اعلنت شرطة اسرائيل يوم الثلاثاء الماضي عن بدء عمل وحدة "مستعربين" سرية ضد الجريمة المنظمة في المجتمع العربي.

وقد اطلق على الوحدة اسم "سيناء" وتم تجنيد عناصرها من ثلاثة مصادر رئيسية: الاول، قادة وضباط ومقاتلون خدموا في وحدات "حرس الحدود" التي نشطت في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي المناطق المتاخمة للحدود مع قطاع غزة؛ والثاني من مجموعات المقاتلين الذين خدموا فيما يسمى " الوحدة التكتيكية" الخاصة؛ أمّا الباقين فجنّدوا الى وحدة "حرس الحدود" من بين الوحدات الخاصة في الجيش.

وقد جاء اعلان الشرطة المذكور بعد اعلانها قبل اسبوعين عن اقامة وحدة "سيف" لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي، وتزامنًا مع استمرار الجرائم بشكل مخيف.

 معالجة الاسباب العميقة للعنف

وقال المحلل السياسي د.ثابت ابو راس:" اي عسكره لموضوع مدني مثل محاربة العنف والجريمة هي أمر مرفوض، منذ البداية هناك اشكال مع مسؤوليات للشرطة ذات البعد العسكري والتي رفضناها وهي احد مسببات انعدام الثقة في الشرطة الاسرائيلية، الشرطة لم تقم وحدات مستعربين خاصة من اجل مكافحة عصابات الجريمة في البلدات اليهودية فلماذا تقيمها الان؟

واضاف:" نعرف ان هذه الوحدات تدربت ونشطت في المناطق المحتلة وراينا نتائج هذه النشاطات التي وصلت حد قتل ناس ابرياء، ما هو مطلوب هو تغيير سياسة الشرطة السلبية اتجاه المواطنين العرب ومعالجة الاف المتعاونين معها ومع الشاباك المحميون من هذه الاجهزة والذين يتلقون معامله خاصة وكأنهم فوق القانون ، المطلوب هو ملاحقة عصابات الاجرام التي تعمل في السوق السوداء وتتاجر في السلاح وايضا اصلح بين الناس احيانا.

واختتم بالقول:" معالجة الاسباب العميقة للعنف والجريمة في مجتمعنا وعلى راسها قضايا الارض والتخطيط والبناء والخدمات البنكية والمصرفية والاستثمار في الشباب الذين لا يعملون ولا يتعلمون.

 بنية تحتية حقيقية من الخدمات الشرطية

من جهته، قال المحل السياسي ومدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في غفعات حبيبة محمد دراوشة:" على ما يبدو ان شرطة اسرائيل تتخبط بين خططها المختلفة. اقامة وحدة مستعربين مُجددة، أو اقامة وحدة سيف التي اُعلن عنها قبل بضعة اسابيع لم ولن تفي بالغرض، المجتمع العربي بحاجة الى خدمات شرطية مشابهة للخدمات التي تقدمها الشرطة للمجتمع اليهودي. هذه الخدمات يجب ان تستند أولاً الى مبدأ ان العربي مواطن ويستحق خدمات متساوية من الشرطة، ولا يبحث فقط عن حملة هنا واخرى هناك، ووحدة مؤقته، او وحدة مهمات خاصة.

وتابع بالحديث :" نحتاج الى بنية تحتية حقيقية من الخدمات الشرطية، تبدأ بالشرطي الذي يساعد الطلاب على قطع الشارع في الصباح عندما يذهبون الى المدارس، والتواجد راجلين في ، المناطق التي تعج بالمارة مثل الأسواق، ومراكز المدن، وأخذ دور حراسة أملاك المواطنين بجدية من خلال دوريات تجول الأحياء المختلفة، وكذلك بناء اواصر التعامل المحترم معنا بدون استعلاء على المواطن العربي ، بعدها فقط يأتي دور الوحدات التي تكافح الجريمة، وهي مطلوبة بدون شك، ولكنها لن تنجح الا بعد تأسيس وجود مدني للشرطة في البلدات العربية، والتخلي عن فكرة الوجود العسكري او الامني، نحن نبحث عن أمان في شوارعنا، ولا نبحث عن قوى ضاربة لشبابنا، تثير فيهم الرعب وتحطم معنوياتهم وتمنعهم من الخروج الى الشوارع.

وانهى قائلا :"على الشرطة بناء علاقتها من جديد مع المجتمع العربي على اسس مدنية، وان تنسى عقليتها (الشاباكية) وتعاملها السابق معنا على اننا أعداء الدولة وعليها السيطرة الأمنية علينا، فقط تغيير جذري في عقلية الشرطة سيضمن نجاحها في مهامها المطلوبة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]