أصدر مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي في جمعية نساء ضد العنف تقرير يشمل معطيات حول توجهات نساء وفتيات من ضحايا العنف والاعتداءات الجنسية خلال كانون ثاني حتى ايلول 2021. ان 92% من التوجهات كانت بمبادرة شخصية من الضحية، مما يشدد المسؤولية والعبئ الذي تحمله معها الضحية من الضغوطات الاجتماعية والخوف من رد فعل المجتمع والبيئة
.
اظهرت معطيات التقرير ارتفاع في أعداد التوجهات، ليكن عدد التوجهات للمركز خلال نفس الفترة من عام 2021 يساوي 1065 مقابل 964 توجه في نفس الفترة الزمنية في عام 2020، في حديث مع مديرة مركز المساعدة ليندا خوالد والتي أشارت خلاله إلى تغيرات مقلقة في نوعية الاعتداءات:" إن التوجهات هذه السنة تتميز بتعقيدات وتطورات خطيرة على الصعيد الاجتماعي، فعالم الإجرام يظهر بصورته الواضحة والعنيفة حتى في قضايا العنف العائلي ليصبح اداة تهديد وترهيب بيد الرجال العنيفين لفرض السيطرة وإحباط أي محاولة خروج للضحية من تحت سلطته الأبوية، فهناك عدة متوجهات تم تهديدها بالسلاح والملاحقة والقتل من خلال علاقات مع منظمات اجرام في مجتمعنا، أو حتى الاعتداء الفعلي عليها".

مجتمعنا الفلسطيني يعاني من أزمة دموية

يمكن ربط هذا بكل قضية الثقة في اجهزة القانون والشرطة، فان مجتمعنا الفلسطيني يعاني من أزمة دموية فيها يستشرس عالم الاجرام ليسلب أكثر من 100 روح هذه السنة فقط، دون وجود أي رادع أو محسوبية لاجهزة القانون. فبالتالي المعطيات التي يظهرها التقرير تدعم هذا، فإن فقط 18% من الضحايا المتوجهات لمركز المساعدة توجهت للشرطة ( 13% قبل التوجه للمركز و5% بعد التوجه للمركز). عدم الثقة هذا مبني على تجربة تاريخية فيها تتنصل الدولة من دورها في حماية المجتمع الفلسطيني عامة والنساء الفلسطينيات في الدولة خاصة، بالإضافة إلى الدواعم السياسية الهادفة إلى تفكيك وحدة صف المجتمع الفلسطيني واشغاله في حرب تكاد تكون حرب أهلية في نضاله من اجل الامن، والامان، المساواة والحرية.

كما ويلحظ مركز المساعدة ارتفاع في قضايا العنف والتحرش الالكتروني، حيث أن أظهر التقرير أن 16% من الاعتداءات المبلغ عليها تحصل في الشبكة لا يشمل الاعتداءات الجسدية التي يستخدمها المجرم لابتزاز وترهيب ضحيته إلكترونيا، يمكن تفسير هذا الارتفاع كنتيجة للتغيرات الحياتية التي فرضتها جائحة الكورونا علينا من تواصل الكتروني، أشارت خوالد في حديثها عن الموضوع : "لحظنا من بدايات جائحة الكورونا ارتفاع في توجهات حول تحرشات جنسية عبر الشبكة، فالزوم والمنصات الأخرى خلقت واقع جديد لم تعرف النساء كيفية التعامل معه، هذا طبعا بالاضافة الى التوجهات التي تشهد على التهديدات والابتزاز بنشر صور وارقام هواتف، خاصة في الأجيال الأصغر للمتوجهات".

70% من المتوجهات اشاروا الى اعتداء سابق حصل ما قبل سن 18 عاما

أشار التقرير الى معطيات مخيفة بما يتعلق بالاعتداءات الجسدية والجنسية على القاصرات، حيث أظهرت المعطيات أن 70% من المتوجهات قد مررن اعتداء سابق وهن دن ال18 عام. هذا المعطى يشير عن التكتم عن الاعتداءات على القاصرات مما يمكن يؤدي إلى إنكار الحالة النفسية للضحية وعدم تقديم علاج مناسب، كما وان حصول الاعتداء الذي يليه قد يعيد الضحية الى الحالة الصدمة التي مرت فيها عند الاعتداء الأول ويؤدي الى اعادة احياء جميع المشاعر والمخاوف التي مرت بها مرة أخرى بشكل مضاعف.

هذا بالإضافة إلى الارتفاع في عدد التوجهات حول اعتداءات على أطفال، فنسبة هذه التوجهات تصل في هذا التقرير الى 27% من مجمل التوجهات مما يشدد على أهمية زيادة رفع الوعي حول قضية الاعتداءات على الأطفال وأهمية كشف ومعالجة الأطفال في أقصر فترة زمنية من وقوع الاعتداء.

اختتمت جمعية نساء ضد العنف ومركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي التقرير بكلمات شكر وتقدير لطاقم المتطوعات العاملات في المنصات المختلفة، اللواتي يواصلن الليل بالنهار من أجل خدمة النساء، بإنسانية ومهنية وعدالة لزرع روح الأمان والاحتواء لهنّ ودعمهن من أجل العيش الكريم.

كما واشادت بالتقدير لجميع النساء، الصبايا والفتيات اللواتي توجهن ووثقن بطاقم المركز والجمعية، مؤكدات أنهن موجودات للمساعدة والدعم عبر خط الدعم الذي يعمل طيلة أيام الأسبوع 24/7 046566813 او عبر منصة الدردشة السرية www.chatwavo.org والتي تعمل ايام الأحد حتى الخميس من 20:00 -23:00.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]