المجتمع العربي ينزف دما وألمًا، اجواءً متوترة في مدينة ام الفحم بعد مقتل الشاب المحامي غانم فهمي جبارين (43 عاما) من مدينة ام الفحم متأثرا بجراحه على اثر تعرضه لأطلاق نار بعد خروجه من المسجد بحي اسكندر مساء الجمعة.
منذ مطلع العام الحالي ، قتل 6 اشخاص من مدينة ام الفحم ، وهو يعد المعدل الاقل لجرائم القتل في مدينة ام الفحم خلال السنوات الاخيرة .
حيث قتل مطلع العام الشاب محمد ناصر جعو بساحة منزله في حي الميدان في ام الفحم بعد ان عاد من مظاهرة ضد العنف والجريمة، ومن ثم قتل الشاب محمد كيوان الذي اصيب برصاص الشرطة خلال التظاهرات الاحتجاجية والتضامنية مع القدس والاقصى واهالي غزة، وقتل ايضاً د. طارق ابو جعو خلال تواجده بسيارته برفقة زوجته وطفله، وقتل الشاب محمد توفيق حبوب في منطقة الاقواس في ام الفحم بعد ان اطلق عليه النار، وبعدها بيوم واحد قتل الشاب مصطفى بدران في منطقة الميدان داخل سيارته بساعات الصباح الباكر.
وكانت اخر ضحايا جرائم القتل في ام الفحم، المحامي غانم فهمي جبارين الذي اعلن وفاته فجر اليوم الاثنين متأثرا بإصابته التي تعرض لها بأطلاق نار مساء يوم الجمعة حين مغادرته للمسجد.
في هذا السياق تحدث مراسلنا مع بعض القيادين والناشطين.
الشرطة...
وقال رئيس اللجنة الشعبية في مدينة ام الفحم محمود أديب اغبارية :" هذا ما تحدثنا عنه سابقا ونعود لنؤكد عليه مجددا أن حياة وأمن وأمان المواطن العربي في دولة إسرائيل ليس من أولويات شرطة إسرائيل وحكومة إسرائيل بل العكس تماما فإن انتشار العنف والفوضى والجريمة وبشكل العام، الاحتراز الداخلي في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل يخدم أجندات المؤسسة الإسرائيلية، حيث يبعدهم عن الهم الوطني وعن كافة القضايا الوطنية وعلى رأسها الاجتياحات اليومية للأقصى مرورا بملف الشيخ جراح وسياسة الاغتيالات اليومية والاعتقالات الإدارية ومصادرة الأراضي وهدم البيوت العربية".
وأضاف :" نحن نعي ذلك جيدا بأن هدف المؤسسة الإسرائيلية وتواطؤها بكل موضوع الجريمة والعنف يخدم أجنداتهم على حساب أمن وامان أبناءنا، والا فما هو التفسير لعدم حل الأغلبية العظمى من الغاز منفذي الجرائم اليومية وانتشار السلاح بكميات هائلة في داخل قرأنا ومدننا".
وتابع بالحديث :" وما وحدة سيف الا الاستهلاك الاعلامي دون تحقيق أي إنجاز يذكر ومن قبلها افتتاح عشرات مراكز الشرطة في قرأنا ومدننا العربية والتي كانت نتيجتها ارتفاع حاد بوتيرة العنف والجريمة ،ما يؤكد أن الشرطة في داخلنا الفلسطيني هي شرطه امنيه وليست مدنيه بمعنى مكافحة العنف والجريمة ،وليس صدفة نحن نتهم الشرطة بالتواطؤ ودعم منظمات الإجرام في قرانا ومدننا ،نحن نتهم الشرطة والحكومة الإسرائيلية بعدم الجدية بكل ما يتعلق بذلك ونحملهم المسؤولية كاملة ،حتى اليوم ونحن على بعد شهرين ونصف من نهاية السنه اكثر".
اجرام منظم
وقال نائب رئيس بلدية اما الفحم الاستاذ وجدي جبارين:" بداية تعازينا الحارة لأهل الفقيد وعائلته، وقلوبنا معهم ومع كل ضحايا الارهاب الاجرامي المنظم، الابرياء الذين سقطوا ولا زالوا في بلدنا ومجتمعنا العربي".
وأضاف : "ان هذه الجريمة هي للأسف واحدة اخرى في مسلسل الاجرام المنظم التي تضرب مجتمعنا ولا تستثني احدا ولا حرمة مكان او زمان، كبير او صغير، رحل او امرأة، هذه السلسلة من الجرائم دمها في رقاب الشرطة والمؤسسة بكافة اذرعها لعجزها بل وتقاعسها وحسب بعض رجال الشرطة، دعمها لبعض هذه العصابات.
وتابع بالحديث :" ، وبعيدا عن جرائم الارهابي المنظم، لا يمكننا ان نتغافل عن تقصيرنا كمجتمع وكمؤسسات مجتمع مدني في حل الإشكالات العائلية والخلافات التي كثرت بين افراد مجتمعنا وعجزنا عن حلها قبل ان تتفاقم لدرجة القتل، ومعالجة العنف بكافة اشكاله...
وأختتم بالحديث :" نسأل الله ان تكون هذه اخر الاحداث والجرائم، ونعود لنؤكد ان حل والقضاء على الارهاب الاجرام المنظم، بكل أشكاله، واهمها الاقتصادي لا يمكن ان تكون الا بأيدي السلطة المركزية بكافة اذرعها.
تجاهل
اما الناشطة منال باسم قالت:" استيقظنا باكرا على خبر مفجع بوفاة السيد غانم جوابرة على اثر الجراح التي اصيب بها نتيجة اطلاق النار عليه الجمعة المنصرم ليزداد عدد ضحايا مدينتنا الحبيبة ل 6 ضحايا منذ مطلع العام الحالي و 105حالات في ربوع مجتمعنا ووسطنا العربي في الداخل احصائيات مرعبة ومقلقة، شبابنا تقطف في ريعان شبابها ولا احد يحرك ساكنا اصبح واضح اننا لا نعول على الشرطة ولا على الوحدة المشكلة المدعوة في وحدة سيف لمكافحة الجريمة كما يدعون، فمنذ استلام هذه الوحدة فقدنا27 ضحيه عربية نتيجة عمليات القتل والاجرام ولا يمكن ان ننسى اطلاق الرصاص على المنازل".
وأضافت قائلة :" بات واضحا ان امورنا في الوسط العربي لا تعني الحكومة بشيء فكل ما يقومون به هو "هرعت الشرطة لمكان الحادث وشرعت بالتحقيق "لتكون نتيجة تلك التحقيقات ملفات توضع على رفوف الزمن وتقيّد الجرائم ضد مجهول تقاعس، واضح جدا اظن انه بات على سلطاتنا المحلية ان تتكاتف وتعمل سويتا من اجل الحد من سلسلة الجرائم التي نعاني منها فبعد فقداننا الثقة بأجهزة الشرطة والدولة اصبح واجب علينا ان نبحث عن حلول اخرى لننعم في امن وامان داخل بلداتنا حاراتنا بيوتنا ومساجدنا".
[email protected]
أضف تعليق