تزامنًا مع توصية لجنة التعليم الأخير في الكنيست، لإدراج الجولات في المسجد الأقصى ضمن الرحلات المدرسية الإلزامية للمدارس اليهودية، ارتفعت في الشهور الأخيرة أعداد اليهود الذين يدخلون إلى ساحات المسجد الأقصى.

وفي معطيات منظمة "يرئيه" – متطوعون لأجل الصعود إلى جبل الهيكل" فإنه مثلًا في الـ3 شهور الأخيرة، هنالك ارتفاع بنسبة 35% عن العام المقبل في نفس الفترة، حيث بلغ عدد الزوار (المصلين) 10 آلاف، وفي معطيات نشرت نهاية شهر آب، تبين أن نسبة اليهود الذين دخلوا إلى ساحات المسجد في ذلك الشهر أكبر بـ85% من العام الماضي، وأكثر بـ137% من قبل عامين.

وفي شهر أيلول الأخير، كان عدد الذين دخلوا إلى المسجد الأقصى من اليهود، أكبر بـ76% من العام الذي سبق، وفق "يرئيه".

والمُعطى الأكثر أهمية من هذه الأرقام، رغم أهميتها، هو أن الأمر لم يعد يقتصر على الدخول إلى ساحات المسجد الأقصى فحسب، ، بل يشمل صلوات، ودروس في التوراة، وأمور لم تكن تحصل من قبل وليست ضمن الستاتوس كفو أصلًا، لكنها تحصل.

"قبل 10 سنوات، أو حتى قبل 5 سنوات لم يكن من الممكن حصول مثل هذه الأمور، لم يكن من الممكن أن يؤدي اليهود الصلوات في المكان، الشرطة الإسرائيلية كانت تمنعهم"- تقول حغيت عوفران من حركة "سلام الآن"- : "الشرطة كانت تدخل لتمنع أي يهودي من أداء صلاة أو طقوس دينية خلال زيارته إلى داخل ساحات المسجد الأقصى، لكن في فترة وزير الأمن الداخلي أردان بدأت الشرطة تتعاون وتتساهل أكثر وفي فترة أمير أوحنا كذلك، حكومة نتنياهو ساهمت بتوتير الأجواء وتطورها بشكل كبير، لدرجة أنه ولهذا السبب، نتنياهو لم يعد في تواصل مع الملك الأردني. والآن الأمور مستمرة، والأرقام بارتفاع، وقد أوافق على تفسير أن الليكود والصهيونية الدينية كونهم في المعارضة وبهدف مناكفة وإحراج الحكومة، يدعمون ويروجون لهذه الاقتحامات، لا سيما وأن الليكود عندما كان في الحكم، كانت لديه ضوابط معينة وحسابات لمنع رفع التوتر في أوقات معينة، أما الآن، فلا مشكلة لديه إذا توترت الأمور، بل على العكس".

وعن موقف الجمعيات والقوى اليسارية، تقول عوفران: "اليسار يواجه مشكلة حقيقية، فهذه الجمعيات والأطراف التي تدخل إلى باحات المسجد، تقول أن هذا ضمن حرية العبادة، وليس بالإمكان أن تقف أطراف يسارية تؤمن بالحريات بشكل مباشر ضد من يقول أنه يريد حرية العبادة، حتى لو كان الموقف من الدخول إلى المكان مختلف، وجدير بالذكر أن الربانوت الدينية، تمنع الدخول إلى المكان، وقبل 10 سنوات لم نكن نرى أي يهودي متدين يدخل إلى المكان، ولو عدنا بالذاكرة وللأحداث التاريخية في السنوات العشرة الأخيرة، سنرى أن كل التوتر بدأ بالقدس بعدما بدأت هذه الزيارات، موضوع السكاكين والطعن والمرابطات والحراكات داخل المسجد، بدأت بعدما باشرت القوى الأمنية الإسرائيلية على ابعاد حراس الوقف وزادت الزيارات، مما رفع التوتر".

