قال رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة سمير غطاس، إن مصر قدمت مقترحات جديدة لإسرائيل حول المسارات التفاوضية التي يمكن أن تدفع بملف تبادل الأسرى قدما.
وتوقع غطاس في حديث لـ"رايــة" أنه "في غضون عشرة أيام سيكون الرد الإسرائيلي عليها وسيتم بلورة المسار التفاوضي الجديد القائم على المرحلية وربط التبادل بملفي الإعمار والتهدئة طويلة الأمد".
وبحسب غطاس، الجهود المصرية من أجل التوصل إلى تفاهمات بواسطتها بين إسرائيل وحماس لم تتوقف لحظة، مؤكدا أنها مستمرة وكان آخرها الملاحظات التي قدمها رئيس جهاز المخابرات المصرية للصحفيين الإسرائيليين والتي أعلن فيها أنه ينوي زيارة إسرائيل نهاية الشهر الجاري.
وأضاف أنه "سبق ذلك زيارة لرئيس الموساد إلى القاهرة مصحوبا بالمستشار السياسي الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت".
ووفقا للنائب المصري السابق، تقول المصادر إن هناك خطة سُلِمت لمسار سياسي جديد، موضحا أن إسرائيل تطالب بشدة أولا أن تنتهي الأطراف من ملف تبادل الأسرى كشرط أساسي للبدء في إعادة إعمار غزة وتحت سقف تهدئة طويلة الأمد.
ولف إلى أن "هناك ورقة جديدة تحاول أن تلحلح معضلة ملف الأسرى"، مبينا أن "إسرائيل تطالب أولا بالكشف عن وجود الجنديين الإسرائيليين أو جثتيهما وأسيرين آخرين أحدهما من أصول أثيوبية والآخر عربية".
وتابع إن "هذا حصل في صفقة شاليط، حينما أصرت إسرائيل أن تعرف إذا ما كان إسرائيل حيا أو ميتا بواسطة مصر، أصدرت حماس فيديو يؤكد أنه على قيد الحياة بيده جريدة تشير إلى تاريخ حديث".
وأردف غطاس قائلا إن الثمن الذي تحاول أن تجبيه حركة حماس مقابل ما بحوزتها "إسرائيل تعتقد أنه مبالغ فيه للغاية".
وذكر أن "الدور المصري يحاول أن يجد حلولا وسط لهذه المفاوضات"، منوها إلى أن "حماس تصر أنه على إسرائيل إطلاق مبادرة حسن نية بإطلاق سراح كبار السن والمعتقلين من صفقة شاليط وصغار السن والمرضى بينما إسرائيل تصر على إظهار ما لدى الحركة".
وأفاد بأنه "يبدو أن مصر تمكنت من الحصول على وعد بأن تحصل على ما يؤكد وجود جثث او جنود أحياء"، مستدركا : "لكن ليست هذه المشكلة الأكبر. هناك حديث عن تهدئة طويلة الأمد تصل إلى خمس سنوات، ما دفع الجهاد الإسلامي إلى استباق ذلك برفض التهدئة".
وأكمل غطاس قائلا إن "هناك ملامح حول ما يمكن أن يتبلور باتجاه تهدئة طويلة الأمد"، مشيرًا إلى أن "التهدئة قائمة حاليا ربما أكثر من أي وقت مضى، لكن مطلوب ثمن سياسي، وحماس تريد فصل الاثنين وتأخذ ما تأخذه. وهنا يأتي الدور المصري".
وبحسب النائب المصري السابق، فإن ذلك سيتبلور قبل نهاية الشهر الحالي، عند زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى تل أبيب، ثم إطلاع رام الله على التطورات.
وختم غطاس حديثه بالإشارة إلى أن وفد حماس الذي كان موجودًا في القاهرة قبل شهرين التقى زوجة مروان البرغوثي وابنة فؤاد الشوبكي ووعد بأنهم سيضعون الأسرى على القائمة وربما هذا يكون مطلب، مستطردا : "نأمل ونريد تبييض كل السجون وتحرير كل الأسرى بلا استثناء".
المصدر: راية
[email protected]
أضف تعليق