صُعق المستوى الأمني والسياسي في البلاد، يوم الثلاثاء، بعد عملية مزدوجة بين طعن ودهس في بئر السبع أودت بحياة 4 أشخاص، ولم تنتهِ المفاجئة إلا عندما تم معرفة هوية المنفذ محمد أبو القيعان من حورة - النقب.
وشهد النقب في الفترة الأخيرة موجة توترات، بين مشروع التحريش الذي بدء في قرية سعوة الأطرش، وقمع قوات من الشرطة والجيش الوقفة الاحتجاجية المساندة لأهل البلدة، ومقتل الشاب سند الهربد على يد وحدة المستعربين في رهط، وأخيرا، الاعلان عن اطلاق ميليشيا يهودية مسلحة تحمي المواطنين اليهود في النقب على كد قولهم، والتي اعتدت على العديد من المواطنين العرب في الفترة الأخيرة، فيما كانت كل المؤشرات والتوقعات تتنبأ بأن تكون القدس هي ساحة العمليات والتوترات القادمة.
ممارسات الظلم والإضطهاد
وفي سياق توقع العملية، خصوصا بعد الاعلان عن ميليشيا يهودية مسلحة قي النقب، قال الاكاديمي والناشط السياسي عامر الهزيل: " أفهم ما قام به ابو القيعان، لأن كل ممارسات الظلم والاضطهاد والقمع والمصادرة والهدم والاقتلاع والتركيز في البلدات العربية في النقب التي كعلب السردين، والتحريش والتحريض الاعلامي الفاشي والاغتيالات لشبابنا واطلاق يد المليشيات الفاشية لتهاجم أهلنا، كل هذا شكل ضغط على ضغط وبحسب قوانين الفيزياء كان متوقع أن يحدث انفجارا، ووفقاً لقوانين المجتمع هذا احتقان يولد ثورة، والثورة قد تكون بعض تجلياتها فردية ومرفوضة وخارجة عن قواعد ادارتها وعقلانيتها وفق مراحل النضال، والعملية الأخيرة هي إحدى النماذج".
ومن جانبه قال الهزيّل عن إمكانية حصول عمليات أخرى في النقب: " لا أعتقد حصول عمليات من هذا النوع في النقب، هذه العملية فردية، وعبرت عن واقع جدا مر وملتهب، وبالتالي هي ليست في إطار ثوري عام، نحن كمجتمع يجب أن نكون في إطار مقاومة سلمية ومنظمة، لكن هناك من لا يعتقد أن هذا الاسلوب الصحيح".
وبخصوص ما اذا ستتخذ الميليشات عملية السبع كذريعة للاعتداء على أهالي النقب قال الهزيّل: " بكل تأكيد، سيتم اتخاذ عملية السبع كذريعة للاعتداء، وهي تعتدي على السكان في أطراف المدن أساسا، اذا الحكومة لم تتدخل بالشكل الصحيح، ولم تكف أيدي هذه الميليشات، سنقبل على تمرد مدني يهودي، من ثم على تمرد مدني عربي، وانا أطرح فكرة وجود لجان دفاع مدنية للدفاع عن مجتمعنا من الاعتداءات المحتملة".
تجييش
ومن جانبة قال المحلل السياسي عصمت منصور: " عملية السبع كانت مفاجئة لجميع الأطراف، لكننا نفهم أسباب العملية، بعد سنين من الضغط وحالة التوتر الذي يتعرض لها سكان النقب، والتجييش المدني اليهودي الذي حصل ضدهم مؤخرا، ومقتل الشاب الهربد برصاص القوات الخاصة، كل هذه العوامل ساهمت وعززت أن يكون هناك رد فعل فردي، والمشكلة أن حكومة إسرائيل لا تأخذ هذه الردود بعين الاعتبار، بل تزيد "الطين بلة" وتشحن الوضع الحالي بردود فعل خانقة وعنصرية تجاه أهل النقب".
وفي سياق التوترات المتوقعة بالقدس وعلاقتها بعملية النقب قال منصور: " عملية السبع أتت في ذروة التحذيرات من توترات شهر رمضان المبارك في القدس، من الوارد بشكل كبير أن تكون هذه العملية فاتحة لتدشين موجة جديدة في القدس، خصوصا مع استمرار هذا الضغط من الحكومة الإسرائيلية، الذي يتعلق بها تصاعد التوترات وانخفاضها بشكل رئيسي".
ومن جانب أخذ عملية النقب كذريعة لتواجد ميليشيا "برئيل" واعتداءها على أهل النقب، عقّب منصور: "أتوقع أن تتخذ هذه العملية كذريعة وحجة للمليشيات اليهودية في النقب، للاعتداء وتصاعد الخطاب التحريضي للمستوطنين ضد أهالي النقب، هذا ما سيزيد الاحتكاك وردود فعل من الطرفين وخصوصا من الفلسطينيين في النقب، الذي سيكون للنزعة الشخصية والكرامة الشخصية دور في خلق رد فعل".
وفي اطار تكرار أحداث هبة الكرامة مرة أخرى أشار منصور: " ليس هناك أحد يقدر على التنبأ بشكل صحيح 100% خصوصا مع هذه المفاجئات، كل العوامل لتأجيج الوضع موجودة على الارض، هتاك مساعي لاحتواء هذا الوضع، مع السلطة الفلسطينية وملك الأردن".
وتابع منصور: " اذا منع المستوطنين من دخول الاقصى وممارسة طقوسهم أتوقع أن يمر شهر رمضان دون توتر، لكن اذا استمرت عنتريات الحكومة الإسرائيلية، واستمر التوترات دون احتواء، فلن يكون هناك مهرب من التصعيد".
[email protected]
أضف تعليق