"الدولة تتخلى عن النقب"، "سيطرة الحمائل"، "بيع النقب للعرب"، "فوضى"، "إرهاب زراعي"، هذه المصطلحات، ومصطلحات شبيهة أخرى، هي التي غالبًا ستقرأها أو تسمعها في معظم وسائل الاعلام الإسرائيلية عندما يتم الحديث عن النقب.
أثار شجار عنيف بين عائلتين وقع قبل أيام في مستشفى سوروكا في بئر السبع، ضجة واسعة في الإعلام الإسرائيلي وفي صفوف السياسيين، وعادت وبكثافة، حملة التحريض على السكان العرب في النقب، والتي لم تتوقف بعد، فحتى بالأمس عندما وصلت عائلة القتيلة من الجديدة المكر إلى مستشفى الجليل في نهاريا وحصلت مشاحنات بسبب رفض عناصر الأمن تواجد العشرات من الأشخاص في المكان، كتبت وسائل الاعلام أن مواطنين عرب تهجموا على عناصر الأمن في مستشفى الجليل، بعد حادثة سوروكا وحادثة مائير (حادثة مشابهة حصلت قبل أيام في مستشفى مائير بعدما قتل شخص من جلجلوية). وقبل يومين، نشر الصحافي داني كاشميرو تقريرًا في القناة 12 تحدث عن الأحداث في النقب وقيلت فيه كل العبارات المذكورة أعلاه، وأكثر.
لا يستطيع أحد أن ينكر أن هنالك حالات عنف خطيرة في النقب، وأن بعض الشبان يقومون بأمور مخالفة للقانون، وهذا مرفوض طبعًا، وأن الشجار الذي حصل في مستشفى سوروكا هو أمر خطير، ولكن كمية التحريض التي يتعرض لها أهل النقب، تفوق بكثير بخطورتها، خطورة الأمور غير القانونية التي تحصل، لا سيما وأن الوضع الذي يعيشه بعض سكان النقب العرب، لم يأت عن طريق الصدفة ولا من فراغ، فهنالك نقص في كل شيء بالنقب، بالبنى التحتية والخدمات والأطر، ولا ننسى أن عشرات الآلاف من سكان النقب يسكنون في قرى غير معترف بها حتى.
عمل ممنهج لشيطنة أهل النقب
"حكومات إسرائيل على مر السنين، والإعلام، وأحزاب اليمين بشكل خاص، يعملون بشكل ممنهج لشيطنة أهل النقب من أجل تسهيل الانقضاض عليهم في مرحلة ما، عبر مصادرة المزيد من الأراضي" يقول المحامي شحدة بن بري، وهو عضو في لجنة التوجيه العليا لعرب النقب – "هنالك منظومة تحريض مستمرة، بدأت في قضية الأرض والتحريض على أن عرب النقب يسيطرون على الأراضي والبدء بمصادرتها، ثم ادعوا أنهم يناصرون حقوق المرأة وضد تعدد الزوجات في النقب، والآن موضوع العنف، كل تحرك لأهل النقب يزعجهم، ويبحثون عن حجة لاستمرار التحريض، علمًا بأننا لو قارننا النقب بمناطق أخرى في البلاد، ستجد أن العنف في النقب أقل، وبئر السبع، التي تعتبر اليوم مدينة مختلطة حيث يسكنها آلاف العرب، العنف فيها غير موجود تقريبًا مقارنة بمدن مختلطة أخرى، ونعم أقول أن بئر السبع مدينة مختلطة، فالمدينة يسكن بها آلاف العرب، ناهيك أنها تعتبر المركز الخدماتي الأهم لكل عرب النقب، من مكاتب حكومية إلى مؤسسات وغير ذلك، والفارق بينها وبين المدن المختلطة الأخرى هو أن بلدية بئر السبع ليس فيها أي عضو عربي، وربما هذا ما يسهل على المحرضين، الاستمرار بالتحريض".
