لم يصل أي فنان كوميدي فلسطيني إلى العالم العربي بأكمله كما فعل عماد فراجين، فابن رام الله، الذي برز في مسلسل "وطن ع وتر" الكوميدي الناقد منذ عام 2009 وحقق نجاحات كبيرة، خصوصًا في السنوات الأخيرة بعد التطور الذي طرأ على المشروع ونقل تصويره إلى الأردن، نجحت أعماله بدخول كل البيوت تقريبًا في بلاد الشام وفي كافة الدول العربية.

أجرينا حوارًا مع عماد في الناصرة، في مكان اقامته بفندق "ليغاسي" الذي لا بدّ أن نشكر إدارته على استقبالنا لإجراء اللقاء، وقد تحدث عن أعماله، وعن محبة الناس له، ومحبته لشعبه ولأهله في الداخل بشكل خاص، وأمور أخرى.

السر في هذا النجاح

بدأ عماد حديثه مجيبًا على سؤال حول السر في شعبية أعماله وتعلّق الناس بها، والشباب بشكل خاص بقوله "السر هو ببساطة أن هذه الأعمال تتحدث عن واقعنا بصراحة ودون أي مواربة، وتخاطب الجميع ببساطتها، فيشعر المرء كأن المسلسل يتحدث عن قصص تحصل معه في البيت، والفضل في هذا أيضًا يعود إلى اختيار المواضيع والمواقف التي نعرفها وتحصل مع أهلنا ومجتمعنا، وبالحرص على متابعة ومواكبة كل جديد والتطرق له، ناهيك عن تواصلنا مع الناس بشكل يومي، وهو أمر مستمر منذ 13 عامًا".

وعلى سؤال حول كون شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية بشكل عام، مرت وتمر بظروف صعبة ومحزنة، وهل على بأن شعوبنا تبحث عن الكوميديا كمنفذ للراحة ونسيان الواقع، أجاب فراجين: "في الاعمال الكوميدية رسالة تهدف في الأساس إلى التنفيس عن الناس وتفريغ همومهم، يجب على المرء أن يفهم أن الابتسامة والضحكة ضرورية كي يستمر الأمل فينا، فنحن شعوب تعيش مثل باقي الشعوب حتى لو كانت ظروفنا صعبة، نضحك ونبكي، وهذه أمور مطلوبة، أنا شخصيا أكثر من مشاهدة الأعمال الكوميدية، أعمال فنانين آخرين وأعمالي، لأني أشعر أحيانا أني بحاجة إلى الابتسامة".

الفنان المفضل لعماد فراجين

عن الفنانين الآخرين، يقول فراجين أنه يحب أعمال الفنان الراحل أحمد زكي رغم أنه ليس فنانًا كوميديًا، وتابع "عادل إمام ومحمود عبد العزيز من الفنانين المفضلين لدي، ناهيك عن مجموعة من الفنانين الشباب المميزين من مسرح مصر، واعترف أن مصر هي ملهمة لشعوبنا بفنها، فهي أم الدنيا وأم الفن".

الانتقادات بسبب بعض الشتائم

وتابع عماد فراجين متحدثًا عن أعماله وبعض الانتقادات التي تتعرض لها أحيانا: " من الأمور المهمة بالنسبة لي، أن يفهم الناس أن الأعمال الكوميدية تحتاج لسعة صدر، لأن نتفهم استخدام بعض المصطلحات أحيانًا، فبدونها نحن نفرغ العمل من الكوميديا، فالعمل الكوميدي هو تجسيد للواقع، بشتائمه ونهفاته والأحداث التي تحصل فيه، مع الحفاظ طبعًا على حدود الأدب والأخلاق".

الطاقم

وعن الطاقم الذي معه يقول عماد "هذه الأعمال لم تكن تنجح لولا الطاقم المهني والرائع، في البداية كنا طاقمًا صغيرًا، أنا والزميل محمد الطيطي وبعض الزملاء، ولكن مع توسع وتطور العمل، كبر الطاقم، وباعتقادي نحن نكمل بعضنا البعض ونجعل العمل يحقق النجاح المطلوب، اليوم العمل صار اتجاهه نحو العالم العربي، وكل قصة تحتاج عدد ممثلين اكبر من الذي كانت تحتاجه القصص في السنوات الأولى من العمل، ونحن نفتخر بهذا، نفتخر بأن عملًا كوميديًا بلهجتنا الفلسطينية يصل الآن إلى العالم العربي ويحقق نجاحات كبيرة وطبعًا مؤخرًا مع تطور العمل انضم إلى الطاقم عدد من الزملاء الأردنيين وصار عملًا مشتركًا، ولكن في الواقع لا أرى أي فروق بين الأردني والفلسطيني، هي ذات العادات وذات القصص وذات اللهجات والنهفات، نحن شعب واحد".

"كفوف" محمد الطيطي

وحول الفنان محمد الطيبي والصفعات التي يستخدمها والذي قال مرة أنها حقيقية، يقول فراجين :" صحيح، هي صفعات أغلبها حقيقية، وهذا جزء من نجاح العمل الكوميدي، في البداية كنت أضربه أكثر ومؤخرًا هو يضربني أكثر، بلا شك يكون وقع الصفعة في التمثيل أقل من صفعة في الواقع، كون الممثل يحضر وضعية وجهه لتلقيها، ولكنها حقيقية، ولكن أؤكد لكم أن الموسم القادم لن تكون فيه صفعات، فش كفوف، ربما كف واحد فقط".

التصوير في الأردن

وعن تصوير الأعمال في الأردن بالسنوات الأخيرة، يقول فراجين : "نقل التصوير والعمل إلى الأردن يعود لأسباب إنتاجية، فالامكانيات أكبر في الأردن مع تطور العمل وفي الأردن لا يشعر الفلسطيني أنه في غربة، ناهيك أن الأردن هي بوابتنا كفلسطينيين لكل العالم العربي، وأنا شخصيا تزوجت وانتقلت إلى العيش في الأردن".

وعن دور وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات في نشر أعماله، يقول فراجين: "هذه المنصات ساهمت بشكل كبير جدًا في نشر أعمالي، الهاتف اليوم أقوى من التلفزيون، والأعمال وصلت إلى كل الناس بفضله، ولكن تبقى للتلفزيون أهميته وضروريته، خصوصًا في شهر رمضان".

الأعمال القادمة

وعن الأعمال القادمة، أكد فراجين أن وطن ع وتر مستمر في موسم جديد في رمضان القادم، عن طريق شركة الإنتاج نفسه آي سي ميديا، والتي من خلالها هنالك حديث عن مشاريع جديدة في أبو ظبي قريبًا بإذن الله".

رسالة إلى الداخل

وأخيرًا، وجه فراجين رسالة إلى أبناء شعبه في الداخل: "أنا مهتم جدًا بجمهوري من أبناء شعبي في الداخل وبتواصل دائم معهم، وهذه المرة صورنا اعلانًا لشركة بلو التي أنا من عائلتها منذ سنوات، وأي شيء استطيع أن أساهم به من أجل شعبنا في الداخل سأكون دائمًا على استعداد، كما وأني على استعداد مستقبلًا بدعم المواهب الشابة ومحاولة مساعدتها".

ووجه فراجين رسالة مصورة عبر موقع "بكرا" ، في وقت مبكر من اليوم السبت، دعا من خلالها لمتابعة هذه المقابلة المكتوبة مؤكدًا حبه واعتزازه بأهل الداخل وتقديره الكبير لكافة متابعيه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]