريت ستبتلع قرية الزرنوق وهنا اعدت الحكومة لاهالي الزرنوق ضاحية 11 في مدينة رهط، وهنالك تسويق مكثف لهذه الضاحية لاقتلاع اهالي الزرنوق من ارضهم ووضعهم في ضاحية 11واقامة مستوطنة عومريت مكانهم، وبدورها ستتمدد حتى تبتلع قرية بير المشاش وتدخل في عمق نقع بير السبع وتأخذ نسبة كبيرة من اراضي بير الحمام، واستمرارا لها هنالك مخطط لاقامة منطقة صناعية على اراضي قرية السدير في مفرق طرق عرعرة النقب ابو قرينات ام متنان، واستمرارا لهذا المشروع ستقام مستوطنة اطلقوا عليها اسم تاليا لابتلاع قرية ام رتام وكل العرب المتواجدين بين ام رتام وديمونا، وبهذا التواصل الاستيطاني _ بير السبع نباطيم المنطقة الصناعية تاليا وديمونا_ تسيطر اسارائيل على شارع 25 من جهة، وللسيطرة على الجهة الاخرى اقرت الحكومة اقامة مستوطنتين بين قصر السر وام متنان المعروفة بابو قرينات، المستوطنات ستسمى تلما وتيلم، وهاتان الهدف منهما واضح وهو ابتلاع المحيط التخطيطي المستقبلي لهذه القرى وتمزيق التواصل العربي، واستمرارا لها النهج اقرت اقامة مستوطنة اخرى بين ابو تلول المذبح وبين ام متنان ابو قرينات اطلق عليها اسم عداريم، وظيفتها كما سابقاتها منع تمدد القرى العربية المذكورة وبالتالي التهام كل المحيط التخطيطي لهم في المستقبل، وهذه المستوطنة تشكل حلقة في تواصل حماية شارع 25، وما لم يقر الاحد ولكن سيتم اقراره في مرحلة اخرى هو مستوطنة اخرى هي كدمات نباطيم في موقع قرية صويوين، وهذا مرتبط بمخطط خشم زنة، عندما نركب كل هذه البازل ونركز في المشهد مع مد شارع 6 مع تنفيذ مخطط التشجير عمليا اسرائيل استنفذت مخططها هذا والذي اذا تم بهذا الشكل الاستيطاني معناها كما نقول بالعامية ايدك على النقب".
هذا في اطار السيطرة التامة على شارعي 31 و 25 في النقب، الا ان الخطة لا تقف عند هذا الحد كما يرى الهزيل حيث تابع قائلا:" الحكومة ايضا اقرت اقامة مدينة شمال مستوطنة لهافيم وستكون في الاساس على اراضي تابعة لعائلات الملاحي المخطط لتهجيرهم الى رهط، وتم اقرار مستوطنة اخرى في العربا وهنالك مخطط لاقامة نافيه بن جوريون على اراضي بير هداج،هذا المخطط قديم جديد وانا اذكر اننا في العام 2002 نشرنا في المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها خارطة وزعت بمعدل 7000 نسخة على جمهور النقب وحددنا فيها نقاط الاستيطان هذه او كثير منها كعومرين وحيران وعتير وكاسيف وكثير منها نفذ او على وشك، وهذا المخطط التهويدي هو مسلسل متلاحق تابع لمخطط اسرائيل الاستراتيجي لتهويد النقب لاقتلاع العرب وتركيزهم في بلدات تشبه علب السردين".
استنكار
وبدورها استنكرت لجنة التوجيه لعرب النقب هذا القرار الذي رأته قرارا غير مهني او انما سياسي عنصري ، يستهدف اقتلاع العرب والتضييق عليهم وتهويد اراضي النقب بالكامل رغم وجود 145 مستوطنة و 70 مزرعة فردية في ارجائه كما دعت للتصدي لهذا القرار وانه قرار يؤكد حرفيا ما ورد في تقرير امنستي الذي قال ان حكومة اسرائيل تمارس سياسة الابرتهايد ضد العرب الفلسطينيين .
واخبرا البعض يرى انه رغم حجم المأساة الواقعة على النقب في ظل هكذا قرارات الا انها تعتبر انجازا لشاكيد، رغم عدم وجود أغلبية في الائتلاف؛ فشاكيد مستمرة في سياستها والتي تحقق إنجازات لليمين على حساب اهل النقب، في المقابل يرى غالبية اهل النقب ان الموحدة تستمر في سكوتها، ولا تستطيع تحقيق اي انجاز للنقب، وخصوصا وقف الهدم، ويطرحون تساؤلا املين ان تستجيب له الموحدة وهو: اليست هذه فرصة مناسبة لخروج الموحدة من الائتلاف، وخصوصا بعد أن اعلنت سيلمان ان قرارها بالانسحاب من الائتلاف نهائي ولا رجعة فيه؟.
[email protected]
أضف تعليق