اثارت زيارة الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا والاستقبال الفخم من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ردود فعل عبرت عن غضب واستياء شديدين في الشارع الفلسيطيني.
الطرف التركي وصف الزيارة بـ"التاريخية " وقد تم خلالها الحديث عن تعزيز التعاون الاقتصادي والتعاون بمجالات أخرى بينها حتى الدفاعية!
الناشط الفلسطيني، سليمان جابر قال معقبًا:" ليعلم العالم جميعاً أن لا عدو ولا صديق دائم في السياسة، وتطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال وتركيا منذ سنين، وأوّل دولة إسلامية اعترفت باسرائيل دولةً هي تركيا عام 1949، أي بعد عامٍ من النكبة".
وأضاف جابر عن دور آردوغان وكلماتهِ المنمقة للإعلام والكذب الذي يتفوه به دائمًا حول تعاطفهِ مع القضية الفلسطينية أنه لم تكن إلّا محاولات استهلاك إعلامي ليكسب الرأي العام فحسب.
"وكما ان تركيا مند عقود لا يهمّها إلّا مصلحتها، وكنت متوقع لهذه الخطوة لما سبقها من تطبيع العلاقات مع الإمارات لإنقاذ الليرة التركية من الانهيار. ولو عدنا للتقارير الصحفية لأي موقع مهتم بجمع الاحصائيات، لرأينا حجم التبادل العسكري والتجاري الكبير بين تركيا ودولة الاحتلال".
وختم حديثة بأن تركيا ما هي إلّا كيان يحاول بسط نفوذه على حساب أي دولة أو قضية تقف بطريقه مهما كان الثمن، ولا نستبعد تطبيع علاقات بين آردوغان والرئيس السوري بشّار الأسد إن لزم الأمر وصبّت المصلحة على ذلك حتّى لو على حساب اللاجئين السوريين، فلا نستغرب شيء من آردوغان لأنه كعادته يحبّ اللعب على جميع الحبال والرقص على السلّم".
تقديم المصالح
وفي سياق متصل، قال الكاتب والأديب عصري فياض: "تركيا التي انفصلت عن المنظومة العربية الاسلامية منذ بداية القرن الماضي سعت دائما لتقديم مصالحها على حساب المباديء التي كانت تحملها والتي كانت ركيزتها الدين الاسلامي من هنا دخلت في القومية المتعصبة والكاره للعرب، حتى بداية التسعينيات وما جرى من تبديل وتغيير طفيف على النمط الديمقراطي التركي بعد فترة من حكم العسكر،فظهر ما يسمى بالمد الاسلامي الذي بدأه عالم الهندسة العسكرية نجم الدين اربكان الذي تراس حزب الرفاه التركي وقاد الحكومة التركية والذي كان يطلق شعار تحرير القدس وبعد هذا الشعار بشهر استقبل شممعون بيريس وزير خارجية اسرائيل.من هنا نقول أن القوالب الاسلامية التركية قوالب ليبرالية تحكمها المصلحة ولا تسيرها المباديء،اليوم تركيا تستقبل هيرتسوغ رئيس دولة "اسرائيل"،وهذا بحد ذاته امتداد لذلك التوجه ولن نجد مستقبلا في تركيا أي حزب يدعي الاسلام يتخذ موقفا من " اسرائيل" من الناحية المبدئية".
"فتطلع تركيا هو الاندماج في المنظومة الغربية والاوربية بالذات وما ازمة اوكرانيا الا فرصتها التي ستكون فيها قريبة من اوروبا،وطامحة لان تكون ضمن الخارطة الاوربية السياسية والاقتصادية بعد ان قطعت تذكرة الانتماء للاطلسي منذ فترة طويلة".
وأضاف: "لذلك سنشهد تقارب بينها وبين اسرائيل لان اهم اهدافها هو الوصول لذلك الهدف والعلاقة مع اسرائيل هي من اقصر الطرق لذلك الهدف وهو الانصهار في البوتقة الاوروبية، هذا سيجعلها في تناقض بين طومحها في الانتماء لليورو سياسيا واقتصاديا وبين حلمها العثماني في قيادة وسيادة العالم الإسلامي .ومن هنا ندرك اهمية تعارض هذين الطرحين، فهل تنجح تركيا في الفوز بالامرين معا بتقديري لا بل ستكون اقرب لنزاع بين جوهرين متناقضين تمامًا".
[email protected]
أضف تعليق