يقول بن بري أن منسوب التحريض ارتفع في الفترة الأخيرة " عضو الكنيست ايتمار بن جفير وحزبه وأطراف داعمة له ولليكود في النقب، يعملون على خطة تحريض ممنهجة ضد عرب النقب، هو تحريض بدأ من حركات معينة، واليوم يدور الحديث عن إقامة وحدات مسلحة في بئر السبع والنقب لمواجهة العرب. ونعم، حضور العرب إلى بئر السبع انخفض في الفترة الأخيرة، وأصحاب المحلات في المدينة يشكون من هذا، ففي منطقة البيج مثلًا، كل سيارة عربية تمر يتم اعتراضها من قبل الشرطة للتفتيش او الأسئلة".
ما حدث في المستشفى
وحول ما حدث في المستشفى، يقول بن بري: "المجتمع الإسرائيلي، ونحن ضمنه، أصبح مجتمعًا عنيفًا، وتحصل سنويًا مئات الاعتداءات على طواقم طبية، معظمها من مواطنين يهود طبعًا، ولم نسمع من يقول أن المجتمع اليهودي عنيف. ما حصل في المستشفى هو شجار بين عائلات، وهو أمر خطير ومرفوض بلا شك، لكن حصوله لا يستدعي كل هذا التحريض، ولا يستدعي هذا الحجيج من قبل رؤساء سلطات محلية عربية للاعتذار من بلدية بئر السبع، بل يجب عليهم الاعتذار من أبناء بلداتهم على تقصيرهم في السعي لتوفير أضمن خدمات. كل مرة يحصل فيها شيء ولو صغير، في بئر السبع، يتوجهون ويعتذرون، وعندما يقتل شاب من إحدى بلداتنا، لا أحد يحرك ساكنًا. إذا كانت الحكومة لا تريد أن ينتقل العنف إلى بئر السبع، عليها محاربة العنف من مصدره، عليها فحص ما يجري مع هؤلاء الشباب وكيف يصلون إلى هنا، والجريمة المنظمة لا تقتصر في النقب فقط على العرب، هنالك اعصابات إجرامية يهودية في بئر السبع وعسقلان وغيرها، وتقوم بتصفيات على أعلى مستوى، وجرائمها أيضًا تتعلق بالأموال وغير ذلك، بينما الجرائم التي تحصل من قبل بعض الشبان العرب، وهي مرفوضة طبعًا، لكنها تكون على مستوى بسيط كالسرقات وغيرها. لكن كل شيء يقوم به عربي في النقب، يصبح تهديدًا لأمن الدولة.
ويؤكد بن بري أن التحريض ازداد مؤخرًا كون الليكود وهو أكبر حزب يميني، موجود في المعارضة، ومعه حزب الصهيونية الدينية، ومن الناحية الأخرى فإن الحكومة الجديدة لم تجلب أي جديد حتى الآن علمًا بأن الموحدة حصلت على نحو 40 ألف صوت من النقب فقط، وحملتها الانتخابية تمحورت بشكل كبير حول النقب، وهي الآن جزء من الائتلاف الحاكم "كل ما يروجه أعضاء الموحدة حول مكاسب في النقب، تحدثوا عن الغاء قانون كامينتس، ولم يحصل، والاعتراف بالقرى الثلاثة سيكون مع سلب أراض تابعة لهذه القرى، وهو أقل مما تم التوصية عليه وما كان يدور الحديث عنه قبل شهور عندما كان الوزير عمير بيرتس يعمل على الموضوع. وتحدثوا عن قانون الكهرباء، وجلبوه بعد ذلك بصيغة سيئة، وحتى لو نجح وليد طه بإقناع الوزيرة شاكيد بتغيير بعض البنود، سيبقى قانونًا بلا قيمة لأن شاكيد هي التي تتحكم وهي التي تقرر ونعرف تمامًا كيف تفكر شاكيد، ورغم ذلك ستقول الموحدة انها أنجزت. الشارع العربي يعاني من احباط كبير، واللوم يقع على الدولة وسياستها العنصرية، ومن جهة أخرى على السياسيين من المشتركة والموحدة وكافة الأحزاب، أيضًا الذين لا يعلمون كما يجب من أجل قيادة الشارع وتوعيته سياسيًا، وعندما يصبح الشعب واع سياسيًا، تصبح الآفات الاجتماعية أقل، هذه الأحزاب تتصرف كأنها جمعيات مغلقة ولا تطرح النقاش ولا تقود الشارع سياسيًا، هل علينا أن ندخل الحكومة من أجل الاعتراف بـ3 قرى كانت على وشك تحقيق الاعتراف بها؟ في فترة حكومة رابين تم الاعتراف بـ10 قرى دون حاجة لدخول إلى الحكومة، عن طريق الضغط من الخارج، هل هنالك حاجة أن نكون مخلصين للحكومة ومحافظين على وحدتها على حساب قضايا شعبنا، إلى درجة مناكفة الليكود بالتصويت على ميزانية الأمن، مقابل الحصول على ميزانيات؟ هذا يفسر إلى أي حد وصلنا، جماهير شعبنا كانت واعية سياسيًا، وبعد يوم الأرض بدأ التراجع، وتم تفريغ الشارع من كل وعيه بشكل ممنهج، واليوم أولادنا ابتعدوا عن السياسة ولا يرون البوصلة، ومن جهة أخرى فإن التحريض سيستمر، لا يوجد أي بوادر على أن الأمور ستصبح أفضل.
