صادقت اللجنة البلدية للمحافظة على المباني التاريخية في حيفا، بشكلٍ نهائي، الأحد، على الحفاظ على كافة المباني التاريخية في حيّ وادي النسناس، بحسب كل التعديلات والتغييرات، اللي طالبت بإجرائها على المسح والتي وضعتها أمام اللجنة.


د. عروة سويطات: "مبروك، حافظنا على الواد!"

وقال مخطط المدن د. عروة سويطات، عضو لجنة المحافظة على المباني التاريخية في حيفا: "يمنع هذا القرار أيّ هدم وأيّ مسّ في المباني التاريخية في الحي وايّ تخريب للإرث المعماري، ويحافظ على وجود الحي ويعترف وباحترام بهويته التاريخية والثقافية والمعمارية المدينية، لا باستعلاء استشراقي كما كان في السابق. وبالإضافة، المسح هو الأساس لأي تخطيط وأي تطوير وأي بناء في الحي، وهو وثيقة رسمية تحدد تعليمات تخطيطية تتعلق في المباني التاريخية واضافات البناء بشكل لا تمس في النسيج المعماري التاريخي للحي ويستفيد منه السكان، وتدفع قدمًا عملية تطوير وتجديد مجتمعي واقتصادي وتخطيطي للنهوض بالحي بشكل يحترم هويته وتاريخه".
وأضاف د. سويطات أن التعديلات التي وضعها جاءت على مستويين، فالأول يتعلق في لائحة المباني: "المستوى الأول هو تعديل المسح ليشمل كافة المباني التاريخية، وتم إضافة أكثر من 15 مبنى تاريخي تم تجاهلهم في النسخة الأولى، إضافة إلى لتشديد على نسيج الحي عدا عن المباني كالأزقة والشوارع والجدران والأدراج والساحات التاريخية والخاصة في الحي".
أمّا المستوى الثاني من التعديل الذي وضعه د. سويطات يتعلق في الخطاب وهوية الحي، قائلا: "رفضت التعامل مع الحي بشكل استشراقي وكأنه قرية تطورت نتيجة لـ “حداثة” الغرب والصهيونية كما جاء في النسخة الأولى للمسح. حي وادي النسناس يمثل تطوّر المدينة والحضارة والحداثة العربية الفلسطينية. وفي الإضافة، تم تجاهل شخصيات عديدة ثقافية ووطنية مهمة في تاريخ الحيّ إذ سكن وادي النسناس الشعراء والكتاب الكبار كالشاعر الشعبي نوح إبراهيم وحسن البحيري وأحمد دحبور والفنان الرسام عبد عابدي الذي لا زال يسكن في شارع حداد والكاتب الصحافي وديع صنبر، كلها شخصيات وطنية مهمة جدا لتاريخنا وهويتنا تحكي رواية الحي الثقافية التاريخية، التي لم يتم ذكرها بل تم تجاهلها وهذا أمر رفضت أن يمرّ مرور الكرام. “.
وأضاف د. عروة سويطات مؤكّدا على أهمية التخطيط العادل في الحيّ قائلا :"أؤمن بمعادلة تدفع نحو مسار تعديل التخطيط، أي تحويل التخطيط الى عادل، من خلال إجراء تعديلات في التخطيط التي تفرض وعي ووقائع وثوابت جديدة يتم التأسيس عليها في بناء المستقبل. أولا من خلال فرض وجودنا على طاولة الاتخاذ القرار، بمصداقية مهنية، وبطرح رؤية ثقافية وبثقة، للدفع نحو العدالة وتصحيح الغبن التاريخي".
واختتم د. عروة سويطات حديثه قائلا :"أقدّر الثقة التي منحتني إيّاها رئيسة البلدية د. عينات كاليش ومديرة قسم المحافظة في البلدية، المهندسة عيناف شحوري، ومعدّة المسح المهندسة نيلي بار أون، ولجنة المحافظة البلدية، في وضع أيّ تغيير وتعديل رأيته مناسبًا من وجهة نظري المهنية ورؤيتي الثقافية. هدفي أستمر في التطوع من أجل المحافظة على ما تبقى لنا من تراثنا المعماري والتاريخي".

 


* مرفقة خارطة المسح: المباني المعلّمة بالأحمر هي المباني التاريخية للمحافظة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]