أظهرت معطيات صادرة عن ادارة المحاكم الشرعية في البلاد، انه في حال عام 2020 تم تسجيل 12793 ملف زواج.
وكما تم تسجيل 14371 ملف زواج خلال العام 2019 ما يعني انه خلال عام انخفض عدد ملفات الزواج باكثر من 1500 ملف بالتقريب.
وبحسب المعطيات فانه تم تسجيل 4124 حالة طلاق خلال عام 2020.
وأظهرت المعطيات ان نسبة حالات الطلاق في المجتمع الاسلامي تصل الى 32%.
وقضّت هذه المعطيات، مضاجع الكثيرين وبيّنت التفكّك الاسري الذي يعاني منه المجتمع العربي.
الاعراض عن الزواج
وقال رئيس نقابة المرافعين الشرعيين - الشيخ هاشم عبد الرحمن لبكرا: ان ما يحصل من متغيرات اجتماعية في وسطنا العربي عموما ومجتمعنا المسلم في السنوات الاخيرة افرزت ظواهر مقلقة وهي الاعراض عن الزواج ...وفي المقابل ازدياد في حالة الطلاق.
وتابع: وكما ذكرت في تقريرك ان هناك تراجع في الزواج وزيادة في الطلاق فان هذه الارقام هي النتيجة المؤلمة لما نشهد من متغيرات اجتماعيه وفي تقديري ان هذا له اسباب كثيرة لا تخفى على احد ولست اول من يتكلم بهذا الامر بل ربما اكون اخرهم ...فاولها ضعف الوازع الديني والشرعي والذي انعكس على سلوك ابنائنا وبناتنا من فوضى العلاقات المحرمة شرعا وقد اصبح لهذه العلاقة شركات ومكاتب وفي متناول أبنائنا مع تعسر الاحوال وعدم قدرة الشباب على امتلاك الارض والمسكن وعدم القدرة على بناء حياة زوجية بما فيها من تكاليف ومسؤولية بالاضافة على عدم الثقة بين ابناء وبنات مجتمعنا حيث اصبح عنصر الشك وما يترتب عليه من تعقيدات نفسية واجتماعية.
من اسباب الطلاق الاستقلالية المالية
وأوضح: وكذلك مع وجود ظاهرة التعليم بين الشباب والشابات هذا اصبح عائقا من العوائق في الاقبال على الزواج حيث اصبح تقدم الشباب في الجيل سواء من الذكر والانثى مع وجود المتنفسات غير الشرعية سببا في العزوف عن الزواج وكذلك ان من اسباب الطلاق هو الاستقلالية المالية لدى بناتنا حيث اصبحت العلاقة بين الزوج والزوجة مبنية على المعادلات الماديه وليس كما قال الله تعالى (هن سكن لكم وانتم سكن لهن) وقوله تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة...).
وزاد: اصبحت المعايير مادية بحتة ...فمع اول خلال في وجهات النظر بين الزوجين تجد ان الطلاق هو اول توجه للاطراف وفي تقديري ان المنظومة القانونية المدنية جعلت بديلا للمنظومة الشرعية في علاقة الزوج والزوجة فالجهل في معاني العلاقة الزوجية الشرعية التي تبنى على الحلال والحرام والمودة والرحمة ومعاني القدسية لعقد الزواج استبدال المنظومة الشرعية بالمنظومة القانونية المدنية انتجت التحلل في المنظومة الاسرية واسباب اخرى كثيرة اكتفي بما اوجزته.
وأنهى حديثه: واعتبر ان هناك صراعا بين المحافظة على المنظومة الاسرية وبناءها على تقوى الله وتوجيهات الشرع الحنيف وبين ما انتجته المنظومة القانونية المدنية الحديثة والتي انتجت مثل هذا الانحلال الاسري الذي لم نعهده فيما سبق من مجتمعاتنا الاسلامية.
من اسباب الطلاق هو الاستقلالية المالية
وبدوره، قال نائب رئيس لجنة المحاكم الشرعية في نقابة المحامين لواء الشمال - سرور محاميد لبكرا: للاسف الشديد نعم هناك معطيات صادمة عن عدد حالات الطلاق في مجتمعنا العربي ، وهناك عدد من حالات طلاق لاتشملها المعطيات والاحصائيات المذكورة و التي يتم العقد (الزواج الغير موثق ) فيها شفويا وبدون توثيق ونسبتها عالية أيضا ! على ضوء هذه الأرقام الصادمة والمدمرة لمجتمعنا فلا بد لنا من العمل على تغيير هذا الواقع المؤلم ! .
