بمناسبة يوم المرأة العالمي (8.3.2022) قدم الشيخ الدكتور رافع حلبي، محاضرة بعنوان: ما وراء الحضارة، للنساء من العائلات الثكلى في البيت الدافئ، هذا البيت الذي جمع تحت سقفه أرامل وسيدات مجتمع للقاءات أسبوعية دورية من أجل تعزيز مكانة المرأة والسيدة في المجتمع، ومحاولة لإيجاد حلول لمشكلات تخص هذه المجموعة على يد المبادرة لإقامة هذا النادي السيدة زكية عواد حلبي، وغالبًا تنتهي المشكلات بحلول مناسبة لأفراد أسرهن الكريمة.

فكرة هذا العمل الجماهيري الذي يتخطى الكثير من الحواجز بدأت على يد المبادرة السيدة زكية في العام 1993 حيث كانت اللقاءات الدورية تقام في بيوت المنتسبات لهذه المجموعة، وتطورت الفكرة لتصبح حقيقة من حياة هذه الأسر وانضم إليها نساء وسيدات من القريتين دالية الكرمل وعسفيا.

المحاضرة شملت شرحاً عن تطورات العصر التقنية على جميع الأصعدة, وما سيواجه الإنسان من تقنيات في الثورة الفكرية الصناعية الخامسة، وأشار الشيخ د. رافع لقضية اندماج الطائفة المعروفية الدرزية بهذه الحضارة الجديدة وتطورات العصر، وكيف يمكن دخولها كطائفة صغيرة في مجتمع عالمي كبير لعالم المستقبل في ظل استمرار المحافظة على خصوصيتها وذاتها من دون الإساءة لمنظومتها الاجتماعية وعاداتها وتقاليدها.

تحدث الشيخ د. رافع في محاضرته : " هذه المجموعة النسائية الطيبة ستنقل للأبناء والبنات والأحفاد والأقرباء، فكرة هذا التطور السريع، فعالمنا مر في الأربع مئة عام الأخيرة بأربع ثورات فكرية علمية وصناعية، ونحن الآن على عتبة الثورة الخامسة، وهذا المستقبل الذي يدخلنا إلى عالم التقنية العالية المطورة سيغير وبسرعة البرق الكثير من الأمور الهامة في المجتمع العالمي ومن الطبيعي ستتأثر طائفتنا التوحيدية الدرزية بهذه التطورات، وربما هذه التطورات قد تدفع بأخطار كثيرة نحو عالمنا البشري البسيط، وستكون هذه الأمور أخطر بكثير من الأفكار التطرفية الدينية في الحركات والتنظيمات المتطرفة دينياً والتي جلبت على مدار قرون من الزمن دماراً على عالمنا والبشرية جمعاء، وعلى الإنسان تقوية ميزة التكيُّف السريع لتلبية المتطلبات الجديدة لسوق العمل مثلاً، أو لاكتساب مهارات حياتية جديدة، حيث الوظائف المتعددة تتطلب قابلية أكبر للتعلم والتواصل وتأدية مهام متعددة فطوفان الثورة الصناعية الرقمية يلوح في الأفق وبات على الأبواب، آملاً أن لا يضر هذا المستقبل التكنولوجي التقني المتطور بطائفتنا الدرزية بشكل خاص وعالمنا بشكل عام ".

تحدثت السيدة زكية مديرة البيت الدافئ، عن سرورها الكبير وفرحها بالوصول إلى تحقيق جزء من تطلعاتها وأحلامها من أجل خدمة هذه الشريحة الأهم من أفراد مجتمعنا، وشرعت في دعم الأرامل والسيدات من أجل الخروج من بيوتهن للعمل ودعم مكانتهن الاجتماعية لمتابعة مسيرة الحياة بالرغم من كل الأمور الصعبة التي يمرون بها بغياب رب الأسرة، ولقيت هذه المبادرة الإقبال عن الكثيرات من نساء القريتين. كما وشكرت الشيخ د. رافع حلبي على هذه المحاضرة القيمة، وشكرته باسم الحضور على تقدمته لهدية متواضعة لجميع المنتسبات للبيت الدافئ، وشكرت السيد سامي حلبي على استضافة النساء في قاعة الهستدروت، وشكرت وقفة رئيس المجلس المحلي السيد رفيق حلبي إلى جانب عضوات النادي عن طريق السيد فهمي حلبي مدير وحدة الإجراءات الشرطية البلدية ورئيس لجنة موظفي المجلس المحلي ومكتب الخدمات الاجتماعية، على كل ما يقدمون للبيت الدافئ من مساعدات ودعم، على كل الأصعدة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]