في مثل هذا الوقت من كل عام تتأثر المدينة المقدسة بسبب الأعياد اليهودية والإغلاقات المصاحبة لها، مما يؤدي إلى اقتحام وتدنيس الأماكن المقدسة، وتقييد الحركة داخل المدينة، وإلى ازدياد الركود الاقتصادي في البلدة القديمة.

اعتداء صارخ بحق الأقصى


وحول تأثير هذه الأعياد على الأماكن المقدسة قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، إنه “في مثل هذه الأيام من كل عام تدعو الجمعيات الاستيطانية إلى المزيد من اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وإلى صلوات تلمودية علنية في ساحاته، وإلى اعتداء صارخ، ففي كل عام تزداد وتيرة هذه الاعتداءات والصلوات التلمودية، ويزداد التركيز على الجهة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك بالقرب من منطقة باب الرحمة، وهذا ينبئ بنية سوداء من قبل سلطات الاحتلال باتجاه هذا المكان المقدس الذي هو جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك، ولا يمكن التفريط بحبة تراب منه”.

وأكد الهدمي أن سلطات الاحتلال تستغل موسم الأعياد من أجل التضييق على المقدسيين، وفرض مزيدٍ من التهويد، ومزيدٍ من الاقتحام والتدنيس للمسجد الأقصى المبارك، ومزيدٍ من الاعتداء على حقوق المقدسيين بشكل عام، وحقوقهم بالعبادة بشكل خاص.

تقييد الحركة داخل القدس

وعن تقييد الحركة داخل المدينة المقدسة، تابع الهدمي أن “سلطات الاحتلال تغلق الأحياء المقدسية بالمكعبات الإسمنتية، وتمنعهم من التجول بحرية، كما تغلق العديد من الطرق والشوارع الرئيسية في المدينة؛ بادعاء أنها تؤثر على حرمة العيد بالنسبة لديهم، على الرغم من أنهم يعتدون وينكرون حق 400 ألف مقدسي يعيشون في مدينة القدس، ولا ينظرون إلى حقهم في التجول والتنقل، وفتح أسواقهم، بل يضربون كل هذا بعرض الحائط مقابل حرية اقتحاماتهم واعتداءاتهم للمدينة المقدسة”.

ووصفت المقدسية مرام بخاري هذه الإغلاقات، قائلة: “في الأعياد التلمودية يقوم الاحتلال بالتضييق على المقدسيين؛ ليحتفلوا بأعيادهم بحماية شرطة الاحتلال، حيث يتم نصب مكعبات وحواجز حديدية في شوارع القدس، لتتحول الطريق التي لا تأخذ سوى عشر دقائق من المنزل إلى القدس إلى طريق تأخذ عدة ساعات، فيتم السير عبر طرق التفافية من أجل الوصول للمدينة، ويتم عرقلة حركة المقدسيين وتعطيل أعمالهم فقط بسبب أعيادهم”.

وأكملت: “اليوم للأسف أسواق البلدة خالية من المقدسيين بفعل الحواجز، وكذلك المحال مغلقة بسبب عدم قدرة التجار على الوصول لمحالهم التجارية بفعل الحواجز، وبدت شوارع القدس كأنها شبه ميتة بفعل الإغلاق المفروض عليها، وكذلك الأمر بالنسبة لاقتحامات الأقصى حيث لا يستطيع المقدسي الوصول للأقصى للرباط به وإعماره، فيما يُسمح للمستوطنين بالاقتحام والوصول إليه لإحياء عيدهم”.

تقييد الحركة باتجاه الضفة


ولا تتوقف الإغلاقات على تقييد الحركة داخل المدينة المقدسة، بل أيضاً تتقيد الحركة من القدس إلى الضفة الغربية.

وحول هذا التأثير قال الطالب المقدسي عبد الرحمن علمي إن “معظم الطرق التي تؤدي إلى الضفة الغربية مغلقة بالكامل بسبب الأعياد، وطرق قلية جداً بقيت مفتوحة، وأيضاً هذه الطرق تحتوي على إغلاقات وطرق التفافية، فعلى سبيل المثال الطريق التي تأخذ فقط 20 دقيقة للوصول من القدس لحاجز قلنديا أو حاجز حزما أصبحت تأخذ 40 دقيقة”.

وأضاف علمي أن “الخروج من الضفة الغربية من أجل العودة إلى القدس صعب ويأخذ وقتا.. فهناك تفتيش وفحص هويات، وتشديدات أمنية كبيرة، وحواجز عسكرية”.

شل الحركة التجارية


ويزداد الركود الاقتصادي في محال البلدة القديمة بسبب هذه الأعياد، فتحتوي البلدة القديمة على 1400 محل تجاري تم إغلاق 365 محلاً منها بسبب تضييقات الاحتلال، ومنذ انتشار جائحة كورونا أُغلقت 420 محلاً تجاريا.

وعن تأثير الأعياد اليهودية على التجار، قال أحد أعضاء لجنة التجار في البلدة القديمة أحمد دنديس إنه “في مثل هذا الوقت من كل عام، يعاني تجار البلدة من الأعياد اليهودية، ويقتحم المستوطنون المنطقة ويعربدون في شوارعها تحت حماية شرطة الاحتلال، ويُرغم التجار على إغلاق محالهم التجارية”.

وتابع دنديس “يتم منع الوافدين من الضفة الغربية من الدخول إلى القدس، ويحاولون إفراغ المدينة من أصحابها بفرض الحواجز العسكرية، والحديدية، بالتالي تصبح المدينة فارغة وتنشل فيها الحركة الاقتصادية والتجارية، وذلك عدا عن المسيرات التي ينظمها المستوطنون في شوارع البلدة القديمة، والتي تشكل خطرا على السكان والتجار بعد أن يقتحموا المحال بحمايةٍ من الشرطة”.

المصدر: القسطل

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]