التحريض لم يبدأ من اليوم
"التحريض ضد عرب النقب لم يبدأ من اليوم، بدأ منذ سنوات، اليوم ارتفعت وتيرته"- هذا ما تقوله علياء دريجات، وهي ناشطة اجتماعية ونسوية، من النقب "في الماضي التحريض كان من قبل المؤسسات الحكومية وهذا يتجلى في عدم تقديم الخدمات الأساسية، وقضية هدم البيوت وعدم الاعتراف بالقرى العربية، ولكن في الآونة الأخيرة تطور هذا التحريض بحيث شمل جمعيات وشخصيات سياسية وأشخاص من عامة الناس، وأصبحنا نسمع مصطلحات عنصرية تحريضية مثل أن عرب النقب دولة داخل دولة ويحتلون النقب وما إلى ذلك، ما ان كل سكان العرب في النقب لا يملكون اكثر من 3% من مساحة النقب، وهم يعانون من إهمال ممنهج في جميع المجالات، وما زالت تحاك ضدهم المؤامرات. ومن الطبيعي، أن كل مجتمع يفتقد لأدنى مقومات الحياة تجد فيه فئة يائسة وفاقدة للأمل، وهذه الفئة قد تجد نفسها في عالم العنف والجريمة، ولكن في النهاية هي ضحية. التحريض على أهل النقب تحريض ممنهج وله أبعاد خطيرة. لا سيما وان الدولة تؤمن بسياسة الترحيل، ولديها سوابق كثيرة، وكثير من حكام اسرائيل تكلموا عن إمكانية ترحيل العرب.
وحول ما حدث في سوروكا، تقول: "ما حدث في سوروكا هو تصرف مرفوض وهذا التصرف ينبذه كل أهلنا في النقب ولكن التحريض أيضًا مرفوض، نحن نلمس بعد الحرب الأخيرة على غزة هناك تحول في سياسة اسرائيل نحو العرب كليا، فهم لا يرون في العرب مواطنين متساوي الحقوق، ومجرد القول ان هذه دولة اليهود فهذا يعني أنك كعربي وجودك عليه علامة استفهام. وبالنسبة للحكومة الجديدة، لهذه الحكومة وجهان، وجه يخاطب أهل النقب وكأنه يريد مساعدتهم، ووجه يسعى لتشويه اسمهم والتحريض عليهم ضمن جوقة التحريض الموجودة.
