كعادتهم السنوية في شهر أيلول من كل عام، بدأ هواة بوضع مئات الأمتار من الشباك بشكل طولي بمحاذاة شاطئ البحر غرب قطاع غزة، بهدف صيد طيور السمان التي حان موعد هجرتها من أوروبا، باتجاه سواحل مصر وفلسطين وبلاد الشام، ومناطق من شمال إفريقيا.
فالطيور ذات اللون البني تتمتع بمذاق متميز، ويحرص الصيادون في كل عام على الظفر بها، إما بهدف تناول لحومها، أو بيعها لمواطنين يترقبون وصولها لشرائها.
المواطن محمود شلوف كان يجلس في ظل خيمة صغيرة على شاطئ البحر، ويراقب شبكته التي يزيد طولها على خمسين مترا، وقد نجح منذ الفجر بصيد ثلاثة طيور سمان، وعصفورين صغيرين.
ويقول شلوف إنه وضع شبكته رغم ثقته بأن أعداد الطيور المهاجرة عامة، والسمان على وجه التحديد تراجعت بصورة كبيرة، وما يصل الشاطئ باتت أعداد قليلة، لكنه يمتلك الشبكة وكل ملحقاتها منذ سنوات وهي موجودة في منزله، ونصبها لن يكلفه شيئاً.
وأوضح أن موسم السمان بدأ منذ عدة أيام، وستتواصل هجرة الطيور حتى نهاية الشهر الجاري، وهي تبدأ بالخروج من البحر عند الساعة الخامسة والنصف فجراً، وتستمر بالوصول حتى السابعة صباحاً في كل يوم، حينها يرفع شبكته إلى أعلى للحفاظ عليها، ويعود إلى بيته.
وبين أن معظم ما يصيده من طيور يبيعه لمواطنين يصلون الشاطئ في كل صباح خصيصاً للبحث عن السمان، فالبري منه يختلف عن ذلك الذي يتم تربيته في المزارع، ويشترون الزوجين من الطيور مقابل 25-30 شيكلا، والصياد المحظوظ من يقع في شبكته المزيد من الطيور.
تناقص العدد
وأقر شلوف بأن الصيد الجائر والمتواصل لهذه الطيور ساهم في تناقص أعدادها حتى وصلت إلى حافة الانقراض، مستذكراً ما كان يتم صيده منها في ستينيات القرن الماضي، حيث كانت الأقفاص تغص بها، وتباع في الأسواق والطرقات بثمن بخس.
فيما هم المواطن إبراهيم هاشم، بمغادرة الشاطئ بعد شراء عدد من الطيور المذكورة، موضحاً أن أحد الأشخاص وصفها لوالدته كعلاج لآلام المفاصل والروماتيزم، ومنذ ذلك الوقت ينتظر موعد وصولها لشرائها.
وأوضح أنه واجه صعوبة حين لم يجد ما يحتاجه من الطيور لدى أكثر من صياد، فغالبية الصيادين أقفاصهم كانت خالية، ولم ينجحوا بصيد شيء، في حين اشتكى صيادون آخرون من خروج الطيور من البحر وتحليقها على ارتفاع عال، ما يبقيها بعيداً عن شباك الصيادين التي لا يزيد ارتفاعها على مترين ونصف المتر.
[email protected]
أضف تعليق