تشهد البلاد في السنوات الأخيرة تغيرات ملحوظة على حالة الطقس من ناحية سقوط الأمطار وتوزيعها ووتيرة سقوطها طيلة فصل الشتاء، ما يثير استغراب الناس وقلقها وخصوصا المزارعين، وهناك من يتهم الشركات والدول بسبب الانحباس الحراري الذي هو السبب الرئيسي برأيهم لتأخر الأمطار، وهناك من يرون أسبابا أخرى.
وفي حوار مراسل موقع بكرا مع الخبير في علوم الكرة الأرضية البروفيسور علي صغيّّر قال " ظاهرة تأخر المطر في بلادنا شيء طبيعي، وخصوصا منطقة الجليل والمنطقة الوسطى لأنها واقعة ضمن مناح البحر الأبيض المتوسط، ونعود للماضي وفي شتاء 2014-2015 كان هناك انحباس تام للمطر بين 15 كانون الثاني و 10 شباط أي في ذروة فضل الشتاء، وفي شتاء 1990-1991 تأخر المطر، وفي شتاء 1954-1955 تأخر الشتاء أيضا، وهناك شهادات تاريخية من التوارة تعود لزمن النبي سليمان تكلمت أيضا عن تأخر الشتاء، والسنوات العجاف في قصة النبي يوسف، حيث تعتبر مصر ضمن مناح البحر المتوسط".
وأضاف " ما يهمنا في كل موسم، هي الكمية الكاملة للشتاء في آخر الفصل، وما يقلقنا هو آلية التوزيع يعني ممكن للمطر أن ينحبس لشهر، وأن تهطل كمية كبيرة من الأمطار في ثلاثة أو أربعة أيام!".
وأكمل " يعود السبب لمثل هذه الظواهر المتطرفة للانحباس الحراري الذي يسببه الانسان وغير الانسان، حيث نرى ظواهر مثل تأخر المطر، وهطول المطر بكميات كبيرة بوقت قصير، وارتفاع حاد بدرجات الحرارة بفصل الصيف، لكن حتى الان لا يوجد ارتفاع أو نقصان بمعدل كمية الأمطار السنوية، الكميات متقاربة في كل عام، لكننا شهدنا في آخر 30-40 عام زيادة في معدل درجات الحرارة بفارق درجة أو اثنتين".
وفي سياق متصل قال " بالنسبة لأوروبا، فالدول التي ضمن محيط مناخ البحر المتوسط فمناخها قريب من مناخ بلادنا، مثل جنوب اليونان وتركيا، من جبل طارق وجنوب أسبانيا، أما المناطق الأقرب للشمال وللقطب الشمالي فمن الطبيعي أن يكون مناخها بارد والشتاء موجود في غالبية العام"
وأشار " بالنسبة للتوقع كيف سيكون هذا الشتاء، ليس بمقدورنا التوقع، نحن نتوقع حسب المعطيات ليومين أو ثلاثة، أما توقع لأشهر مستقبلية هي وظيفة آلات حاسوب مختصة ويمكن لها أن تخطئ وتصيب".
واختتم حديثه " مناخ بلادنا أفضل مناخ على وجه الكرة الأرضية، حيث نعيش كل الفصول بشكل صحيح مع غالبية لفصل الصيف والشتاء على الخريف والربيع، وهذا المناخ يشكل دافع للكثير من النباتات والأشجار مثل التين والزيتون".
[email protected]
أضف تعليق