وأضاف: اقتراحي تنظيم دورات إعداد للشباب والصبايا بعد المرحلة الثانوية أو خلال فترة الخطوبة يتم من خلالها إعدادهم للحياة الزوجية بحيث يكون التركيز فيها على التعامل السليم بين الزوجين ومع مَن حولهم والحقوق والواجبات وتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سليمة تعتمد على الدين والقيم الإنسانية ، من الممكن بناء برنامج متكامل يتناول كل مناحي الحياة .
وأوضح: باعتقادي أن دورة كهذه من شأنها أن تُقلّل من حالات الطلاق من جهة وأن تساهم في تنشئة جيل متسامح ينبذ العنف ، وهذا مانطمح إلى الوصول إليه ! ان سبب ارتفاع حالات الطلاق ، الجواب على هذا السؤال ليس هيّنا وليس هناك اجابة محددة وطبيعة الاجابة تتعلق بطبيعة من يوجه له السؤال ،ولكن اجمل لك اجابتي كالأتي : التجارب تقول ان من بعض الاسباب النزاع والشقاق بين الزوجين المودية الى الطلاق الامور التالية : عدم التوافق في العلاقة الحميمية : للاسف الشديد الكثير من الاسر يسودها التوتر والشحناء بسبب هذا الامر ولكن لا يصرح به علنا ولا تفهمه الا بعد جهد جهيد .
الحياة الزوجية ليست فلما
وتابع: اريد ان ابعث نصيحة للازاوج الشابة الحياة الزوجية ليست فلما ولا تقارنوا حياتكم بما رأيتموه من افلام ، الافلام تبقى افلاما، لا تقارنوا لانه ليس هناك أي نقطة شبه والكثير من العلاقات تتدهور لانه يريدها كالممثلة وتريده كالممثل وهذا على ارض الواقع ليس موجودا وليس هناك أي وجه مقارنة .الكثير من اصحاب النوايا الهدامة يدخلون بين الأزواج من هذا الباب فيجب الحذر ثم الحذر ثم الحذر .
وزاد: يستطيع الازواج ان يطوروا هذا الأمر بالتفاهم وبالتوجه لاختصاصيين ويستطيعون ان يستغنوا ويحلوا الكثير من المشاكل بعد التغلب على هذا الامر . التوافق الحميمي يساعد على خفض التوتر والتقليل من المشاكل وعدم تضخيمها ان وجدت. وعن الخيانة، قال: الخيانة الزوجية : تابع ونابع من السبب الاول ، حين تفتر العلاقة الحميمية او لا تكون بين الطرفين كل منهما يبحث عن بديل بلا امانه وبلا إخلاص.
نحن نعلم انه حين يقع هكذا امر وينتشر الخبر، مجتمعنا لا يغفر وشبه مستحيل ان يغفر الخيانة والمصلحين حينما تظهر الصورة أمامهم وتتضح بالنسبة لخيانة احد للطرفين الآخر سرعان ما يستشعرون العجز في إنجاز الإصلاح وكذالك القضاة.
تبادل الاتهامات
ولفت الى : عدم تحمل كل طرف مسؤولياته الموكل بها شرعًا : الزوجه لا تقوم بالواجبات المنزلية ولا بواجبها تجاه اطفالها والزوج لا يتحمل مسؤلية الأعباء المادية الملقاة عليه فتبدا حينها تبادل الاتهامات وعدم مراعاة الظروف والإمكانيات فتسلل الطلاق الى الأسرة.
وأوجز عن الاسباب: العنف والتحكم : العنف بكل اشكاله اللفظي والجسدي والنفسي ( شتائم، القاب، انتقاد، سخرية لاذعة ، ضرب جسدي ) موجود للاسف في كثير من الاسر واسبابه عديدة كذلك الصراع بين الزوجين من يتحكم بالاسرة كل هذا يودي بالنهاية الى التفكك والطلاق .تدخل الأهل الاصداقاء والغرباء ومساندة كل طرف طرفه دون الرجوع الى الحق . الأزواج مطالبون بان لا يبوحوا باسرار بيوتهم لاحد ولا الى الاسراع باخراج المشاكل بل والعمل بصدق لتوطيها ومحاولة معالجتها داخل البيت عليهم ايضا ان يرفضوا التدخلات فيما بينهم لان التدخلات تزيد الشرخ وتعمق المشاكل كما ان هناك غياب للحوار وسرعة الانفعال : لغة الحوار شبه معدومة للاسف وهي مهمة لمعرفة كل من الزوجين الاخر لان التواصل البناء يقلل الفجوات ويساعد على ايجاد صيغة مناسبة لتفهم الأفكار والمشاعر والرغبات. والبديل عنه هو التواصل النفعالي المزاجي اللذي يودي الى الصدام وزيادة الشرخ وزيادة عدم الانسجام وبالتالي فقدان المودة والرحمة .
