حذر الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، من تداول وتوزيع كتاب الخرائط الذهنية لجزء عم ، لما يتضمن من مخالفات شرعية عدة، وقد أصدر المفتي فتوى بالخصوص، هذا نصها:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
فالخرائط الذهنية المستخدمة في حفظ القرآن أنواع متعددة، بعضها يقتصر على عرض الأفكار، ومعاني الآيات، من خلال التقسيم الموضوعي، وبعضها تستخدم فيها رموز وتصاوير لمضامين لآيات، أو لكلمات مذكورة فيها، مع محاولة ربطها ببعض.
ولا حرج في التقسيم الموضوعي للآيات وأفكارها، فهي من قبيل التفسير لها، أما الطريقة الأخرى التي تعتمد على رموز وتصاوير، فيترتب عليها محاذير عدة، منها:
أ. إشغال القارئ عن التدبر في معاني الآيات.
ب. اختزال معنى الآية في الرمز المنوط بها.
ج. الخشية من أن يفضي ذلك إلى طباعة المصحف مذيلًا بهذه الرموز.
د. صرف القارئ عن الإعجاز اللغوي البلاغي في آيات القرآن الكريم، والذي من أجله أنزل الكتاب.
هـ . التعبير عن معاني الآيات بصور أو تصاوير بعيدة عن معناها، أو تناقضها، أو توقع في الزلل والخطأ.
فلا تجوز الإشارة إلى آيات القرآن الكريم برموز وتصاوير، إلا بإقرار من جهات علمية وشرعية معتمدة.
وبالنسبة إلى كتاب (الخرائط الذهنية لجزء عم)، فقد تضمن مخالفات كثيرة باعتماده على تفسير الآيات برموز وتصاوير لم تخل من المحاذير التي تمت الإشارة إليها أعلاه، وبخصوص الفتوى الملحقة بالكتاب فلم تتعرض إلى حكم تفسير القرآن بالرموز والتصاوير، وإنما أباحت التقسيم الموضوعي مع مراعاة ضوابط شرعية، مثل: علم القائم على هذه الخرائط بكتاب الله، ومعرفته بالتفسير الموضوعي، وإتقان اللغة العربية، والاطلاع على أقوال المفسرين.
وعليه؛ فينبغي التحذير من تداول وتوزيع كتاب الخرائط الذهنية لجزء عم، وينبغي الاستغناء عن هذه الطريقة بوسائل حفظ القرآن الأخرى، لا سيما التي تعتمد على تفسيره المستقى من مصادر التفسير ومراجعه الموثوقة، والله تعالى أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
[email protected]
أضف تعليق