رجل دون مأوى شوهد خارج محل بقالة في وسط مدينة القدس، 15 ديسمبر، 2021 (Olivier Fitoussi / Flash90)
كشف مسح جديد صدر هذا الأسبوع أن أكثر من 2.5 مليون إسرائيلي يعيشون في فقر، من بينهم أكثر من 1.1 مليون طفل، و932 ألف أسرة أخرى تعيش في حالة ضائقة اقتصادية. من بين الأسر البالغ عددها 932 ألف أسرة (31.6% من جميع الأسر في إسرائيل)، أضيفت 233 ألف أسرة الى هذه الفئة في عام 2021، حيث كانت العائلات تكافح مع أسوأ الآثار الاقتصادية لوباء كورونا المستمر.

وفقا لآخر تقرير صادر عن منظمة المساعدات الإسرائيلية “لاتيت”، فإن إضافة 233 ألف أسرة إلى فئة المعرضين للخطر – المعرّفة على أنها أعلى بقليل من خط الفقر ولكنها تواجه صعوبات كبيرة – أدت إلى رفع نسبة تلك الأسر إلى 23.6%، ارتفاعا من 14%. في بداية الأزمة الصحية العالمية ذكر التقرير إن هذه الأسر تنتمي إلى “الطبقة الوسطى الفقيرة”.

وأظهر التقرير أن 651,900 أسرة (22.1%) تفتقر إلى الضروريات مثل السكن والتعليم والرعاية الصحية والغذاء، وبالتالي تعتبر على أنها تعيش في فقر. في حين أن النسبة أقل مما كانت عليه في عام 2020، عندما وجدت “لاتيت” أن 29.3% من الأسر كانت في حالة فقر، قالت المنظمة يوم الثلاثاء عندما كشفت عن دراستها السنوية أن الأرقام “لا تزال مرتفعة”.


إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصريةآلتسجيل مجانا!
وأشار التقرير أيضا إلى أنه على مدار عام 2021، العام الثاني للوباء في إسرائيل، تقلصت الأسر التي تعتبر من الطبقة المتوسطة إلى 48.3% من 58.3% قبل الوباء.

تعمل “لاتيت” على مكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي وتدعم 70,000 أسرة محتاجة سنويا عبر شبكة من الجمعيات الخيرية. يقدر تقرير المنظمة أن حوالي 630 ألف أسرة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك حوالي 300 ألف أسرة تعاني من انعدام الأمن الغذائي بدرجة شديدة. وتضم تلك الأسر ما يقارب من 800 ألف طفل دون سن 18 عاما.

تم تعريف انعدام الأمن الغذائي على أنه عدم القدرة على ضمان الإمداد المستمر بالأغذية التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للنمو السليم والصحة. في حين أن ذلك قد يؤدي إلى سوء تغذية، إلا أنه ليس نفس الشيء. في الواقع، يعتبر الأمر سبب رئيسي للسمنة ويرتبط ارتباطا وثيقا بالمرض وزيادة التعرض للأمراض.

وفقا للمنظمة، أفادت 77% من الأسر التي تطلب المساعدة التي شملتها الدراسة أنه لم يعد لديها ما يكفي من المال لشراء طعام كاف، حيث يشهد أكثر من نصف الأسر التي لديها أطفال رضع في المنزل أنه يتعين عليهم في بعض الأحيان التخلي عن شراء حليب الأطفال. كان على أطفالهم إما أن يفوتوا وجبات الطعام أو يكتفوا بحصص أقل من الكميات الموصى بها من المتخصصين الصحيين. مع الأطفال الأكبر سنا، قالت 45% من الأسر إن الأطفال أيضا اضطروا إلى تفويت وجبات الطعام أو تناول كميات أقل في كل وجبة.


المتطوعون مع جمعية “لاتيت” الخيرية يشترون المواد الغذائية الأساسية لتوزيعها على الفقراء. (مجاملة، لاتيت)
كانت هذه العائلات تنفق ما معدله 8405 شيكل (2664 دولار) شهريا على جميع احتياجاتها، بينما بلغ دخلها الإجمالي 5117 شيكل (1622 دولار). وقال ما يقارب من 65% منهم إن ديونهم زادت نتيجة للأزمة، مقارنة بما يزيد قليلا عن 25% من عامة السكان.

يعتمد تقرير الفقر الوطني في إسرائيل على الدخل وحده، لكن تقرير “لاتيت” البديل للفقر يقيس الفقر وفقا للأسر التي تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية مثل الإسكان والتعليم والرعاية الصحية والأمن الغذائي والقدرة على تغطية تكاليف المعيشة.

إن أرقام انعدام الأمن الغذائي في “لاتيت” أعلى من تلك المقدرة من قبل مؤسسة التأمين الوطني، التي سجلت حوالي 513 ألف أسرة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، مع 252 ألف أسرة تعاني من اجهاد شديد.

أجرت مؤسسة التأمين الوطني آخر مسح لانعدام الأمن الغذائي في عام 2016 ونشرت تقريرها الأخير عن الفقر في عام 2019، بناء على بيانات عام 2018. قيل أنها تجمع بيانات جديدة عن الأمن الغذائي بهدف نشر تقرير محدث.

