يعقد في حيفا يوم غد، الأربعاء، مؤتمر"هآرتس" وبلدية حيفا لمجتمع مشترك، الذي سيحمل عنوان "وإسا لوين / ועכשיו לאן?"

ومن المتوقع مشاركة كبيرة في هذا المؤتمر الذي سيناقش وباء الكورونا، أحداث شهر أيار، والحكومة الجديدة، وآفة العنف والجريمة المُنظّمة، كل هذه الأحداث، التحديات وغيرها على المستوى القطري، المحلي والمدني ،سيناقشها مؤتمر "هآرتس" وبلدية حيفا للحياة المُشتركة، كل هذا من اجل الإجابة على السؤال البسيط؛ "وإسا لوين/לאן עכשיו?"

ويبرز من بين المشاركين في هذا المؤتمر ميسم جلجولي من مؤسسة أمهات من اجل الحياة التي تحدّثت عن أهمية عقد مثل هذا المؤتمر، وعن اهمية الشراكة العربية اليهودية في مواقع اتخاذ القرار .

وقالت ميسم جلجولي في حديثها لموقع بكرا:"مؤتمر هآرتس يعقد بعنوان "وإسا لوين" ومن هنا تكمن اهميته، فقد آن الآوان ان نسأل عن ماهية الشراكة العربية اليهودية، وان تسلط الاضواء على ماهية هذه الشراكة، التي يجب ان تكون مبنية على اساس المساواة التامة والايمان المطلق بأهمية الشراكة في مواقع اتخاذ القرار، في كل ما يتعلق بالمجتمع الفلسطيني في البلاد.

النضال المشترك هو هدف سامي من اجل تغيير السياسات الحكومية.

وأضافت:" نحن في منتدى امهات من اجل الحياة ومن اليوم الاول عملنا من أجل الشراكة اليهودية العربية في موضوع مكافحة الجريمة، الجريمة والعنف هي ليست مشكلة مجتمعنا بل هي مشكلة المجتمع كله- عربا ويهوديا والنضال المشترك هو هدف سامي من اجل تغيير السياسات الحكومية.
قبل الانتخابات الاخيرة بادرنا الى مظاهرة كبيرة في لب تل ابيب من اجل تعزيز العمل المشترك في في مكافحة الجريمة، وفي وكل نشاطاتنا مشتركة.

تهم عنصرية ومسيئة ضد مجتمعنا

واردفت:" العلاقات بين العرب واليهود تأزمت في فترة الكورونا، وكان هناك الكثير من التهم العنصرية والمسيئة ضد مجتمعنا بالرغم من ان الطواقم الطبية العربية عملت ليل نهار من أجل سلامة المرضى.

واحداث ايار فاقمت الوضع حيث شهدنا اعتداءات لم نشهد لها مثيل خاصة على اهلنا في اللد والرملة وحيفا.

تطور العنف والجريمة

واسهبت :"لكن الكثير من العرب واليهود وبشراكة تامة وقفوا سدا منيعا ضد العنصريين والمحرضين لذلك عندي ايمان كبير باهمية العمل المشترك.

من المهم بمكان ان نقرأ النطاق الاوسع للعنف والجريمة، والتي تطورت في السنوات الاخيرة من جريمة منظمة، ومجموعات تبنت الجريمة نمط حياة فقط، الى دخول نمط الجريمة وسياقاته كنمط لمجموعات اضافية داخل مجتمعنا، أخذت تتبنى استعمال افعال عنف وجريمة لحل ازماتها ومشكلاتها. ان هذا التطور يفرض تعاملا اضافيا بجانب التعامل الجراحي لمنظمات الاجرام، ولذلك سيرورة الخروج من هذه الازمة سيحتاج جهدا أعمق، وأوسع ولفترة زمنية اكبر. ونوع التطور الاخير بحاجة الى فعل اجتماعي وترتيب البيت الفلسطيني في مجتمعنا بشكل يضمن جعله مقتدرا على مواجهة الازمة وأعطاء اجوبة لتحديات تفرضها التغييرات الاجتماعية والاقتصادية وخصوصا لدى الشباب والشابات.

الازمة خلقتها سياسات الدولة

وقالت:" هذه الازمة خلقتها سياسات الدولة، التي وضعتنا بشكل مزمن على هامشها وأبقت الازمات تتفاقم، ولكن من الخطأ ان نعوّل عليها وكأن الحل بيدها وفقط بيدها. في هذه المرحلة الحرجة علينا ان نقوم باوسع وأضخم عملية تنظيم وبناء مجتمعي ممكن تستفر به كل المقدرات لدينا. فقط جهد بهذا الشكل سيشكل الكتلة المانعة لتوغل الاجرام داخلنا.

ولعل من هنا علينا ان نقرأ مخططات الدولة بأنها بالمحصّلة النهائية، لا تبني اسس مجتمع، ولكنها تبقي اقتصاده استهلاكيا اتكاليا وتبقي مجتمعنا ناشطا داخل اقتصاد المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي ابقاء عملية افراغ مجتمعنا من مقدراته وقدراته مستمرة. بدون عملية بناء اقتصاد ومؤسسات داخل مجتمعنا تستقطب جزءا جديا من هذه القدرات فاننا سنبقى مجتمعا عاجزا.

ما زال فعل الدولة يتسم بمنطق الحملات وليس منطق العمل الممنهج والمتواصل

واختتمت:" بعد كل هذا فانه هناك ايجاب في المخطط الحكومي وان كانت به ثغرات جدية ومن الممكن اذا واصلت الحكومة العمل وبشكل صادق ان تكون سنة 2022 سنة انفراج ما، وانا لا اتوقع أمرا راديكاليا بعملها ونتائجه. ما زال فعل الدولة يتسم بمنطق الحملات وليس منطق العمل الممنهج والمتواصل.

الامر الاخير وهو تنبيه لمجتمعنا: هناك محاولة وهي تنجح في النقب للركوب على ألم مسألة الجريمة لتمرير مخططات عنصرية لها ابعاد لا تخدم مجتمعنا. اعلاميا اسرائيلا بدأ بشكل واضح تصوير الحالة بأن الجريمة لها سياق قومي عربي ضد الدولة ومواطنيها اليهود. هذا سياق اذا ما استمر له اسقاطات علينا يتعدى الجريمة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]