تزداد يومًا بعد آخر وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدف إلى تهويد كامل مساحة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، بعد السيطرة على أكثر من نصفه خلال السنوات الماضية.
وتحل هذه الأيام الذكرى الـ28 للمجزرة التي ارتكبها المستوطن المتطرف "باروخ غولدشتاين" داخل المسجد الإبراهيمي، حين اقتحم الحرم منتصف رمضان عام 1994 وبدأ بإطلاق النار على المصلين الذين كان عددهم زهاء 450 فلسطينيًا، موقعًا 29 شهيدًا منهم برصاصه الغادر.
وقال مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة، في حديث لوكالة "صفا"، إن الاحتلال يحاول فرض سيطرته الكاملة على الحرم عقب تقسيمه واحتلال نحو 60% من مساحته، والإبقاء على 40% من مساحته للمسلمين.
وبعد السنوات الطوال على وقوع المجزرة يمنع الاحتلال رفع الأذان في الحرم ما بين 500 و600 مرة في العام الواحد، ويغلقه كاملا في الأعياد اليهودية أمام المسلمين، ويسمح للمستوطنين بإقامة الحفلات والمناسبات.
وأوضح أبو سنينة أن سلطات الاحتلال تمنع رفع أذان المغرب في المسجد يوميًا منذ تاريخ المجزرة ولغاية اليوم، بالإضافة إلى منع أذان العشاء يوم الجمعة، وأذان الفجر والظهر والعصر والمغرب يوم السبت.
وبيّن أن قوات الاحتلال تستمر في مصادرتها للأراضي المحيطة بالمسجد، والتي تعود ملكيتها للأوقاف وتعمل على تجريفها منذ ستة أشهر لصالح بناء مسار سياحي ومصعد للمستوطنين.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال فتحت قبل نحو أسبوع حفرة جديدة بالقرب من سور القلعة المجاور للمسجد، ونصبت خيمة فوقها.
وأشار إلى انتهاك حرمة المسجد بإقامة حفلات تلمودية داخل القسم المسلوب منه، في محاولة لفرض واقع جديد عليه.
وقال أبو سنينة إن الاحتلال ما زال جاثمًا في المسجد ويحاول فرض سيطرته الكاملة من خلال نصبه للبوابات الإلكترونية والحواجز العسكرية التي تتحكم بوصول المصلين إلى المسجد وتتعمد تفتيشهم وإذلالهم.
وأضاف أن الاحتلال من خلال ممارساته لا يلقي بالاً لقرار اليونسكو بإدراج المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة على لائحة التراث العالمي، ويعيق وصول الطواقم المختصة في ترميم المسجد ويفتش لوازمه بدقة عالية ولغاية ساعات على حواجزه العسكرية.
وعمدت سلطات الاحتلال إلى تقسيم البلدة القديمة في الخليل ومحيطها إلى 4 أقسام، وهي منطقة خضراء يسمح للفلسطينيين التحرك فيها، وأخرى زهرية يسمح للفلسطيني بدخولها سيرًا على الأقدام بعد تفتيشه على الحواجز والبوابات الإلكترونية، وثالثة صفراء يدخلها الفلسطينيون من سكان المنطقة فقط، ورابعة حمراء يمنع على الفلسطينيين دخولها وهي تشكل ما يقارب 15% من مساحة المنطقة.
وفي محيط الحرم الإبراهيمي، خصصت سلطات الاحتلال مناطق وطرقًا للمستوطنين حيث تمنع الفلسطينيين من استخدامها أو الاقتراب منها، إضافة إلى إغلاقها لشارع الشهداء الذي كان يضم قرابة 1800 محلا تجارياً لتتحول هذه المدينة التي كانت من أغنى مناطق الخليل التجارية إلى أفقرها.
وتمنع قوات الاحتلال باستمرار طواقم لجنة إعمار الخليل من استكمال أعمال الصيانة والترميم في المسجد.
وأفاد رئيس لجنة إعمار الخليل عماد حمدان في تصريح سابق لوكالة "صفا" بأن الاحتلال يواصل تضييقه على أعمال اللجنة في المسجد ومحيطه، موضحًا أن الحواجز لا تسمح إلا بمرور عدد محدود من العاملين في بعض الأوقات بالإضافة إلى عدم السماح بمرور المواد والمعدات اللازمة لأعمال الصيانة.
وقال حمدان إن "جنود الاحتلال يجبرون عمال اللجنة على إفراغ أكياس الرمل على الحاجز وإعادة تعبئتها مرة أخرى بزم الدواعي الأمنية".
وبين أن اسرائيل لا تسمح لأي عامل جديد بالدخول إلى المسجد إلا بعد جولة طويلة لتدقيق بياناته وفحصها.
وأشار إلى أن الاحتلال يضيق على أعمال اللجنة بمحيط المسجد والبلدة القديمة، ويمنعها من صيانة وترميم أسطح بعض المحال التجارية ومنازل معرضة للانهيار.
المصدر: صفا
[email protected]
أضف تعليق