كما ذكرت التايمز أوف إسرائيل سابقا، تتحمل المؤسسات الخيرية معظم عبء انعدام الأمن الغذائي في إسرائيل، حيث ترك نقص التمويل الحكومي وكالات الرعاية الاجتماعية عاجزة إلى حد كبير عن الاستجابة. قاد وزير الرفاه الاجتماعي مئير كوهين مؤخرا مبادرة لتضمين 100 مليون شيكل (حوالي 31 مليون دولار) في الميزانية الوطنية للأمن الغذائي، وهي الأولى لإسرائيل.


يقوم المتطوعون بإعداد حزم غذائية للأشخاص والعائلات المحتاجة. 26 يناير 2021 (Miriam Alster / FLASH90)
قال عيران وينتراوب، الرئيس التنفيذي لمنظكة “لاتيت”، في التقرير إن “العواقب الوخيمة للأزمة الاقتصادية تنعكس في تكوين “طبقة وسطى فقيرة” جديدة. فشل ربع السكان المتأثرين بالأزمة الاقتصادية في التعافي ووصلوا إلى خط الفقر وكانوا في خطر حقيقي من السقوط تحته”.

“إن التآكل المستمر للطبقة الوسطى وحقيقة أن مئات الآلاف من العائلات معرضة لخطر الوقوع في براثن الفقر يهددان مرونة المجتمع والاقتصاد الإسرائيليين”، قال وينتراوب.

وجد التقرير، الذي شمل مشاركين من بين 80,000 شخص تلقوا المساعدة من “لاتيت”، أن أكثر من 80% أبلغوا عن أضرار اقتصادية خطيرة ناجمة عن الوباء. وقال 10% من المستطلعين أنه ليس لديهم سكن دائم، وقال 22.9% أنهم معرضون لخطر فقدان مساكنهم بسبب عدم قدرتهم على دفع الإيجار.

وأيضا 70% قالوا أنهم اضطروا إلى عدم شراء الأدوية أو طلب المساعدة الطبية بسبب عدم قدرتهم على الدفع.

قالت ثلاثة أرباع (75%) الأسر أنها لا تملك أجهزة حواسيب كافية في المنزل لأطفالهم للدراسة عبر الإنترنت، و/أو لم يتمكنوا من شراء اللوازم المدرسية اللازمة مثل الكتب والدفاتر.

ثلاثة مقاييس للفقر

يستخدم بحث “لاتيت” ثلاثة مقاييس لتقييم الضائقة الاقتصادية: الدخل، حيث يتم تعريف الفقر رسميا على أنه الحصول على دخل صاف أقل من 50% من متوسط الدخل المتاح (يُحدد حاليا بسعر شهري يبلغ 6000 شيكل – 1837 دولار)؛ التقييمات الذاتية من قبل الأسر ذات الدخل المنخفض؛ وعدم القدرة على شراء الضروريات الأساسية في ثلاث فئات على الأقل من عدة فئات مثل الطعام والأدوية والمستلزمات المدرسية للأطفال.

تم تعريف المشاركين الذين سجلوا درجات سلبية على أحد المقاييس الثلاثة بأنهم في ضائقة اقتصادية. والذين استوفوا شرطين تم تصنيفهم على أنهم فقراء.


رجل يبحث في حاوية قمامة وسط القدس، 17 اغسطس 2020 (Yonatan Sindel / Flash90)
وأضافت المنظمة أن نسبة الأسر الفقيرة التي تفتقر إلى المواد الغذائية الأساسية قد تضاعفت ثلاث مرات تقريبا تحت وطأة الأزمة الصحية.

أجرت شركة البحوث والاستشارات ERI الدراسة عن الصعوبات الاقتصادية لشركة “لاتيت”، حيث استجوبت 560 شخصا يتلقون مساعدة من “لاتيت” في سن 18 وما فوق في أغسطس 2021، بحد أقصى لخطأ في أخذ العينات يبلغ 4.5%.

أيضا كجزء من تقرير “لاتيت”، للحصول على نظرة أعمق لانعدام الأمن الغذائي، قامت شركة أبحاث التسويق “روتيمار” بتحليل مجموعات منفصلة من البيانات التي تم جمعها في وقت سابق من العام من مقابلات مع 1357 من مستلمي بنك الطعام، و112 مديرا لمنظمات غير ربحية و502 عضوا تمثيليا عن الجمهور.

“صورة مقلقة”

تم تقديم نتائج تقرير “لاتيت” هذا الأسبوع إلى لجنة العمل والرفاهية في الكنيست، برئاسة عضو الكنيست إفرات رايتن ماروم من حزب “العمل”.

وقالت ماروم إن الأرقام “تعكس صورة حزينة ومقلقة من شأنها أن تجعلنا جميعا نفقد النوم.. وأن تجاهل الذين يعيشون في فقر أو معرضين لخطر الوقوع فيه مستمر منذ سنوات”. ودعت إلى التعاون الوزاري لفهم “عمق المشكلة والمساعدة في رؤية البشر، والمواطنين الذين نعمل من أجلهم والذين نلتزم بهم”.

وقالت وزيرة النقل ميراف ميخائيلي إن التقرير “يظهر الضرر الاقتصادي الجسيم الناجم عن فيروس كورونا. إنه خطر وجودي على دولة إسرائيل عندما يكون هناك مثل هذا العدد الكبير من الناس في محنة. إنها ليست صدقة، إنها مسؤولية”.

المصدر: تايمز او اسرائيل

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]