في صورة جديدة من أوجه العنصرية التي تتجلى في هذه البلاد في كل مرة من جديد، وكشفت عنها صحيفة "دا ماركر" صباح اليوم الثلاثاء، فقد ناقشت لجنة توجهات الجمهور البرلمانية في جلستها الأخيرة الأسبوع الماضي في الكنيست مطلبًا تقدم به عدد من سكان مدينة "نوف هجليل" المتدينين "الحريديم"، يطالبون من خلاله بعدم مرور حافلة رقم 955 والتي تخرج من حي "هار يونا" في مدينة "نوف هجليل" باتجاه مدينة القدس وتمر عبر شارع وادي عارة 65، طالبوا بعدم مرور هذه الحافلة من شارع وادي عارة، واختصار الطريق عبر مقطع شارع 6 – مقطع يكنعام، بادعاء أن شارع وادي عارة فيه أزمات سير خانقة، وكذلك مضايقات يتعرض لها المتدينون اليهود من قبل المسافرين من مواطني وادي عارة، حسب ادعائهم، الأمر الذي يؤخر الحافلة كثيرًا عن الوصول لمدينة القدس.
وكانت المفاجأة خلال النقاش أن مندوب وزارة المواصلات وافق على هذا الطلب، معللًا ان سكان وادي عارة عندهم بدائل سفر، وهي الحافلات التي تخرج من مدينة العفولة، وعليه يمكن إلغاء هذا الخط من شارع وادي عارة ابتداءً من العام الجديد 2022.
بلدية ام الفحم والسلطات المحلية في وادي عارة تعتبر هذا القرار نوعًا جديدًا من العنصرية، الفصل الجغرافي، وتؤكد أن أزمات السير في شارع وادي عارة هي نفسها أزمات السير الموجودة في كافة شوارع البلاد وخاصة في شوارع القدس الداخلية، التي تمر منها هذه الحافلة (احياء المتدينين اليهود) ولم يعترض عليها سكان نوف هجليل. كما تؤكد بلدية ام الفحم أنه كان الأولى ان تدعو لجنة توجهات الجمهور البرلمانية في الكنيست لمناقشة هذا الموضوع مندوبًا عن إحدى السلطات المحلية في وادي عارة حتى تأخذ رأيهم في الموضوع، مثلما دعت ممثلين للإدلاء برأيهم عن مدينة "نوف هجليل" ووزارة المواصلات وشركة المواصلات العامة العاملة على هذا الخط. كما أن بلدية ام الفحم تؤكد بهذا الصدد أنها تعمل على جلب السياح اليهود إلى منطقة وادي عارة عامة وام الفحم خاصة، لتشجيع السياحة في المنطقة كرافعة اقتصادية، لكن يأبى البعض إلا أن يعرقل هذه المساعي من خلال مقاطعة حتى الشارع الذي تمر منه الحافلات، شارع وادي عارة الذي مهما شقت الشوارع فسيبقى شارعًا له أهميته الاستراتيجية في هذه البلاد.
كما أن الاستطلاع المقارن الأخير الذي أجرته سيكوي (شباط 2021) حول خدمات المواصلات العامة في البلدات العربية مقارنة بمثيلاتها من المدن اليهودية، اظهر بشكل واضح ولافت البون الشاسع والثغرة الكبيرة بين عدد خطوط الحافلات والسفريات للمواصلات العامة في البلدات اليهودية مقابل البلدات العربية، سواء في عدد السفريات داخل القرى والمدن العربية او السفرات الخارجية.
[email protected]
أضف تعليق