نشر الموقع العالمي doctorsonly في شهر أغسطس هذا العام مقالًا للبروفيسور بشارة بشارات، وهو رئيس جمعية النهوض بصحة السكان العرب في الهستدروت واختصاصي طبّ الأسرة، ذكر فيه فشل الحكومة في فرض تقييدات الكورونا على المجتمع العربي دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة عادات المجتمع وثقافته.
وقياسًا عليه، فقد أكّد بشارات على فشل مرتقب للحكومة في فرضها ضريبة السكر بهدف تغيير الأنماط الاستهلاكية لدى المواطنين، وأوضح بشارات بأنّ 80% تقريبًا من المجتمع العربي يستهلكون المشروبات الخفيفة المحلّاة بالسكّر، ولن تجدي الضريبة نفعًا بتغيير هذه العادة الاستهلاكيّة.
وأوضح المقال بأنّ علبة المشروب الواحدة تحتوي على 9 ملاعق من السكر، وحين تكون الضريبة المفروضة تتناسب مع نسبة السكر فإنّ غلاء أسعار المشروبات سيكون واضحًا وحادًّا جدًّا. أضف غلاء الأسعار إلى ما يعانيه المجتمع العربي من الأعباء الاقتصاديّة وارتفاع نسب الفقر، فستكون تأثير هذه الضرائب ثقيلًا على المجتمع.
جدير بالذكر، أنّ الحكومة لم تفحص باستفتاء شعبي إن كان الجمهور على استعداد لتغيير أنماطهم الاستهلاكيّة نتيجة تغيير الأسعار، ولم تقم بدراسة حول الخطوات الّتي من شأنها أن تنجح في تغيير أنماط المواطنين الاستهلاكيّة، ممّا يثير تساؤلات حول هدف الحكومة المعلن، وحول ما إذا كان الهدف تضخيم خزينة الدولة ليس إلّا.
هذا وتطرّق بروفيسور بشارات في مقاله أيضًا إلى نسب السكري العالية في المجتمع الإسرائيلي ككل، وإلى سمنة الأطفال المرتفعة نسبيًّا. ودعا إلى ضرورة التثقيف الصحي قبل التثقيف الاقتصادي، بمعنى أن يطبّق المجتمع عادات استهلاكية صحيّة بناء على إدراكهم لمنافع وأضرار المأكولات والمشروبات، وليس وفقًا لأسعارها.
[email protected]
أضف تعليق