أجرى معهد الأبحاث الاستهلاكيّة استطلاعًا للرأي داخل المجتمع العربي من تاريخ 30/09/2021 ولغاية 04/10/2021، بهدف الوقوف على آراء المواطنين العرب من الضرائب المرتقب أن تفرضها الحكومة خلال الشهر المقبل من خلال قانون التسويات المتزامن مع الميزانية الجديدة. وقد شمل الاستطلاع 513 عيّنة بحثيّة من جيل 18 عامًا فما فوق، شاملًا الرجال والنساء على حدّ سواء. كما ومسح الاستطلاع كافّة مناطق البلاد، من الجليل إلى المثلثين الشمالي والجنوبي، وحتّى النقب والمدن المختلطة.
وأبرز ما أشارت إليه النتائج هو ما يربطه المواطنون العرب بين ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، حيث يرى أكثر من 90% منهم علاقة وثيقة بين ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وبين تفشّي الظواهر السلبيّة في المجتمع. وربط أكثر من 80% بشكل مباشر بين غلاء المعيشة وبين ما تشهده البلاد من أحداث عنف وجريمة في المجتمع العربي. وقد شمل الاستطلاع مقارنة بين العادات الاستهلاكية لدى المواطنين العربي فيما يخصّ المشروبات الخفيفة والأدوات المستخدمة لمرّة واحدة من صحون بلاستيكية وكبايات.
يُذكر أنّ الهدف الحكومي المعلن من فرض هذه الضرائب هو تغيير الأنماط الاستهلاكيّة لدى المواطنين، ليشير هذا الاستطلاع إلى فشل كبير مرتقب في تحقيق هذا الهدف، حيث عبّر 8% فقط من المواطنين عن نيّتهم في الحدّ من استهلاك المشروبات الخفيفة المحلّاة بالسكّر، كما ورأى أكثر من 50% بضريبة السكّر ضريبة سلبيّة تؤثّر سلبًا على الأوضاع العامّة، وأكثر من 60% يرون بمجمل قوانين الضرائب الجديدة كضرائب سلبيّة لا حاجة لها.
وفيما يخصّ قانون البلاستيك، والّذي يهدف للحدّ من استهلاك الأدوات البلاستيكيّة المستخدمة لمرّة واحدة، فقد أشار 10% فقط من المستطلعين عن نيّتهم في التوقّف عن استهلاك هذه الأدوات جرّاء ارتفاع أسعارها، فيما رأى أكثر من 40% من المستطلعين بهذه الضريبة كضريبة سلبيّة لا حاجة لها.
وفيما يخصّ موقف الأحزاب العربيّة من هذه القوانين، فقد أشار أكثر من 50% من المستطلعين إلى ضرورة معارضة النوّاب العرب لهذه القوانين، لا سيّما وأنّ أكثر من 90% يرون أنّ هذه القوانين تضرّ بالطبقات الاجتماعيّة الضعيفة والفقيرة في المجتمع العربي.
بالمحصّلة، فإنّ نتائج الاستطلاع تدلّ بما لا مجال للشكّ فيه على فشل مرتقب في تغيير الأنماط الاستهلاكيّة لدى المواطنين من خلال فرض الضرائب ورفع أسعار المنتوجات. وتتوافق هذه النتائج مع ما أثبتته التجربة في دول العالم، حيث فشلت ضريبة السكّر في تقليل نسبة المستهلكين للمشروبات الخفيفة المحلّاة، ولم ينتج عن هذه الضرائب إلّا ارتفاعًا للأسعار وغلاءً للمعيشة، مع كلّ ما يرافق ذلك من ظواهر سلبيّة وآفات مجتمعيّ.
[email protected]
أضف تعليق