وشدد على ان: عدم تكافؤ مالي واجتماعي خاصة عندما تكون المراة صاحبة عمل او منصب يدر مالا اكثر من الرجل مما يودي الى زيادة الرغبة بالاستقلالية والشعور بعمدم الحاجة للرجل خاصة ان كان دخله اقل من دخلها .
وسائل التواصل الاجتماعي
وحول شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في الطلاق، قال: وسائل التواصل الاجتماعي التقنيه الحديثة : الانترنت، اجهزة ذكية، وغرف الدردشات الواتساب والفيسبوك والخ ، هذه الامور لا تشغل الاطفال والمراهقين فقط انها وللأسف تشغل الازواج ايضا وهي كما نعلم توثر على جميع مناحي الحياة.اقتراحي انه في كل سلطة محلية هناك مكتب للشؤون الاجتماعية الذي يتولى او يجب ان يتولى شؤون الاسرة والعمل على صيانتها وهناك امكانية لاعطاء ارشادات للازواج ولكن هذا لا يكفي , وهناك ايضا جمعيات تضع الاسرة وسلامة وتماسك الاسرة في سلم اولوياتها ولكن ووفقا للمعطيات التي ذكرتها لا نرى لها اثر تقريبا على ارض الواقع .
المحاكم الشرعية ومحاكم شؤون العائلة اكتظت بالقضايا والمنازعات الأسرية .
وأشار الى ان: اعتقد ان حالات الطلاق قد عمت مثلها كمثل حالات العنف المستشرية ويجب ان يقوم القيمون بمشاريع جدية للحد من حالات الطلاق وللعمل على وحدة وتماسك الاسرة . العلاقة الزوجية ... يجب الحفاظ عليها قدر الامكان وعدم التفريط بها بسهوله ....
يجب تغليب لغة التسامح والتفاهم بين الازواج وتنزيل سقف التوقعات من بعضهم البعض والغاء كلمة الانا ( الايغو ) ... يجب علينا ان نعرف بان العلاقة الزوجية هي أسمى وأقدس علاقة وجدت على وجه الأرض ...
العلاقة الزوجية هي رباط مقدس وميثاق غليظ وهي أساس الخلق، للاسف ومن تجربتي خلال عملي منذ اكثر من 21 عاما نرى في وقتنا الحاضر أن المحاكم الشرعية ومحاكم شؤون العائلة قد اكتظت بالقضايا والمنازعات الأسرية ... مثل قضايا الطلاق ، والسبب لا يرجع للوضع المادي في العائلة ، فنحن نرى بانه هناك شريحة من الناس تعيش تحت خط الفقر ولكنها تعيش بسعادة وهناء ، ولا ننكر أن الاختيار الخاطئ لشريك الحياة يقع أحياناً عن طريق عدم الاختيار على معيار أخلاقي تربوي وانساني وسلوكي وثقافي الخ بل وفقاً للظروف المادية للاسف .
واختتم حديثه: لذلك نصيحتي لكم بان تحافظوا على العلاقة الزوجية بالاحترام المتبادل والاهتمام.
ازمه الكورونا
وقالت المحامية اميمة حامد لبكرا: ملف زواج حسب احصائيات المحكمة هو فعلياً عقد زواج وليس بالضرورة زواج فعلي اي هناك حالات خطبة يتم فيها عقد القران وتحسب ملف زواج. اليوم نلاحظ ان هناك انخفاظ في حالات الزواج وذلك بسبب العزوف عن "كتب الكتاب" تفاديا للتبعات في حال فسخ الخطبة.
وحول اسباب الطلاق قالت: ازمه الكورونا وتاثيرها على الاوضاع الاقتصادية اضافة لفترات الاغلاق والحجر كان لها تاثير سلبي على بعض العائلات.
واختتمت حديثها: رسالتي التروي باختيار الشريك للحياة واعداد الازواج المقبلين على الحياة الزوجية وتلقي الارشاد والتوجيه من اخصائيين ومهنيين.
[email protected]
أضف تعليق