أخرجت أحزاب كتل تحالف المعارضة في بلدية حيفا، المكوّنة من الليكود والبيت اليهودي وأحزاب يهودية أخرى، مخطط المدن والباحث في التخنيون، د. عروة سويطات، من عضوية اللجنة البلدية للمحافظة على المباني التاريخية في حيفا، وأعادت تعيين المؤرخ يوسي بن أرتسي بدلا منه والذي كان عضوًا في اللجنة لمدّة سنوات طويلة في فترة شهدت طمسًا مكثًفًا للمباني التاريخية الفلسطينية في المدينة وخصوصًا في حيّ وادي الصليب.
ويأتي هذا القرار بعد أسبوعين على مصادقة اللجنة للمحافظة على المباني التاريخية على مسح الحفاظ على حيّ وادي النسناس بعد التعديلات الاستثنائية التي وضعها د. سويطات لتضمن المحافظة على كافة المباني التاريخية في الحي واحترام تاريخه وهويته.
وقال د. عروة سويطات في حديثه مع بكرا: هذا قرار عنصري يشكل واضح يستهدف اسكات صوتنا العربي وتأثيرنا هم لا يتحملوا ان هناك عربي يتحدث بحس وطني واضح وبرؤية ثقافية وبتوجه مهني للتصدي لعشرات المخططات الهدّامة التي كانت تهدف لطمس المباني التاريخية في حيفا.
وتابع: هذا القرار يعبّر يشكل واضح عن توجههم العنصري الذي كان بقيادة الليكود والبيت اليهودي. للأسف حتى هذا القرار بدعم من كتلة "ميرتس" في بلدية حيفا.
تم تعيين بدلا مني، يوسي بن آرتسي وهو مؤرخ وكان عضو بهذه اللجنة على مدار 15 عام ومع العلم ان كل حوادث الهدم التي حصلت في حيفا تمت تحت أعينه . هذا جاء بعد اسبوعين من الانجاز الذي حققته في وادي النسناس الذي بموجبه وضعت تغييرات استثنائية غير مسبوقة على مخطط المحافظة على المباني التاريخية في الحي هناك حتى يضمن ادخال كافة المباني للمحافظة التاريخية وايضا تغيير التوجه والخطاب الاستشرافي الاستعلائي السائد.
اسكات الصوت العربي وتصفية تأثيرنا
وأوضح: سعيد انني استطعت الحفاظ على وادي النسناس والتصدي لمخططات عينية في وادي الصليب وشارع يافا والبلدة التحتى وحارة الكنائس وحي وادي الجمال، ولكني أخشى الآن ان هناك امكانية للتراجع عن التغييرات التي احدثتها نحو اعادة مخططات هدامة. هناك ازمة ائتلافية في البلدية وتحالف المعارضة الذي يعمل للاطاحة برئيسة البلدية وهذه التغييرات تم استغلالها لاسكات الصوت العربي وتصفية تأثيرنا في اهم لجان التخطيط.
وأردف: لا احد يتحمل وجود صوت عربي يحافظ على المباني التاريخية. الجبهة تغيبت عن الجلسة التي تم فيها تحييدي وحزب الخضر تغيبوا يستطيعون احراجي من اللجنة لكن لا يستطيعون احراجي من التزامي تجاه كل بيت وكل حجر في حيفا.
واختتم حديثه: تصديت للهدم والطمس من داخل اللجنة وساظل اتصدى لذلك من خارج اللجنة وساحافظ على تراثنا وما تبقى من هويتنا في المدينة.
كتلة الجبهة في بلدية حيفا: نرفض إقصاء سويطات ونطالب بتمثيل عربي في كل لجان بلدية حيفا
يوم الأربعاء 8.12.2021 عقد المجلس البلدي في حيفا جلسة غير اعتيادية بناءً على طلب المعارضة. وتأتي هذه الجلسة على خلفية الأزمة في بلدية حيفا وتفكّك الائتلاف وفقدان رئيسة البلدية للأكثرية في المجلس البلدي وفي لجانها المختلفة. وفي إطار هذه الجلسة تم طرح عدة مواضيع على جدول الأعمال، من ضمنها إجراء 25 تعديلاً في عضوية اللجان والشركات البلدية المختلفة، وبضمنها لجنة حفظ المباني وعضوية د. عروة سويطات كمندوب جمهور قامت بتعيينه رئيسة البلدية عينات كاليش.
هذه ليست الجلسة الأولى التي تطلبها المعارضة. وفي جلسات سابقة كهذه تم الإطاحة بنواب رئيسة البلدية وبضمنهم النائبة شهيرة شلبي وتم تغيير تركيبة عدة لجان، وذلك في سياق الصراع بين رئيسة البلدية والمعارضة. وعادةً لا يشارك في هذه الجلسات سوى أعضاء المعارضة، وذلك من باب عدم إضفاء الشرعية على هذه القرارات أو عرقلة وجود نصاب قانوني للجلسة.
وبالأمس أيضًا لم يشارك أعضاء الائتلاف في هذا التصويت ولم تحضر رئيسة البلدية نفسها الجلسة. وقد شارك في التصويت 13 عضوًا فقط من أصل 31 عضوًا، الأمر الذي قد يساعد في المستقبل على إلغاء هذه القرارات أو تعديلها من الناحية القضائية. خصوصًا أن جدول الأعمال يرسل عادةً لأعضاء البلدية قبل أسبوع على الأقل من الجلسة، وهو ما لم يحدث هذه المرة (تم إرسال جدول الأعمال قبل يومين فقط) وسنقوم بفحص هذا أيضًا.
بالنسبة لنا فكل قرار يمس بالتمثيل العربي في أي لجنة وأي شركة بلدية هو أمر مرفوض. وفي هذه الحالة تحديدًا فإقصاء د. سويطات من هذه اللجنة يعني عدم وجود تمثيل عربي فيها. ففي الماضي أشغل عضويتها المهندس وليد كركبي مدير قسم حفظ المباني (الذي خرج للتقاعد العام الماضي). ونحن نطالب بتمثيل لائق في كل اللجان والهيئات البلدية. وهذا مطلب عادل وديمقراطي نوجّهه ليس فقط لرئيسة البلدية وإنما للمعارضة أيضًا، بألا يدفع السكان العرب ثمن الصراعات السياسية بين الأطراف المتنازعة.
وفي هذا السياق نرفض أي افتراء وأي تشويه لموقفنا. فنحن أول وأكثر من يحارب على التمثيل العربي في بلدية حيفا ودعمنا تعيين د. سويطات ود. كميل ساري والمحامية جمانة اغبارية همام والسيد نديم شيبان وغيرهم من المندوبين العرب كمندوبي جمهور في اللجان المختلفة. ولعله من الأجدر توجيه الأسئلة إلى رئيسة البلدية التي كانت على دراية بالأمر منذ نحو أسبوعين ولم تعمل على إنقاذ الموقف والتوصل إلى تسوية مع المعارضة للعدول عن هذه التغييرات.
للأسف يأتي هذا القرار المجحف في إطار التدهور العام الذي تشهده بلدية حيفا في نصف السنة الأخيرة، وعدم تمرير ميزانية للعام 2022 واحتمال إقالة رئيسة البلدية و/أو حلّ المجلس البلدي وتعيين لجنة معيّنة من قبل وزارة الداخلية.
[email protected]
أضف تعليق