الشعوب المقهورة
البروفيسور رياض اغبارية، يعتبر من أكثر الشخصيات المعروفة على مستوى النقب، فرغم أنه من أم الفحم، إلا أنه يتواجد في النقب منذ سنوات، وهو مدير كلية الصيدلة في جامعة بن غوريون في بئر السبع، ولديه نشاطات اجتماعية عديدة، يقول أن العنف الموجود في النقب وفي المجتمع العربي هو مثل أي ظاهرة عنف في أي مكان بالعالم، تأتي نتيجة لوضع أو سيرورة معينة، ويضيف مفسرًا: "الإهمال المستمر على مدى سنوات للأهل النقب ومطاردتهم وعدم وجود افق مسكن وعمل وتعليم على صعيد الانسان تدفع الانسان إلى الغضب والعنف، وهذا يحصل مع أي شعب، أو حتى مع أي كائن حي، حتى الحيوان مهما كان أليفًا، إذا تركته دون أكل أو شرب وعنفته، سيتحول إلى وحش، فكم بالحري عندما تجلب انسانًا لديه طموحات وآمال وأفكار، ويرى العالم يتطور، ويرى جيرانه في البلدات اليهودية يتطورون، وهو بدون أي خدمات، ماذا تنتظر منه أن يكون؟ وهذه ظاهرة عملية وسايكولوجية تعاني منها كل الشعوب المقهورة، الذين تعاملهم الدولة بشكل مختلف عن باقي مواطنيها.
"قبل الحديث عن النقب سأطرح مثالًا، هل تعلم أنه في بلدي أم الفحم، 1 من كل 4 شبان لا يعمل ولا يتعلم، فكيف يعيش ومن أي يجني المال؟ الا تعلم الدولة بأمره؟ في أم الفحم هنالك 8500 فتى مصنف كأطفال في خطر، وكم برأيك الميزانية المخصصة من قبل الدولة والتي يجب ان تستثمر في مرافقة اجتماعية ونفسية لهؤلاء الأطفال، فقط لـ500 طفل، بينما هنالك 8000 آلاف طفل لا يوجد ميزانية لتحسين حالهم، ماذا تتوقع أن يصبحوا بعد 10 سنوات؟ لا مستقبل للسكن ولا ورشات للعمل ولا إمكانية لعبور شروط التعليم. هذا هو الواقع وأم الفحم تعكس الموجود في كل البلدات، وفي النقب الوضع أكثر سوءً".
"اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعترف ببلدات موجودة داخل حدودها، 200 دولة اعترفت بدولة إسرائيل وهذه الدولة لا تعترف بـ45 قرية عربية مسكونة قبل قيام الدولة، وعدم اعتراف يعني عدم وجود بنى تحتية ولا مدارس ولا شيء، هل هذه أرضية مناسبة لتخرج منها اعشاب صالحة؟ والدولة بدل أن تقدم الحلول، لا تتوقف عبر ادواتها عن التحريض على أهل النقب، ما حصل في المستشفى هو شجار بين عائلتين، أمر سيء يجب أن لا يحصل، ولكن هل اعتدوا على الطاقم الطبي؟ هل تسببوا بأضرار للمستشفى؟ ألا تحصل مثل هذه الأمور في الوسط اليهودي؟ ألا يحدث أن يتشاجر اشخاص في المحكمة؟ أو أن يعتدي شخص على طبيب؟ هل يقول الاعلام عند حصول هذا أن الوسط اليهودي عنيف؟ هل تقوم قائمة الإعلام هكذا عندما يُقتل شاب في تل السبع؟ أم صار العنف في النقب خطيرًا فقط لأنه وصل إلى بلدة يهودية، وطالما هو مستمر داخل البلدات العربية، فهذا لا يهم؟".
تعامل حرّاس الأمن في المستشفيات
"ما حدث في مستشفى نهاريا بالأمس، وقبلها في مستشفى مائير عندما جاءت عائلة القتيل من جلجلوية وحصلت مشاحنات مع الحراس، لماذا يتم التعامل مع العائلات المفجوعة بهذا الشكل؟ ألم يكن من الأفضل أن يخرج طبيب عربي من المستشفى ويتحدث معهم؟ لو كانت العائلة يهودية هل كانت عناصر الأمن ستحاول طردهم دون الاهتمام لمشاعرهم بهذا الشكل؟ حتى أنا البروفيسور، يتم التعامل معي كأنني مخرب في المطار، وبعد ذلك يقولون أن المشكلة في المجتمع العربي. 40% من الطواقم الطبية في المستشفيات هم عرب، لماذا يحاول الاعلام الآن تحويل ما حصل في المستشفيات إلى خلل موجود لدى العرب؟".
