قامت جمعية انماء للديمقراطية وتطويرالقدرات، وضمن مشروعها الثقافي الشبابي في جولة تثقيفية وترفيهية في قرية البصة المهجرة للتعرف على تاريخ القرية قبل النكبة عام 1948، وللاطلاع على معالم ما تبقى من القرية من الكنائس والجامع، وجولة في منطقة عين الهردويل “الدرابصة “ نسبة الى درب البصة في القسم الاخير من وادي القرن، والتي كانت على ضفافها 14 طاحونة قمح، نظرا لغزارة المياه التدفقة في الوادي، كما تم اختتام الجولة في عزبة المشرف السياحي الياس ابو عقصة في قرية معليا الذي رافقنا في الجولة واثرانا في المعلومات القيمة والتاريخية الهامة وقدم شرحا مفصلا عن تاريخ القرية واهميتها التاريخىة على مدى العصور .
حيث تعتبر قرية البصة الفلسطينية المهجرة الملاصقة للحدود اللبنانية الفلسطينية في أقصى شمال غرب فلسطين، والتي تبعد 2 كيلو مترعن رأس الناقورة، وتبعد قرية البصة 19 كيلومتراً عن مدينة عكا، فقد ارتبطت بالطريق العام الساحلي بين عكا وبيروت، كما تميزت بموقعها، وأراضيها الخصبة التي تمتد حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط والتي ترتفع“ 75”مترا فقط عن سطح البحر، ويحدها من الشمال جبل المشقح والذي يشكل فاصلاً بين فلسطين ولبنان، وتاريخيا كانت القرية جزءاً من لبنان وتتبع لقرى جبل عامل، غير أنها ألحقت بفلسطين بعد الحرب العالمية الأولى، عندما رسمت بريطانيا وفرنسا الحدود بين هذين البلدين باتفاقية سايكس – بيكو، وقرية البصة هي قرية كنعانية ومعناه المستنقع، وفي العربية بصّ الماء معناه رشح المياه .
احتلت قرية البصة يوم 14 مايو/ أيار 1948 عام النكبة، وأقام الاحتلال على أنقاضها مستوطنتي شلومي وكيبوتس بتسات. وفي عام 1948، كان عدد سكان البصة نحو 4000 نسمة، يقيمون في ما يزيد عن 700 منزل، وكان ثلثا سكان البصة من المسيحيين والباقي من المسلمين، فالقرية هدّمت بالكامل في عام النكبة وتم تهجيرأهلها.
في القرية بقيت الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية وكذلك مقام الخضر والمسجد الذي هدمت مأذنته وتحول الى حظيرة ابقار، وبعد ذلك الى نادي شبابي، وجميعها مهجور ومغلق، إضافة إلى مبنى يسمى "الستات" يقف خالياً بجانب شجرة يفوق عمرها مئتي عام، وفندق لعائلة الخياط أمام الكلية الوطنية التي كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في المنطقة، إلا أنها تحولت اليوم إلى حظيرة للحيوانات، كان في القرية رئيس للمجلس، وكان توفيق جبران أخر رئيس للمجلس في 1948، بالإضافة إلى ثلاثة مخاتير، مختار مسلم، وهو خضر أحمد أخر مختار عام النكبة، ومختاران مسيحيان جبور صباغ عن الكاثوليك ووديع عزام عن الروم.
أنشأ الإسرائيليون مستعمرة بيتست سنة 1949 قرب موقع القرية، وشمالي البصة كيبوتس روش هنكراه، أي رأس الناقورة، وفي سنة 1949 أيضاً أنشئ موشاب ليمان، في البدء كان قاعدة عسكرية تدعى تساهال، ثم سميت بعد ذلك في ليمان بعد أن زارها عضو مجلس الشيوخ الاميركي هربرت ليمان في سنة 1959. وأنشئت مدينة شلومي، وهي إحدى المدن الاسرائلية الكبيرة في الشمال، أما مستعمرة متسوبه، التي أسست في سنة 1940قرب البصة، فقد توسعت الآن على أراضي القرية.
واختتمت الجولة في برنامج ثقافي وفني في عزبة المرشد السياحي الياس ابو عقصة ، ويعتبر المشروع الثقافي الشبابي احد المشاريع الثقافية الشبابية التي تقوم بها جمعية انماء المدعوم من مؤسسة التعاون.
[email protected]
أضف تعليق