الطيبي: بينما يفعل اليمين ما يريده، اليسار يصمت خوفًا على الائتلاف

عضو الكنيست، د. أحمد طيبي، رئيس لجنة القدس في القائمة المشتركة، يؤكد الادعاء القائل بأن الحكومة الحالية تتيح هذا الارتفاع بعدد اليهود الذين يدخلون إلى المسجد الأقصى، ويقول: "صحيح، هنالك المزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى ومن المهم أن نذكر أن هنالك صلوات صامتة تصحل في المكان. هنالك بالتأكيد زيادة لعدد الاقتحامات في ظل هذه الحكومة، اليمين يفعلون ما يريدونه واليسار والوسط يصمتون ويحاولون تجاهل ما يحصل، حتى لا تحدث أزمة داخل الائتلاف".

في حديث للقناة 12 في شهر أيلول الأخير، قال أساف فريد، الناطق بلسان مديرية "هار هبايت-جبل الهيكل": "في سنوات مضت كنا نشعر أنه ليس لدينا ما نفعله هنا وعندما يأتي اليهودي إلى المكان يشهر بأنه مصدر ازعاج، ولكن نشكر الله، الآن هنالك انقلاب كامل، الدخول أصبح بشكل أفضل، ليس هنالك أدوار، ننتظر براحة، ولا يطاردنا أحد من الوقف، اليوم هنالك هواء حقيقي نتنفّسه في المكان".
"بلا شك هذه النشاطات لها أهداف سياسية بحتة"، يقول أفيف تاترسكي من منظمة "عير عاميم": "صحيح أن هنالك من يدخل لأجل الصلاة والعبادة، لكن الهدف الرئيسي، للمنظمين بشكل خاص، هو سياسي بامتياز، الهدف هو رفع نسبة اليهود الذين يدخلون إلى ساحات المسجد الأقصى، وكلما ارتفع عددهم سيزيد الضغط على الحكومة لتغيّر الوضع الحالي لصالحهم، الدولة تتأثر بالضغط الشعبي، هذا أمر طبيعي، وهم يستغلون الأمر".

الصلوات 

"حسب الأرقام، هنالك ارتفاع واضح في عدد اليهود الذين يدخلون المسجد الأقصى، ولكن القضية ليست في الأعداد فحسب، بل في أداء الصلاة هناك، وهذا مخالف للستاتوس كفو، ووزير الأمن الداخلي الجديد، عومر بار ليف، يقول أنه يرفض هذه الصلوات هناك، ولكن على أرض الواقع، عناصر الشرطة التابعين له لا يفعلون أي شيء في هذا السياق".

وعن قرار لجنة التربية بتوصية المدارس اليهودية بإدراج المسجد الأقصى ضمن الرحلات المدرسة الإلزامية، يقول: " قرارات وتوصيات لجنة التعليم لا تلزم الوزارة، لكنها تأخذها بعين الاعتبار، واذا استمرت هذه الجلسات، وسيكون هنالك جلسة أخرى على الأقل، سيتسبب هذا بضغط كبير على الوزارة وهذا الضغط قد يؤثر على قراراتها".

مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، الشيخ عزام الخطيب، يقول: "موقف دائرة الأوقاف في غاية الوضوح، هذه الاقتحامات مخالفة للوضع الديني والقانوني والسياسي من عام 1967، وهي اقتحامات بقرار أحادي الجانب، من الجانب الإسرائيلي، تحت حماية الشرطة، وتدنيس المساجد بهذا الشكل مرفوض ومخالف لكل الأعراف الدولية".

وتطرق الخطيب للصلوات التي تحصل داخل المسجد الأقصى:"الشرطة تقول أنها تمنعهم، حتى عندما يتوجه إليها موظفو الوقف تقول لهم أنها ستتابع، ولا تفعل ذلك فعلًا، هم يدخلون ويؤدون صلواتهم دون رادع".

وأضاف: نحن نستكر كل هذه الاقتحامات، ولا نرى من الحكومة الجديدة أي تغيير عن الحكومة السابقة، بل على العكس، نرى بأنه في ظل هذه الحكومة أصبحت الاقتحامات تحصل أكثر، والصلوات تجري بشكل علني وفي عز النهار، في ظاهرة غير مسبوقة".

صلوات للمستوطنين في المسجد الأقصى - تصوير عير عميم

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]