ويفسر اغبارية هذا التحريض بأنه تمهيد لأمور أخطر، إذ يقول: كل عملية تهجير او اقصاء او ضرب تبدأ بالتحريض، اليهود جربوا هذا، بدأ الأمر بتحريض ووصلوا إلى مرحلة المحرقة، ومن ينكر ذلك عليه قراءة كتاب "ركفيام جرماني" لعاموس أيلون، والذي يتحدث عن سيرورة التحريض على اليهود كيف بدأت قبل 100 عام من المحرقة، وما يفعله بن غفير وشاكيد وسموتريتش وغيرهم اليوم، هو تحريض مشابه تماما لذلك.
واختتم كلامه: "لن يتغيّر الوضع في النقب إلّا إذا قررت الدولة أن تغيره فعلًا، والتغيير يكون ببرنامج عمل حقيقي ومنظم وممول بشكل رسمي ومخصص للنقب والأهم من كل ذلك أن يكون منسق مع أهل النقب، لا أن يفرض عليهم، وفي النقب العديد من المثقفين والأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم، وليس بالإمكان خداعهم، ببساطة يجب تنسيق خطة خاصة للنقب بالتنسيق مع اهله، وإلّا فإن الأمور ستستمر على ما هي عليه والتحريض سيستمر وسيقود إلى نتيجة سيئة".
دعوات لإعادة احتلال النقب
"التحريض هدفه أن يعطي صيغة قانونية لكل الممارسات ضد عرب النقب"، يقول رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، عطية الأعسم: "الحدث الذي كان في سوروكا لم يكن مقصود فيه احد، كان خلاف بين عائلتين وبالصدفة التقوا هناك، وهو أمر مرفوض بلا شك ولكن هنالك من عمل على تضخيم الموضوع، الحركات العنصرية أرادت ذلك وحرضت بشكل أرعن، إلى أن بدأ تحريضها يحقق النتائج، فاليوم يتم اعتراض كل سيارة عربية في بئر السبع وتفتيشها من قبل الشرطة، هذه الشرطة التي تأتي بمئات العناصر الآن إلى بئر السبع لملاحقة العرب، لا نراها تحضر بهذه القوات عندما يقتل أحد أبناء مجتمعنا، رئيس الحكومة يرسل 2000 شرطي من حرس الحدود، وهنالك من ينادي بإعادة احتلال النقب من جديد كونه محتلًا اليوم من قبل العرب، وحتى من يقتل العربي في النقب يحصل على حكم مخفف كما رأيتم مؤخرًا في قضية آرييه شيف".
"بئر السبع اليوم أصبحت مدينة مختلطة، فيها نحو 20 ألف عربي، من مسجلين فيها كسكان وبين من يسكنون فيها فقط وما زالوا مسجلين في بلداتهم، ويبدو أن بعض العنصريين لم يحبوا رؤية المزيد من العرب في الحيز العام، وأقول بعض العنصريين لأني أعرف أن هذا لا يشمل كل سكان بئر السبع. ومن ناحية أخرى فإن منسوب التحريض ارتفع مع دخول الموحدة للحكومة، ففي الحكومات السابقة كانت الأطراف اليمينية المحرضة في المعارضة قليلة، وبينيت وشاكيد لوحدهما مثلًا، فالتحريض كان أقل، اليوم أكبر حزب يميني يتواجد في المعارضة، ومعه الصهيونية الدينية، وهذه أحزاب لديها دعم كبير في بئر السبع والنقب، لذلك أصبح صوتهم أعلى، يهاجمون النقب كذريعة لمهاجمة الحكومة.
وحول هذه الحكومة، يقول: "هنالك شعور بأنها ستعمل أكثر لأجل العرب، مثل الاعتراف بـ3 قرى، وأنفي ما قالته الوزيرة شاكيد أن هذا الاعتراف يأتي مع تنازل سكان هذه القرى عن أراضيهم، لم يتنازل أي أحد عن شبر من أرضه، ببساطة الاتفاق أن يكون السكن في منطقة محدودة وباقي الأراضي تكون للزراعة، ولكن بالمجمل ما زلنا ننتظر أفعال ونوايا صادقة تجاه النقب".
[email protected]
أضف تعليق