في بيان خاص طالب المحامي سليمان الطلقات عضو المجلس المحلي عرعرة النقب سابقا باقالة قائد محطة الشرطة في بلدته عرعرة النقب ، وذلك على خلفية احداث العنف وانتشار السلاح في المجتمع العربي .

الطلقات ولدى سؤاله حول الموضوع قال : "للاسف الشديد في الاونة الاخيرة وفي الاعوام الاخيرة في المجتمع العربي بشكل عام وفي النقب بشكل خاص ، ان هنالك نهج غريب وغير مبرر وغير مفهوم ونوع من التهاون واللامبالاة من قبل الشرطة في كل ما يتعلق بموضوع السلاح وموضوع الاجرام وموضوع العنف داخل المجتمع العربي ، بينما يتم التعامل بكل قوة وبكل حزم اذا كان الامر خارج المجتمع العربي، يعني لو كانت هنالك مجرد مخالفة مرورية بسيطة من سائق عربي في شارع في احد الاحياء اليهودية او القرى والمدن اليهودية او ربما سياقة متهورة نوعا ما يكون هنالك تواجد مكثف للشرطة والدوريات المرورية وفرض للنظام وكل ما يتعلق بمكافحة هذه الظواهر ، لكن في المجتمع العربي للاسف الشديد نرى الشرطة موجودة شكليا، وجودها مغيب ولا تهتم ولا تعمل ولا تقوم بأي شيء من اجل وضع حد لظواهر العنف المنتشرة في الوسط العربي ، ناهيك عن قضية السلاح الذي اصبح يشكل وضعا خطيرا جدا جدا ، اليوم السلاح في ايدي اطفال بجيل 10- 15 عاما ،هؤلاء يمسكون سلاح! الى اين وصلنا؟؟ الى اي حد؟ شجار في المدرسة يستعمل فيه سلاح ،شجار في الشارع يستعمل فيه السلاح ، شجار بين الاهل والحي والجيران يستعمل فيه السلاح، يعني اصبح السلاح في متناول يد الجميع!".

احداث 

وعطفا على حديث الطلقات فمن الملاحظ في الاونة الاخيرة ان بعض الجرائم في المجتمع العربي اصبحت ترتكب بيد احداث بجيل 16 عاما ، وهذا الامر يجعل الامور تتعقد اكثر مما هي عليه الان ، فكرة ان يكون القاتل طفلا بهذا الجيل هي انحدار اخلاقي واجتماعي لاقصى الدرجات ، وحول هذا قال الطلقات :" الوضع خطير جدا جدا في كل المجتمع العربي بالذات في النقب ، بالامس كان هنالك اعلان من قبل عدد من رؤساء السلطات المحلية في المجتمع اليهودي ونشطاء يهود ، عن تشكيل وحدة تسمى بارئيل ، للحراسة والحماية والامن ، هذا الامر بالتأكيد مرفوض اطلاقا من قبل المجتمع العربي ، لان هذه الوحدة سوف تقوم بكل صراحة بالتنكيل والاعتداء على ابناء المجتمع العربي في النقب ، ولكن من جهة اخرى نرى فيها نوعا من حجب الثقة والتذمر من غياب الشرطة بشكل عام عن كل ما يتعلق بالمجتمع العربي ، لذلك نحن نقول اليوم بكل مرارة وهذا ليس فرحا او شماتة وانما الحقيقة بانه انقلب السحر على الساحر ، لانه على مدار سنوات الشرطة والسلطات الامنية كانت تتهاون مع موضوع الجريمة والسلاح في المجتمع العربي وتقول سلاح مع العرب يقتلون بعضهم البعض بمشاكل داخلية والامر لا يعنينا ،ولكننا اليوم نرى ان السلاح وصل الى ايدي جماعات الاجرام من كل البلاد ، ونحن نرى ونسمع كل يوم عن احداث عنف واخلال بالنظام في كل البلاد ،لذلك اليوم تعالت اصوات القيادات والسلطات المحلية في الجنوب للمطالبة بحماية النقب بادعاء ان البدو استولوا على النقب وبدؤوا ينتهجون نظام الاجرام المنظم وما الى اخره ،رغم اننا حذرنا قبل عشرات السنوات ن ظاهرة السلاح في المجتمع العربي خوفا من تفاقمها وما حذرنا منه قد حدث بالفعل ، قلنا ان السلاح لا يفرق بين عربي ويهودي او مواطن او زائر ، لذلك نحن نقول ان على الشرطة الكف عن هذا النهج، لان التغاضي نهج خطير والتهاون مع الاحداث والمشاكل في المجتمع العربي ستجعل الامر اكثر صعوبة ".

دور المجتمع 

حول دور المجتمع العربي في والتصدي لمظاهر العنف فيه يقول الطلقات :" نحن لا نستطيع ان نقوم بجمع السلاح من مجموعات الاجرام هذا دور الشرطة ، ولا تكفي المطالبات باقالة قائد محطة عرعرة النقب ، انا كانسان اعمل في مجال التربية والتعليم منذ سنوات طويلة حوالي 25 هاما وكنت قائما باعمال رئيس المجلس المحلي ، فنحن نقوم باعمال توعية على كافة الاصعدة ونحاول وندعوا الى الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الطيبة ونبذ العنف ، وهنالك الكثير من الجهات العاملة في البلدة تقوم بالعمل على التوعية والارشاد ، وهذا من واجبنا كمجتمع ، ولكن ايضا من واجبنا وضع الاصبع على الجرح نفسه ومطالبة الشرطة بالقيام بواجبها على اكمل وجه في المجتمع العربي كجهات رسمية ، ولكن الامر ابعد من ذلك واخطر لاننا تخطينا مرحلة كبيرة فيما يتعلق بالسلاح في المجتمع العربي والاجرام والقتل والشجارات العائلية ونحن لا نرى وجود للشرطة والاجهزة الامنية للتصدي لهذا الوضع".

وتابع الطلقات قائلا: "اوهمونا في السابق بأن إقامة محطات للشرطة في القرى والبلدات العربية سوف يوفر الأمن للمواطن وسوف يقضي على العنف، ولكن اتضح العكس! حيث تحولت القرية إلى ثكنة عسكرية وتفاقمت ظاهرة ترويج السلاح وظواهر غريبة أخرى!، الشرطة فشلت فشلاً ذريعا بالقيام بدورها وعليه نطالبها بتحمّل مسؤولياتها بما في ذلك نطالب بتغيير جذري للنهج القائم على رأس هذا المطلب إقالة قائد محطة الشرطة في عرعرة النقب".

يذكر ان الشرطة في الاونة الاخيرة لا تحاول حتى فض اي شجار في البلدات العربية في الجنوب، وغالبا لا تصل الى موقع الشجار او اطلاق النار نهائيا ، الا اذا وصل الامر لوجود قتيل او جريح بحالة خطيرة وحينها يكون تدخلها شكليا بحتا!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]